تحقيق ريما يوسف

وطنية - الماء سر الحياة، مع انه وببساطة سائل لا لون له ولا رائحة، مركب من الأوكسيجين والهيدروجين، ومع ان لبنان غني بالمياه الا انها تذهب هدرا في البحر، فقبل الطلب من الدولة بترشيد انفاقه عليها ان توصله الى المواطن.

لبنان والماء توأمان منذ القدم، حيث يعتبر لبنان من أهم مصادر المياه في شرق البحر المتوسط إذ يجري فيه حوالى 40 مجرى مائي، تبلغ قيمة المياه السطحية حوالى 4.1 كلم3. وتتجدد المياه الجوفية بمعدل 3.2 كلم3، تشكل 2.5 كلم3 منها مياه الأنهار. ويأتي 1 كلم3 منها من حوالى 2000 نبع ماء في كل المناطق اللبنانية الذي يجري منها مياه بمعدل 10 إلى 15 ليترا في الثانية. وهذا يكفل تدفق مياه على مدار السنة في 17 نهرا من مجموع ال 40 نهرا يجرون في لبنان.

فالإنسان يستطيع أن يعيش من دون طعام لشهرين ويحتاج إلى أسابيع لكي تظهر أعراض نقص الفيتامينات أو الأملاح المعدنية عليه، أما من دون ماء فإننا لا نستطيع أن نعيش سوى أيام معدودة.

...ولانه عصب الحياة، ولانه يموت يوميا خمسة وثلاثون ألف شخص بسبب نقص المياه العذبة، إرتأت الجمعية العامة للامم المتحدة تعيين 22 آذار من كل عام "اليوم العالمي للمياه العذبة" وذلك منذ 20 عاما. وبما ان الحفاظ على المياه يتطلب ترشيدا في كيفية الاستخدام، أطلقت حملة الازرق الكبير حملاتها الوطنية لتنظيف انهار لبنان منذ 3 أعوام، حفاظا على نطافة المياه السطحية والجوفية، وقامت بالتعاون مع الوزارات والمديرية العامة للموارد المائية والكهربائية بتبيان اهمية المياه العذبة وترشيد الانفاق عبر وسائل الاعلام".
 
وقد خصت المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية بشخص مديرها العام الدكتور فادي قمير خطة عشرية للحفاظ على المياه والاستفادة من مياه الانهر وبناء السدود وإنشاء خطة لدرس واقع المياه في لبنان والاحتياجات الضرورية لسد العجز المائي وهي تركزت على خمس نقاط أساسية: تخزين الكميات الممكنة من مياه السيلان السطحي في فصل الغزارة والتي تقدر بنحو مليار متر مكعب في السنة، لاستخدامها في فترات الشحائح، وبالتالي التخفيف من استعمال مخزون المياه الجوفية، الا في حالات الحاجة الاستثنائية (انشاء بحيرات وسدود). وترشيد استخدام مصادر المياه والتخفيف من كلفة الطاقة المستعملة في الضخ. وزيادة نسبة تغذية الطبقات الجوفية (انشاء محطات تكرير)، وإيجاد مصادر للمشاريع العديدة المنفذة بكلفة باهظة دون تأمين مصادر مسبقا. وضبط الفيضانات على المجاري المائية الرئيسية والتخفيف من الأضرار الناتجة عنها (شق متعلق بالتعديات).

واعتبر مكتب قمير ان "الخطة العشرية كاملة ومتكاملة وتلحظ كل انواع الماء"، اما عن سد شبروح فأكد أن "المياه أصبحت تغذي 24/24 منطقة كسروان".

خليفة
وأكد الدكتور عصام خليفة "للوكالة الوطنية للاعلام" اهمية المياه، وقال:"قبل ترشيد المواطنين لكيفية استخدام المياه علينا ان نعطيهم اياها، ففي بعض المناطق تنقطع الماء 5 ايام في الاسبوع"، فالمطلوب اولا واخيرا "تجديد الشبكات وابعاد التلوث وانشاء شبكة سدود لعدم ذهابه هدرا في البحر".

واشار خليفة الى ان "الثروة المائية موجودة بشكل كبير تحت مناطق الكورة وشكا مثلا ويذهب هدرا في البحر اكثر من 700 مليون متر مكعب في حين تعاني قبرص من العطش"، مطالبا ب "توقيف السرقة في كافة المجالات".

الريس
واعتبر عضو في "حملة الازرق الكبير" نزيه الريس في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام"، ان "الحملة تقوم بحملات وطنية عدة لتنظيف الانهر وترشيد انفاق المياه للطلاب والقرى المحيطة بالانهر"، معتبرا انها "عممت على الاعلام ضرورة تسليط الضوء حول عدم رمي النفايات في الانهر وترشيد الانفاق".

وقال الريس ان "الازرق الكبير يتعاون مع الوزارات كافة واعداد من المواطنين لانجاح حملتها في نظافة كل انواع المياه".

الماء كانت منذ بداية التكوين، ولاهميتها منذ القدم ورد ذكرها في الكتب المقدسة، فجاء في انجيل يوحنا "أن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله"، ولهذا اختير الماء للغسل والولادة الجديدة في سر المعمودية المقدس. اما في القرآن الكريم فقد جاء في سورة الانبياء "وجعلنا من الماء كل شيء حي".