الخميس 31 تشرين الأول 2024

10:21 am

الزوار:
متصل:

سرعل بلدة رابضة على كتف قنوبين يرقد فيها كاهن على درب القداسة

تحقيق فريد بو فرنسيس

تشكل بلدة سرعل في قضاء زغرتا، الحد الفاصل بين قضاءي الكورة وزغرتا، ومدخلا رئيسيا ووحيدا الى قرى قضاء زغرتا وبلداته من جهة الكورة. سرعل... تلك البلدة الهادئة التي تقع على كتف الوادي المقدس، تشرف من الجهة الشمالية على قضاء الكورة، وتتلحف قلب الجبل المؤدي الى بلدة كرمسده ومنها الى زغرتا المدينة، هي بفرادتها وموقعها المميز المنحدر على سفح الجبل، وتمازجها بين الابنية القديمة والحديثة، وهي تعتبر بلدة نموذجية لما تحويه من مناظر خلابة، وهواء عليل، وأماكن عدة تشرح البال والصدر.

يتألف المجلس البلدي في سرعل من تسعة أعضاء برئاسة يوسف ألبير أبو الياس وهو ينفذ سلسلة أعمال في البلدة، بعضها من قبل البلدية والبعض الآخر بالتعاون مع اتحاد بلديات قضاء زغرتا. يأخذك رئيس البلدية يوسف أبو الياس في جولة داخل ارجاء البلدة، عارضا للاشغال والانجازات التي تحققت "بفضل المتابعة الحثيثة من المجلس البلدي، ويروي أن البلدية لم تتوان لحظة عن خدمة أبناء البلدة وتحقيق ما من شأنه أن يرفعها الى مصاف البلدات النموذجية". ويضيف: "قمنا أخيرا بشق طريق زراعية حديثة بمساعدة الاستاذ طوني سليمان فرنجية الذي قدم جرافة عملت لمدة شهر ونصف الشهر على شقها في قلب المنحدر، سمحت للاهالي بالوصول الى اراضيهم، وعمدنا إلى تحسين البنى التحتية بشكل كامل في البلدة، ويمكن القول إننا ربما البلدة الوحيدة في قضاء زغرتا، التي استطاعت الافادة من قرض البنك الاوروبي للتنمية بمساعدة اتحاد بلديات قضاء زغرتا".

ويشير ابو الياس الى ان "الهدف اليوم هو تأمين مياه الشفة الى المنازل عبر حفر بئر خاصة، فالمياه التي تصل اليوم هي كلسية، وغير صالحة للشرب، وقد راسلنا المسؤولين في وزارة الطاقة حول هذا الموضوع وارسلوا فريقا من الوزارة، عمل على كشف المواقع التي يمكن ان يحفر فيها البئر، ونأمل تسريع وتيرة هذا العمل لما فيه خير لابناء البلدة".

وشرح أن "البلدية قامت بتأهيل وصيانة الطرق الزراعية، وإقامة أقنية للري، وجدران للدعم، وكذلك نفذت أعمال مونسات على الطرق العامة والفرعية، وجدران دعم لمنع انزلاق التربة والوحول في الشتاء، ومد قساطل المياه المبتذلة والبنى التحتية الأخرى، وكذلك الانارة العامة وتتعاون مع بلدية عربة قزحيا لتمديد قسطل مجرور عام للبلدتين وإقامة محطة تكرير للمياه المبتذلة كما تتعاون البلديتان مع الاتحاد في هذا المجال".

وأضاف :"عند عين المياه في البلدة تكون الاستراحة الاجمل حيث أهلت البلدية موقع العين القديمة الواقعة بمحاذاة الطريق العام، فهناك الساحة الواسعة التي رصفت بالحجارة الجميلة، والمقاعد المحيطة بها حيث يمكن لزوار المكان أن يستريحوا للحظات مسترخين على صوت خرير المياه الخارج من المسارب الخمسة التي أهلتها البلدية وجملتها. وفي الجهة المقابلة للعين يمكن للمرء ان يراقب منزل الخوري يوسف ابي مارون وهو في مرحلة اعادة ترميم ليصبح في المستقبل متحفا توضع فيه كل الاغراض والاشياء التي كان يستعملها الخوري يوسف في حياته اليومية".

وتابع :"تحت كنيسة البلدة، يستريح الخوري يوسف ابي مارون على كرسيه الخشبي منذ وفاته في العام 1929 كما يظهر التاريخ المدون على اللوحة الرخامية التي تعلو مدخل الكابيلا التي بنيت خصيصا للحفاظ على جسده من الهواء والعبث وبالتالي التلف. في البلدة ينادي الاهالي الخوري يوسف بالقديس، نظرا للعجائب العديدة التي قام بها، وقد تردد اسمه في ارجاء المعمورة، ويقصد الكثيرون البلدة من اجل التبرك والصلاة.  إن الجسد بقي على ما هو عليه على الرغم من مرور حوالى ثمانين عاما على وفاة الخوري يوسف، وتم نقله الى هذه الكابيلا بعد حوالى عشر سنوات على وفاته. لقد سجل أكثر من عجيبة في سجل محفوظ تمهيدا لرفع دعوى لتطويبه على أمل أن تتجسد أعمال هذا الكاهن القديس في جسد يسوع المسيح ويصل الى القداسة".

من جهته لفت ابن البلدة ومدبر امور الكنيسة والكابيلا سايد أبي عازار إلى أن "زوار كثر ومن أماكن بعيدة يقصدون البلدة من أجل أخذ بركة القديس طلبا للشفاء من مرض عضال أو إيفاء لنذورات شفاءات تمت على يديه".

يذكر أن الكابيلا غير مجهزة بتقنيات عالية من أجل حفظ جسد الخوري يوسف لأنها مصنوعة من الخشب ما يسمح  بمرور الهواء إلى داخلها.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب