تحقيق ريما يوسف
وطنية - حتى لو جاء نوح بسفينته العملاقة لما كان استطاع تجاوز بيروت امس، مياه غمرت الانهر والاتوستراد الساحلي من اقصى شمال لبنان الى اقصى جنوبه، عاصفة مائية تحولت الى ثلجية اليوم ضربت لبنان آتية من روسيا، وللاسف لا يأتينا من الخارج الا المصائب، وستبقى مفاعيلها الى ما بعد ظهر الخميس، اجهزة الدولة تأهبت بعناصرها - مشكورة- لمواجهة "النعمة" الاتية، الا ان الامطار فاقت التوقعات استطاعت غمر لبنان بكامله حتى اضحى بحيرة كبيرة.
الحق على الطبيعة، ام الحق على الدولة، ام الحق على لعنة 13 في هذه السنة، ام الحق على المنجمين، ام على الروس... كثرت الاسباب الا ان النتيجة واحدة: مياه على الطرقات وفي المنازل ووحول غمرت السيارات وزادت هم جديد على كاهل اللبناني... صحيح انه كانون الثاني واذا لم فيه فمتى ؟، الا ان قوة المتساقطات هذه السنة لم يشهدها لبنان منذ سنين طويلة.
"الوكالة الوطنية للاعلام" سالت عن الاسباب والمعوقات التي ادت الى تحول النعمة الى نقمة ، وجاءت كالآتي:
ابو موسى
مدير العمليات بالدفاع المدني جورج ابو موسى اعتبر ان "الدفاع المدني يسيطر على الوضع الميداني منذ صباح الاحد الماضي وفي كل المناطق اللبنانية حيث تم مساعدة العديد من المواطنين، فالمهمة صعبة جدا لتلبية كافة المشاكل التي عانها المواطن ومع ذلك قمنا بإنقاذ حالات عديدة رغم الطقس السيء واستنفدنا كل قوتنا".
واشار ابو موسى الى ان "غالبية الاضرار كانت مادية وفي الممتلكات وهذا طبيعي عند كل عاصفة بغض النظر عن قوتها". وعن فيضان الانهر في المناطق قال: "في القدم كان يقال النهر ياخذ حقه ولو بعد 100 سنة، ولقوة المياه التي هطلت فاضت الانهر وغمرت المنازل التي بنيت على ضفافه وذهب ضحيته طفل رضيع في اقليم الخروب".
وختم ابو موسى ان "اسباب المشاكل تقع على عدم ادراك المواطن لثقافة الحماية المدنية والوقاية من الحوادث وعدم اشعال الفحم في المنازل ونشر الغسيل قرب المدافىء وعدم الصعود الى الجبال اذا لم يكن مضطرا لحين انتهاء العاصفة".
مسلم
من جهته، اعتبر رئيس دائرة العلاقات العامة والاعلام في قوى الامن الداخلي المقدم جوزيف مسلم ل"الوكالة الوطنية" ان "قوى الامن في جهوزية تامة من يوم السبت الماضي اي منذ بداية العاصفة، فقد اتخذنا اجراءاتنا بمراقبة الطرقات وارشاد المواطنين على الارض وعبر وسائل الاعلام، اما يوم الاثنين وبناء على توجيهات وزير الداخلية مروان شربل واللواء اشرف ريفي رفعنا الجهوزية الى 90 % وذلك بهدف تامين المساعدة للمواطنين وخوفا من انهيارات بفعل الامطار الغزيرة وذلك بالتنسيق مع الدفاع المدني".
وطلب من المواطنين "ضرورة التزود بالغذاء والادوية احتياطيا"، مشيرا الى انه "من الضروري التأكد من عدم تسرب الغاز من المدافىء، وتهوئة المنزل عند التدفئة بالحطب او الفحم واطفاء اي مدفاة خلال الليل واثناء النوم".
وأشار مسلم الى "أن عناصر قوى الامن انتشرت في الساحل وفي الجبل وعلى معظم الطرقات وتحاول انجاد اي مواطن، الا ان الاهم على المواطن ان يحمي نفسه بنفسه وان لا يخاطر بحياته وبحياة غيره، ولذلك عليه التقيد الدائم بإرشادات قوى الامن وان يتاكد من السلامة الميكانيكية للسيارة والاطارات والخليوي والاضاءة والاتصال على الرقم 112 عند الضرورة".
كتانة
وأكد مدير العمليات في الصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة "أن عناصر الصليب الاحمر تأهبت منذ السبت الماضي، وخصوصا في المناطق الجبلية، والتنسيق كان قائما مع الدفاع المدني ومع قوى الامن، وكنا على الطرقات طوال الليل ولبينا العديد من النداءات وتم نقل الاصابات الطارئة الى المستشفيات".
وعن الاصابات حتى صباح اليوم قال كتانة: "61 في حوادث السير بعضهم تحول الى ضحايا
- 51 حالة طارئة.
- 63 مهمات متعددة.
- 16 حالة قلب.
- 8 حالات كسور".
دحروج
رئيس قسم الصيانة في وزارة الاشغال العامة اديب دحروج اكد ان "الوزارة بكامل جهوزيتها في كل مراكزها في المناطق"، اما عن البنى التحتية فأشار الى ان هذه البنى في الطرقات الدوليات هي من صلاحيات وزارة الاشغال ويتم تنطيفها دوريا وهي نظيفة بالمطلق، الا ان كيسا من النيلون يمكن أن يغلق المصافي، وبما ان الامطار التي هطلت ليل الاحد - الاثنين فاقت كل التوقعات فتجمعت المياه في المصافي وفي الانهر حتى اصبح منسوبها عاليا ووصلت الى الطرقات مما ارتدت عكسيا وهذا الامر يحصل في العديد من البلدان، لان هذه المصافي صنعت للاستقبال الامطار الموسمية العادية وليس كالذي حصل".
وعن امكان تحديث البنى التحتية اكد دحروج ان "ذلك هو هدر للاموال لانها سليمة مئة في المئة وهذه الامور لا تحصل كل سنة".
واعتبر ان "الامطار الهائلة جلبت من الاعالي الاتربة والحجارة وهي بالتالي ساهمت في عدم تصريف المياه"، مشيرا الى ان الوزارة ساهمت في الاشغال في الطرقات الداخلية وفي القرى التي لا يوجد فيها بلديات".
ابو خشفة
واعتبر رئيس الفرع المناوب في مصلحة الارصاد الجوية وسام ابو خشفة ان العاصفة التي تجتاح لبنان في هذه الفترة تنحسر بعد ظهر الخميس ويجتاح لبنان يومي الجمعة والسبت موجة برد قارس وجليد على المرتفعات من الضروري التنبه لها وخصوصا على الطرقات ابتداء من ارتفاع 700 م وفي الليل"، واشار الى ان الامطار ستتحول اليوم وغدا الى ثلوج وخصوصا في الشمال لان المنطقة تعتبر مفتوحة اكثر من غيرها".
واعلن ان كمية المتساقطات بلغت في 24 ساعة الماضية على الشكل الاتي: في بيروت 12,4 ملم والمعدل هذا العام 636,4 ملم والمعدل العام 369 ملم.
في طرابلس: 20,8 ملم و554,2 والمعدل العام 382 ملم.
وفي زحلة: 42,9 ملم و522,2 ملم، والمعدل العام 248 ملم.
وختم: "لا يسعنا الا شكر من قام بواجباته وبتنبيه المواطن اللبناني الذي اعتدنا عليه محب للمخاطرة وللمجازفة بضرورة التقيد بإلارشادات المعتادة للحفاظ على سلامته وسلامة غيره".