الخميس 31 تشرين الأول 2024

08:22 am

الزوار:
متصل:

مكب النفايات في صيدا...هل ينهي مشروع البلدية 40 عاما من المعاناة؟

تحقيق ايمان سلامه

وطنية - اربعون عاما واهل مدينة صيدا والجوار يعانون مرارة الانتظار والامل في الخروج من كابوس احاط حياتهم تارة بروائح ضاقت بها انفاسهم لشدة تلوثها السام والمضر للانسان، وطورا لتزايد حجمه يوما بعد يوم حتى أصبح جبلا ماردا يخافه جميع الناس ويحذرون بلوغ تلك المنطقة البحرية الجميلة التي يقع عليها لئلا يقعون في مخاطرهم بغنى عنها.

ومع مرور الزمن أخذت الأزمة تتفاقم شيئا شيئا، وفي كل مرة كان الفشل حليف كل الجهود الساعية لايجاد حل لهذه المشكلة.

بدء المشكلة
جرت العادة أن يكون لمدينة صيدا مكبها الخاص للنفايات، إلا أن أوضاع لبنان الحبيب في تلك الحقبة، وسوء تقدمة الخدمات البيئية من تأمين أماكن لرمي النفايات وغيرها، جعل المدينة مقصدا لقرى وبلدات اتحاد بلديات صيدا والزهراني الذي يبلغ عددهم 16 بلدية، وبالطبع لم يكن آنذاك الحال يسمح بالتفكير لايجاد مكان خاص لهذه البلديات للحؤول دون الوصول الى ما آلت اليه في يومنا هذا.

ومع وصول الدكتور عبدالرحمن البزري في تلك المرحلة الى رئاسة البلدية، كان لا بد من البحث في سبل حل للازمة، إلا أنه وفي كل مرة عدم وجود الارض البديلة لهذا المشروع في إحدى القرى المساهمة في هذا المكب أو القدرة على التمويل، شكلت عائقا مما زاد المشكلة تعقيدا.

ولكن الوضع لم يبق على هذا المنوال، فبعد انتخاب محمد السعودي رئيسا لبلدية صيدا وضع نصب عينيه هذا الموضوع، لذلك كان لا بد لنا من لقائه للاضاءة على جوانب المشكلة ومعرفة الحلول التي وضعت لانهاء وانتهاء معاناة اهل مدينة صيدا والقرى المجاورة لها.


بدء الحل
اربعون سنة كانت كافية لان تجعل من رئيس بلدية صيدا الجديد، الجندي الاول في تصويب الهدف نحو "ازاحة جبل النفايات" كما قال في بداية اللقاء.

الرئيس السعودي
بداية الحديث استشهد المهندس السعودي بقول انكليزي مأثور ترجمته تعني "ان تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا" هذه الاجابة كانت ردا على سؤالنا لماذا كل هذا التأخير في العثور على حل ووضع الامور في نصابها واخذ المشروع حيز التنفيذ؟

وأضاف: "ان هذا سؤال سياسي ولا اريد الدخول في الاسباب السياسية لهذا الموضوع. الظروف في السابق هي المعضلة اما بالامس البعيد فأخذت المشكلة منحى آخر حيث ان عدم توافق الاراء على موقع الارض البديلة في منطقة زغدريا، جعل الامر صعبا مما حثنا على ايجاد البحر كمخرج لهذه الحال ووضع مشروع متكامل يبعد عن المدينة هذا الكابوس ويحوله الى حلم يزهو بحقيقة جعله مكانا عاما يقصده الناس طلبا للعيش في بيئة خالية من السموم ومساحة لطبيعة خضراء في زمن قل وجودها".

ولادة المشروع وتنفيذه
"انطلاقا من موقع الجبل على الجانب الجنوبي الغربي للاوتوستراد البحري لمدينة صيدا على مساحة تبلغ 550 الف متر مربع، كانت الدراسة الانشائية"، هكذا اوضح السعودي. وأضاف :"اعتمدنا في البيئة الهندسية للمشروع على زوايا ثلاث كل واحدة تكمل الاخرى. معمل للنفايات يوقف عمل الرمي العشوائي، إقامة حاجز بحري على مساحة 2200 متر بطريقة فصل بين البحر واليابسة والغاية منها ردم الجزء الاكبر من نفايات الجبل داخله وطمرها بالتراب كي تتحلل بمرور الزمن وتصبح امكانية رميها في البحر دون وجود اي ضرر او تلوث بيئي أو صحي.والزاوية الثالثة هي الأبرز لأنها تشكل أرضية النفايات المتبقية من الجبل من جهة وسطح الحديقة العامة من جهة أخرى".

كما ذكر لنا السعودي أنه "سوف يتم اقتطاع مساحة 60 ألف متر لوضع محطة تفصل المواد الصلبة عن السائلة بشكل يتيح تكرير مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة للري".


جهات التمويل
الجهات التي ساهمت في تنفيذ هذا المشروع الدولة اللبنانية الممثلة بوزارة البيئة التي ارست عقد انهاء العمل بازالة الجبل وانجازه مع شركة "سويز" الفرنسية بالاشتراك مع شركة "جهاد العرب".

كما قدمت المملكة العربية السعودية منحة بقيمة 20 مليون دولار لبناء السد البحري تقديرا منها لأهمية الصحة والبيئة والانسان.

اما الفترة المتوجبة لانجاز هذا العمل تقع في ثلاثين شهرا تنتهي مدتها عام 2015 العام الذي يبصر فيه اهل مدينة صيدا والجنوب خصوصا ولبنان عموما ، هذا الانجاز البيئي والصحي والاجتماعي اذا جاز التعبير.

وقدر السعودي أن "الفترة لن تتجاوز هذه الاشهر الثلاثين بل ربما ستتقلص الى ادنى من ذلك".

نتمنى أخيرا، بأن تكون فاتحة انجاز هذا المشروع خطوة صغيرة على درب مشاريع الوطن الكبرى التي يجمع المسؤولون والمواطنون على دعمها وتنفيذها من اجل مصلحة الوطن.

============ ج.س

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب