تحقيق: هدى منعم
وطنية - يتنافس على مركز نقيب للمحامين في بيروت سبعة مرشحين تختار الجمعية العمومية واحدا منهم في السابع عشر من تشرين الثاني الحالي.
للمرشحين برامج انتخابية يعرضونها على المحامين الاعضاء في الجمعية سواء في لقاءات جماعية او فردية او عبر منشورات. "الوكالة الوطنية للاعلام" طرحت سؤالين موحدين على المرشحين باعتبار ان الاعلام على صلة مباشرة ودائمة مع النقابة. الاول: مفهوم كل مرشح للاعلام، والثاني: ما هي خطة عمله الاعلامية في حال انتخابه.
ستة من المرشحين اجابوا عن السؤالين، اما المرشح السابع المحامي حسان الزيات فلم يجب على الاتصالات الهاتفية المتكررة ولم يعاود الاتصال ويبقى حقه محفوظا في الاجابة اذا اراد.
وجاءت الاجابات التي نوردها بحسب الاحرف الابجدية لعائلات المرشحين.
الشدياق
المحامي اندريه الشدياق اعتبر ان "مفهوم الاعلام تطور عبر الحقبات الاخيرة الى حد تجاوز فيه اطاره التقليدي حتى بات اليوم أداة لنشر الخبر كما العلم والمعرفة، فبفعل الوسائل الاعلامية الجديدة التي عرفت تحديثا سريعا وتقدما غير مألوف، تحول الاعلام من مجرد حق الانسان بالاعلام الى واجب ملقى على عاتق الاعلاميين بايصال المعلومة المستجدة بصورة دقيقة وحيادية الى جمهور الرعية. فبعد ان كان الاعلام مادة جافة اصبح ضرورة في عالم يشهد لحظة تلو اللحظة، تبدلات سياسية واقتصادية واجتماعية وتكنولوجية تتحد مع يوميات المواطن في شتى ميادين الحياة".
وقال: "لا يمكن فصل اليوميات والحاليات هذه عن الواقع المهني اليومي لشخص المحامي الذي يحتل موقعا مرموقا في منظومة المجتمع والدولة، بحيث يمارس المحامي مهنته في حمى نقابته، وتلقى الاخبار المهنية اهتماما اعلاميا متناميا في مستهل الالفية الحاضرة. وانطلاقا من هذا الواقع فان الاعلام مدعو لمواكبة النشاط النقابي بما يؤمن تغطية واقعية لدور وحضور نقابة المحامين، وهذا ما لم ينفك الاعلام عن القيام به منذ أمد غير انه من المقتضى تفعيل هذه التغطية من خلال ايجاد لجنة تواصل دائمة بين النقابة من جهة والسيدات الاعلاميات والسادة الاعلاميين من جهة اخرى. وفي هذا الصدد، فان من شأن التفاعل الدوري المباشر بين نقيب المحامين وناشري وناقلي الخبر ان يرتقي بالحدث الاعلامي ليضعه في المصاف الذي يستحق".
بركات
اما المحامي فادي بركات، فقد اعتبر ان الاعلام مدرسة ورسالة لانها تعلم المجتمع وتضيء على أمور يجهلها، ودورها مهم لانها تنقل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، والاعلام ليس فقط السلطة الرابعة بل كل السلطات لانه يتوافق مع كل السلطات، والحقيقة تعني الشفافية، مشيرا الى انه اذا انتخب سيعمل بشفافية وينقل الى المجتمع كل الاعمال والانجازات التي تحققها النقابة، مؤكدا انه سيكون على تواصل دوري مع المندوبين المعتمدين لدى النقابة اما مباشرة او من خلال ممثل عنه او لجنة يختارها لهذه الغاية. وشدد على وجوب ان تكون الثقة متبادلة بينه وين المتعاونين معه.
جريج
من جهته، شرح المحامي جورج جريج مفهومه للاعلام، فقال: "يشكل الاعلام السلطة الرابعة في الانظمة السياسية بفعل قوته الضاغطة والمؤثرة هو سلاح ذو حدين، فعال وهدام في آن، فعال اذا حافظ على استقلاليته السياسية والمالية، استقلالية في الداخل واستقلالية عن مؤثرات الخارج، دولا وانظمة وسفارات وهكذا يكون الاعلام اداة قادرة على تقويم الاعوجاج وتصحيح المسار. وهدام اذا فقد هذه الاستقلالية وصار جزءا من عدة شغل الدولة او النظام او اي جهة سياسية محددة، وبالتالي يتحول الى سلطة مأجورة تعمل لصالح رب العمل الذي يدفع لها اكثر. ولعل الاعلام قادر على تجسيد الواقع وتحديد الفوارق بين الحق والباطل، بين الحرية والتبعية، بين الاستقلالية والمأجورية، بين قول الحقيقة او تسويق ما يخدم مصالح الجهات الدافعة والممولة من دون ان يرف له جفن، هذا هو الفارق بين الصحافة البيضاء والصحافة الصفراء وواثق ان الصحافة المحترمة في بلادي تنتمي الى الفئة الاولى".
اضاف: "أقول هذا الكلام لابلغ نقطة محددة وضرورة الافادة من تجربة الاعلام النظيف ودوره السياسي لاطرح مجالات التعاون المفتوح بين الاعلام كسلطة مؤثرة في الرأي العام وبين نقابة المحامين في بيروت كسلطة مستقلة ضامنة للنظام السياسي ولمبدأ التشريع الوطني".
وأكد ان نقابة المحامين في بيروت "تبقى سلطة وازنة في التشريع والحريات وحقوق الانسان تماما كالسلطة الرابعة النظيفة".
وخلص الى القول: "من يعمل بصدق وشفافية لا يهاب الارهاب ولا يرهبه، لا يبتعد عنه ولا يبعده لا يمسك بيده ولا يكم فمه ولا يعطل فكره بل يريده شريكا، شريكا مضاربا حتى خدمة للحقيقة ورواجها وسلطاتها".
وعن خطة عمله الاعلامية، قال جريج: "في حال انتخبت نقيبا للمحامين، سوف أتعامل مع الاعلام كسلطة رديفة وليس كبوق يستخدم لايصال الرسالة، اؤمن بالتعاون والشراكة بين المؤسسات الدستورية ومع الاعلام القادر ان يصل بالصوت والصورة والورق الى كل عقل، القادر عل تجسيد صناعتنا الحقوقية في كل المجالات الحيوية ( ديموقراطية- حريات- حقوق الانسان) وتسويقها في كل بيت ولدى كل فرد. من هنا سأعمل على بناء شراكة الثقة والتعاون مع الاعلام النظيف. لن أترك النقابة ترتاح خلال سنتين ولن اترك الاعلام يرتاح ايضا، من خلال ورشات عمل تنكب على الملفات المتروكة او المتعثرة او المهملة او المنسية واقتراح خارطة طريق لتحريكها وانجازها وفي مقدمها: ملف القضاء والعدالة، ملف التشريع وفي مقدمه قانون الايجارات، والرأي الاستشاري في الجلسات التشريعية والمفهوم الدستوري لحكومة تصريف الاعمال، وملف التأليف الحكومي بكل ابعاده الدستورية والميثاقية والسياسية في حال استمرت الازمة او لمنع تكرار التأزيم كذلك القضايا المعيشية والاقتصادية، وسيكون الاعلام شريكا اساسيا في كل هذا الحراك".
وأشار الى ان قواعد "الاشتباك" واضحة في ذهني وفي سلوكي النقابي والانساني وهي تقوم على مبدأين:
1- الشفافية المطلقة في التعامل مع الاعلام من منطلق ان لا شيء نخفيه اولا عن المحامي وتاليا عن الرأي العام.
2- ضمان الحرية المسؤولة، ونقابة المحامين لن تكون شريكا في اي حظر او رقابة تمارس على الاعلام الحر بل ستبقى المدافع الاول عن الحريات الصحافية والرافض الاول لمقص الرقابة.
وأعلن "ان يد النقابة الممدودة لا تعني التردد او لضعف او الاستضعاف او الرضوخ للتهديد او الترغيب او الابتزاز، فللاعلام حصانته وخصوصيته وللنقابة خصوصيتها وحصانتها ولن أتوانى عن الحفاظ على كرامة النقابة وكرامة اي زميل اذا ما استدعى الامر ذلك".
طربيه
وقال المحامي عزيز طربيه: "ان الاعلام هو السلطة الرابعة وككل السلطات، ان أحسن استخدامه كان خيرا وان أسيء استخدامه ولم يكن موضوعيا انعكس شرا على المجتمع الذي يتوجه اليه".
واعتبر ان الاعلام ليس الوسيلة الاعلامية فقط بل هو الانسان الاعلامي بالدرجة الاولى وبقدر ما يكون الاعلامي مثقفا ومطلعا وملتزما بالقيم بقدر ما تكون المعلومة او المادة الاعلامية التي يقدمها جيدة ومفيدة للمجتمع. فالاعلامي الموضوعي يرفع من مكانة وقدر الوسيلة الاعلامية التي يعمل من خلالها والعكس صحيح".
وقال: "ان الاعلام اليوم ألغى المساحات وجعل العالم قرية واحدة، وبالنسبة للبنان فقد جعل الاعلام اللبنانيين الذين يعيشون في بلاد الانتشار يعيشون الهموم اللبنانية حيث هم. فمن خلال زيارة قمت بها الى استراليا مؤخرا اتيح لي ان اطلع على الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة الناطقة باللغة العربية هناك، فكانت المساحة الاعلامية عن لبنان تغطي نسبة 80% تقريبا من الصحيفة او المحطة الاذاعية وكانت اخبار "الوكالة الوطنية للاعلام" تصل الى هناك بالتزامن مع صدورها في بيروت".
وأكد "ان التعاون مع الاعلام ضروري لاطلاع الرأي العام على الوقائع الصحيحة لان الانسان عدو ما يجهل. وفي حال انتخابي نقيبا للمحامين سوف اكون على تواصل دائم مع الاعلام لاطلاع المحامين على نشاطات النقابة وكذلك لاطلاع الجمهور والادارات العامة على كل ما يهمهم معرفته عن نقابة المحامين ومواقفها".
عيد
واكد المحامي مطانيوس عيد "ان نشر الفضيلة واجب وانه سيتواصل مع الاعلام من خلال المندوبين المعتمدين لدى وسائل الاعلام لدى النقابة".
كسبار
واعتبر المحامي ناضر كسبار "ان الصحافة مرآة المجتمع، فهي تنقل وتعكس ما يحصل فيه، فاذا كان مجتمعا فاسدا فان مضمون الاخبار والمقالات سوف يدور حول هذا الفساد للاضاءة عليه واذا كان مجتمعا نظيفا ورائدا فان الاضاءة سوف تكون على هذه النظافة".
وقال: "صحيح ان دور الصحافة والاعلام لا يمكن ان يقتصر على نشر اخبار المسؤولين ومن استقبل المسؤول ومن ودع، الا ان عدم الاضاءة على نشاطات النقابات والمؤسسات له مفاعيل سلبية اهمها:
1- ان النقابة مثلا قد تقوم بنشاطات متعددة لمصلحة المحامين وللمصلحة العامة ولا يعلم بها احد.
2- ان النقابة قد توقع على اتفاقيات مع عدد من الجامعات والشركات تتعلق بالتأمين، بالمكننة، بنشر تواريخ الجلسات الكترونيا، بالتحكيم والوساطة 00الخ، ولا يعلم بها المحامون خصوصا من لا يستعمل منهم الكومبيوتر والانترنت.
3- من المفيد متابعة نشاطات النقيب واعضاء مجلس النقابة ونشاطات المجلس ليبقى المحامي على تواصل دائم مع نقابته وليبقى المواطن على علم ومعرفة بما تقوم به النقابة على الصعيد المهني والنقابي والوطني".
وقال: "لذلك، فانني احبذ اذا ما انتخبت نقيبا للمحامين تأليف لجنة تدعى "اللجنة الاعلامية" تضم محامين متخصصين في قضايا الاعلام، خصوصا وكلاء وسائل الاعلام لوضع خطة شاملة حول مسائل الاعلام وكيفية التعاطي مع الاعلام".
اضاف: "اما لجهة تعاطي النقيب مع وسائل الاعلام، فانني احبذ العلاقة المباشرة معها دون المرور بموظف او سكرتير في النقابة وذلك لمزيد من الدقة، ولتشجيعها على نقل نشاطات النقابة على مختلف الصعد والاضاءة عليها. كما يمكن في مواضيع محددة تكليف عضو مجلس التواصل مع وسائل الاعلام كأن يتواصل رئيس محاضرات التدرج معها بخصوص المحاضرات والندوات، وقد يكون ايضا المسؤول عن المؤتمرات العربية والدولية على تواصل معها للاضاءة على نشاطات النقابة في هذا المجال".
اذا كان الاعلام وسيلة تواصل ونقل الحدث من مكانه الى الرأي العام بالصورة والكلمة والمشاهدات فهو يضع الصحافي في موقع المسؤولية الحرة في نقل الوقائع والمشاهدات التي يلتقطها مباشرة الى الرأي، ولا يمكن بأي شكل من الاشكال ان يتم هذا العمل عبر وسطاء سواء لجان او مكاتب او غيرها لانه يفقد الخبر، اضافة الى عناصره الاساسية، السرعة، الدقة الشمولية والموضوعية ويصبح دعائيا بعيدا من الشفافية.
لكل فرد في المجتمع مهنته التي اختارها واختصاصه ودوره فليترك له عمله والقيام بواجبه والا فليتحول الطلاب عن كلية الاعلام الى كليات اخرى فيصيبون عصفورين بحجر واحد.
================= ن.م