تحقيق: فادية الطبيب
وطنية - اذا كانت الوقاية من الداء خير من قنطار علاج، فان توافر المعرفة عن الداء يساعد كثيرا في محاربته والتصدي له، ولا سيما ان الدراسات اظهرت ان الكثير من الامراض نتجت عن الاهمال او عدم الاكتراث بتفاصيل صغيرة وعوارض صحية يعتبرها الانسان عادية، فيما هي في الواقع امراض خبيثة يدفع المرء حياته ثمنا لها00!
من الامراض التي بدأت تتسلل الى أجسام اللبنانيين من دون معرفة مسبقة لها او لعوارضها، مرض تطلق عليه تسمية "هيليكوباكر بيلوري" الذي حل ضيفا ثقيلا في عدد
من الدول ليس فقط في الدول النامية بل في العالم كله وأوقع اصابات في اشخاص يتفاوتون في اعمارهم، ولم يكتشف هذا المرض الا العام 1982 بعد دراسات معمقة
اظهرت انه يستوطن داخل الجهاز الهضمي لسنوات عدة ما يمكنه ان يبقى طوال حياة المريض.
وقد اظهرت الدراسات الطبية والعلمية ان هذا المرض يصيب عادة لمن هم فوق سن الاربعين سنة، لان الاصابات فيه لمن هم دون هذا السن كانت قليلة قياسا الى من تجاوز الاربعين اذ تبلغ نسبة المصابين فيه نحو 50%، في حين تكون الاصابات كثيرة لمن تجاوز الخمسين سنة، والنسبة تبلغ 80%، ولم تجزم الدراسات بعد الاسباب المباشرة لمرض "هيليكوباكثر بيلوري" وان كانت الفحوص اظهرت ان الاسباب المباشرة قد تكون ناتجة عن الاطعمة المشبعة بالدهون والكحول والتدخين واحيانا نتيجة شرب المياه الملوثة وأكل الخضار غير المغسولة جيدا..
وأظهرت الدراسات ايضا ان هذا المرض عبارة عن بكتيريا تقيم في المعدة وشكلها
حلزوني ما يمكنها من ان تخرق البطانة المخاطية التي تحمي المعدة عادة، وتنتج موادا تضعف البطانة ما يجعل المعدة اكثر عرضة للضرر من الاحماض الموجودة فيها اصلا، ويمكن للبكتيريا ان تلتصق بخلايا في المعدة ما يسبب التهابا في المعدة، ويمكن ان تزيد من انتاج حمض المعدة الزائد، ويرى اطباء يعالجون هذا المرض انه مع مرور الوقت يمكن للعدوى بهذه البكتيريا ان تتفاقم وتسبب تقرحات في المعدة وان تزيد ايضا من مخاطر الاصابة بسرطان المعدة.
عوارض المرض
مرض "الهيليكوباكر" يبدأ بالام في البطن تصاحبها حموضة زائدة واعراض متعددة
منها: خسارة في الوزن، فقدان الشهية، الغثيان، التقيؤ، انتفاخ في المعدة، ويقول الاطباء انه يمكن تشخيص هذا الداء من خلال فحوصات واختبارات بواسطة التنظير او اختبار الدم او اختبار التنفس فضلا عن صورة ملونة للجهاز الهضمي.
العلاج
ويعدد الاطباء طرق العلاج ومن بينها تناول المضادات الحيوية بكمية محددة مع دواء لحماية المعدة لمدة عشرة ايام وذلك للقضاء على البكتيريا مع ضرورة اتباع نظام صحي، وغالبا ما تختفي هذه العوارض مما يعتقد ان المريض قد شفي من هذه البكتيريا. اما اذا استمرت العوارض فمن الافضل وحسب الاطباء اخضاع المريض الى فحص دم والمسمى
(ايموغلوبين ) واذا كانت النتيجة سلبية يجب اعادة فترة العلاج لمدة عشرة ايام اضافية للقضاء نهائيا على هذه البكتيريا.
ويوصي الاطباء بالانقطاع عن التدخين واكل الشوكولا وتناول الكحول والقهوة والمشروبات الغازية واكل الحر والبهارات ومشتقات هذه الاطعمة، وبذلك يمكن تفادي هذا المرض الذي يمكن ان يتطور ويتحول الى سرطان في المعدة تتسبب به هذه البكتيريا متى استوطنت في المعدة ولم يتم استئصالها.
========== ن.م