تحقيق ريما يوسف
وطنية - استفاق لبنان اليوم على خبر سبب هلعا بين المواطنين من اقصى شماله الى اقصى جنوبه، جراد في طرابلس، في عكار، في صور، في الضبيه وفي ادونيس...
وكان ينقصنا الجراد... عبارة رددها المواطنون منذ الصباح ولدى سماعهم عبر وسائل الاعلام عن انتشاره في عدد من المناطق، فعادوا بالخيال الى الجراد الذي اجتاح لبنان ابان الحربين العالميتين، والجميع يعلم ان السرب يلتهم في الكيلومتر الواحد حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة.
لحود
هذا في المبدأ. اما في الواقع، فالجراد الذي ظهر في لبنان لا يسبب اي هلع أو خوف. وفي حديث ل"الوكالة الوطنية للاعلام"، أوضح المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود ان الوزارة "تأهبت لدى سماعها الخبر واجرت مسحا شاملا، وكلفت رؤساء المصالح بمعرفة التفاصيل"، معتبرا انه "لا داعي للهلع لان الوزارة على اتم الاستعداد، ولا شيء مخيفا حتى الآن".
ابو زيد
من جهته، اعتبر مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة محمد ابو زيد ان "سبب قدوم الجراد الى لبنان هو الهواء الساخن الذي خيم على الاجواء منذ اربعة ايام، والذي حمل معه الجراد ووزعه في عدد من المناطق، من الشمال الى الجنوب، وهو بالتالي لا يشكل اي خطورة على المزروعات وعلى اي شيء".
وأكد ابو زيد ان الوزارة "وضعت غرفة عمليات برئاسة رئيس هيئة الجراد الصحراوي عماد نحال لتلقي الاتصالات حول هذا الموضوع، والموظفون المعنيون يقومون بدوريات في كل المناطق لمعاينة ما يجري، وتحديد اي خطورة، اذا وجدت"، معلنا ان "الجراد الذي وصل ليس خطيرا، ويعرف ذلك من خلال لونه وحركته، فهو غير ناضج جسديا وجنسيا، والطقس الذي سيتحول مساء الى بارد كفيل بالقضاء عليه والحد من انتشاره".
واشار الى ان "الجراد الخطير هو الذي يحجب الشمس وليس ما نشهده اليوم".
افرام
واكد رئيس مصلحة الابحاث الزراعية ميشال افرام على كلام ابو زيد قائلا ان "الطقس الذي سيشهده لبنان اليوم يقضي على الجراد".
واذ اعتبر ان "الاعداد التي وصلت ضئيلة وغير خطرة"، أشار الى ان "وزارة الزراعة تأهبت واخذت كامل استعداداتها".
رزق
من جهته شرح الخبير البيئي البروفسور ويلسون رزق ان "الجراد يحتاج عادة الى حرارة مرتفعة ليتكاثر، وفي كل الاحوال اذا شوهد بكثرة، يصار الى رش مبيدات خاصة بواسطة الطائرات، على غرار كل البلدان، وكل نوع من الجراد تتطلب ابادته نوعا مختلفا من المبيدات، وبالتالي يتم القضاء عليه نهائيا".
واعتبر ان "الاوضاع المناخية غير ملائمة حاليا لانتشاره، لان الحرارة العالية والرطوبة المتدنية هما عاملان اساسيان لانتشاره".
... اذا، لا داعي للهلع، فالبرد المقبل سيكون كفيلا بإنهاء حياة الجراد، وسنحمد الله عندما ينتهي هذا اليوم ليبدأ نهار جديد غدا من دون اي مفاجأة او خبر يقض مضاجعنا...