تحقيق جوزيان سعادة
وطنية - المعرفة، مشاركتها والحصول عليها هي أساس مشروع موسوعة طلال أبو غزاله الالكترونية للمعرفة. موسوعة فريدة من نوعها، تهدف إلى رفد الوطن العربي بمصادر المعرفة اللازمة في كل العلوم التي لها علاقة بالحياة الإنسانية.
أول مشروع رائد موجه للوطن العربي من حيث المضمون الشامل والعام للمعرفة العربية والارتكاز على اللغة العربية كأساس لنشر الحضارة والتراث العربيين. موسوعة عامة، حرة ومجانية يتم السعي من خلالها إلى تأسيس قاعدة علمية لتبادل ومشاركة المعرفة ذات الجودة والمصداقية العالية في الوطن العربي.
نظام لتبادل المعرفة يستند إلى مجموعة كبيرة من نظم التصنيف المعرفي التي ترتكز على مستويات متعددة لتضمن كينونة محددة من التسلسل الهرمي للمفاهيم أو الطبقات، يمكن للمستخدم من خلالها تحديد نوع ومكان المعلومة المراد إيجادها أو عرضها. موسوعة تضمن خيار الدخول الحر لمحتواها من حيث الاطلاع أو المساهمة.
رسالتها... بناء قاعدة أساسية لتبادل المعلومة في الوطن العربي، تشكل نفق نور باتجاه المعلومة الموثقة، ورؤيتها تتعلق بتوفير المعرفة الموثقة لكل مواطن عربي بجميع الوسائل التقنية الحديثة. تلتزم وتتطلع لتأسيس مجتمع معرفي عربي ذي أسس متينة لتبادل المعلومة في العالم العربي.
إن الموسوعة التي ستكون محور المؤتمر الصحافي الذي يعقده طلال أبو غزاله ونقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي في 12 الحالي في مقر النقابة في بيروت، بلغت حتى الآن مرحلة بناء النظام الإلكتروني الخاص بها، جمع المعلومات -المواضيع وتفرعاتها، مرحلة تحليل وبناء هيكلها. لذلك تحتاج إلى توسيع فريق العمل وخصوصا الخبراء من كل الاختصاصات للعمل على إبراز الكفاءات العلمية المتخصصة في الوطن العربي والتأسيس لهيئة عليا للاشراف على محتوى الموسوعة، بالاضافة إلى المساهمة في نشر المعرفة وبناء مجتمع ذي كفاءة عالية والمساهمة في الإبداع الفكري والتميز الأكاديمي المتخصص، أضف إلى ذلك المشاركة في مسابقات، جوائز ومنح التميز الفكري على مستوى الوطن العربي.
أكبر موسوعة عربية غير مسبوقة ستطلق على الانترنت، ب 500,000 موضوع عربي، المحتوى العربي الأكبر، وقد بدأ العمل على هذا المشروع منذ 5 سنوات. يذكر أن ترتيب ناطق اللغة العربية هو الخامس عالميا، بينما ترتيبنا على الانترنت هو 24. وقد تم اطلاق التسجيل لكل الخبراء في العالم العربي، لمراجعة المادة الوجودة، لتحسين الموسوعة وتحديث المعلومات المتواجدة فيها.
أبو غزاله
وقد أكد أبو غزاله أنه استثمر "عشرة ملايين دولار لتعزيز وجود اللغة العربية في فضاء الانترنت، حيث يوجد أقل من واحد في المئة من المواقع الالكترونية بالعربية على الرغم من أن واحدا من بين كل عشرين شخصا في العالم يتحدث العربية".
وأكد أن "نهاية هذا العام ستشهد إطلاق موسوعة تاجيبيديا الالكترونية العربية الحرة بمليون صفحة"، لافتا إلى أن "الموسوعة سبيل لبناء مجتمع عربي للمعرفة وأن مهمته في الحياة المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعالم العربي".
وأوضح أن "شركته أنفقت أكثر من عشرة ملايين دولار لتطوير تاجيبيديا على مدى السنوات الخمس المنصرمة وستمول تكاليف إدارتها لأن الموقع لن يحتوى على إعلانات".
وأكد أن "موقع تاجيبيديا، مقره الأردن وله 80 مكتبا فى العالم، هو شركة محاسبة وامتد إلى قطاعات أخرى من بينها التعليم وتكنولوجيا المعلومات والملكية الفكرية والخدمات القانونية"، واصفا الموقع بأنه "عمل خيري، وعلى عكس ويكيبيديا الموسوعة العالمية الحرة على الإنترنت والتي يدخل مستخدموها المحتوى الخاص بها فإن محتوى تاجيبيديا سيتخذ شكلا تقليديا حيث ستمر كل المداخلات بعملية تدقيق ومراجعة قبل النشر".
وتوقع أن "يضم الموقع مليون صفحة عند إطلاقه مقارنة بويكيبيديا التي تضم زهاء 235 ألف صفحة باللغة العربية".
ويحرص أبو غزاله على "ضرورة أن تظل تاجيبيديا بعيدة عن أي جدل سياسي أو ديني"، لافتا إلى أنها مكتبة ولا يملك أحد الحق في نشر أي معلومة دون التحقق منها"، مؤكدا أن المحتوى سيخضع للتدقيق بهدف التأكد من صحة البيانات وما إذا كانت مفيدة وغير مهينة لأي شخص"، مؤكدا أنه "يرفض التبرعات أو التمويل لأنه يريد الحفاظ على استقلالية الموسوعة".
المنتدى العربي
وكان أبو غزالة دعا في المنتدى العربي لحوكمة الإنترنت بالكويت إلى "تأسيس منبر قوي تحت مسمى مرصد حوكمة الإنترنت العربية، هدفه الرئيسي رصد أهم المستجدات في حوكمة الإنترنت وسياساتها واطلاع أصحاب المصلحة المعنيين في المنطقة على هذه المستجدات".
ولفت إلى أن "أفضل إطار عملي مؤسسي ناجع لتنسيق مجمل عملية حوكمة الإنترنت يجب أن يقوم تحت مظلة الأمم المتحدة ضمن سياق تعدد أصحاب المصالح المعنيين، وبمشاركة كاملة ومتكافئة لجميع الدول إلى جانب ممثلين عن المؤسسات التجارية والمجتمع المدني"، وقال:" نرغب في أن نرى الحروف العربية ظاهرة بالتساوي مع الحروف الإنكليزية في أسماء النطاق لما فيه مصلحة أكثر من نصف مليار مستخدم".
نبذة
إشارة إلى أن مجموعة طلال أبو غزاله أكبر مجموعة عربية من شركات الخدمات المهنية التي تعمل في حقول المحاسبة والاستشارات الإدارية والتدريب والملكية الفكرية والخدمات القانونية وتقنية المعلومات وبناء القدرات ومعلومات الائتمان والترجمة القانونية، وهي تابعة لسجل البنك الدولي للمحاسبين والمدققين (واشنطن) وفي مركز الأمم المتحدة للشركات متعددة الجنسيات (نيويورك). وهي مؤسسة مهنية لها 80 مكتبا و180 مكتب تمثيل حول العالم. وقد تم تأسيس مكاتب المجموعة لخدمة الدول العربية والشركات الأجنبية المهتمة بالعمل في هذه المنطقة، مما يجعلنا ننفرد بكوننا الشركة الإقليمية الوحيدة التي تعد شركة دولية ومتعددة اللغات وتضم مثل هذا العدد الكبير من المهنيين الذين يتمتعون بمستوى عال من التدريب وتقدم هذا العدد من الخدمات المتنوعة.
ولكونها تعمل في منطقة من العالم تشهد تغييرات جذرية وغير مسبوقة، تدرك مجموعة طلال أبو غزاله جيدا كل جوانب البيئة الاقتصادية بما فيها العوامل الاجتماعية والتنظيمية التي تحكم هذا النشاط، ولديها الخبرة الكافية لذلك. وتدرك الحاجة إلى التطوير المنظم للمؤسسات العربية في سبيل بناء أساس متين للمستقبل. وتلبي المجموعة هذه الحاجة بتوفير خبراء ذوي كفاءات عالية المستوى ولديهم القدرة على توقع الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية وعلى تقييم البدائل لتحديد أكثر الحلول إبداعا للمشاكل الحالية والمستقبلية.
وقد حققت المجموعة سجلا مميزا من النجاحات بين عملائها، الذين يضمون وكالات هامة ومنظمات تمويلية حكومية ودولية وعربية، وشركات رائدة في مجالات البنوك والصناعة والتأمين والتجارة. وقد ساعد هؤلاء العملاء على اتخاذ قرارات صعبة تتصل بالأعمال والإدارة وتتعلق بالأفراد والمعدات والمرافق ورأس المال.
وفي الختام، حلم كل مواطن عربي سيتحقق بمشروع ممول من شركة طلال أبو غزاله بالكامل، هدفه الوصول إلى مليون معلومة في نهاية العام 2013. وعند الوصول إلى هذه المرحلة، يصبح ترتيب اللغة العربية من أول 5 لغات في العالم على الانترنت، وهو الموقع الطبيعي للغة العربية. مشروع هدفه مساعدة الجيل الجديد للحصول على معلومة صحيحة، غير مغلوطة، متماشية مع عاداتنا، ثقافتنا وأعرافنا العربية. وفي هذا المجال نذكر أن المحتوى العربي على الانترنت هو 1,7 بالمئة تقريبا من المحتوى العام ما يشكل نسبة ضعيفة جدا. لقد كان توجه المجموعة نحو العمل على هذا الأمر لتطوير المعلومة وإيصال لغتنا الأم إلى موقعها الطبيعي.