تحقيق ريما يوسف
وطنية - معاق .. مشلول .. عاجز.. منغولي.. مريض نفسي.. لو يموت أحسن…كلمات تهد الجبال.. فما بالك ببشر.. كلمات سمعناها من اناس يكادون ان يكونوا معاقي التفكير...
هذه الكلمات أطلقت على أناس ..يعيشون حياتهم كما نعيشها...لهم قدرات...كما لنا، لهم مشاعر وأحاسيس ...ولكنها اصطدمت بواقع ..متخلف،.... نعم.. واقع متخلف، فنظرته لهؤ لاء لم تتعد كونهم معوقين وهي نظرة فيها من التجني الشيء الكثير، وياله من تجن .. فمثلا خذوا معاقا وضعوه في مجتمعنا ثم انظروا الى حالته، فسنجد لديه انواع السخط على قضاء الله وقدره، مما يسمع من كلمات التحطيم ولامبالاة مما يشاهد من نظرات الرأفه التي هو ليس في حاجتها لنعلم انهم بشر ...لهم قدرات وما اكثر ما سمعنا عن قدرات معاقين وعاجزين.
اولم نعلم اننا نحن من نعيقهم بحكمنا الجائر، وبتفكيرنا المتخلف بعقولنا الفارغة، نعم هو إنسان، يدرك ما حوله وبمشاعره الإنسانية وطموحاته وعشقه أن يكون كما نحن قادرين على التفاعل مع من حولنا وهو كذلك لا يقبل حياته أن تكون مهزومة.
انما المشكلة التي تكمن في ايامنا هي عدم تقبل الام والاب لهذه الحالة، والمطلوب اعادة تاهيل الاهل لتقبل واقعهم العادي ليصنعوا هم من هذه الاعاقة قدرة المستحيل.
جمعية "الحدود الدولية الايطالية" انشئت لهذه الغاية، فهي تعنى بأهالي المعوقين وبتأهيل المرشدات للعمل مع الاهل ومع المعوقين ، وفي اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يصادف في 3 كانون الاول، تقيم جامعة الروح القدس في الكسليك ندوة ارشادية وافتتاح قسم الترشيد التخصصي للمعلمين الذين يعتنون بالاولاد المعاقين داخل الصفوف الاكاديمية العادية، وهو الاول من نوعه في لبنان برعاية الاب طنوس نعمة، وبمشاركة ممثلة جمعية "الحدود الدولية" السيدة سندريللا دياب والسفارة الايطالية التي تدعم اجتماعيا.
وسندريللا، كما الاسطورة، تألمت سبع سنوات مع ولدها، الى ان انتفضت وخلعت عباءة اليأس التي يلبسها معظم اهالي المعوقين، وربت ابنها كما تربي اي ولد عادي حتى غدا فنانا وعازفا على البيانو يتقن 3 لغات ويقيم الاحتفالات كغيره.
وفي حديث ل"لوكالة الوطنية للاعلام" اعتبرت دياب التي تعمل في وزارة الداخلية الايطالية، انها تعمل منذ سنتين على ايجاد مركز للجمعية في لبنان من خلال المرسل اللبناني ومؤسس جوقة ارز لبنان الاب مارون حرب الذي كان له الدور الفاعل في ذلك، وقالت: "تعنى هذه الجمعية بأهالي المعوقين وتدريبهم على تفهم ابنائهم والعمل على دعمهم ليختاروا هم ما يريدونه وليس ما يريد اهلهم".
اضافت: "لقد استطعنا افتتاح المركز الثقافي في درعون حريصا بالتعاون مع البلدية، من اجل تطوير مشاريع تدريبية هدفها الدمج الاجتماعي للاشخاص المعاقين وانصهارهم داخل المدارس العادية".
وشرحت دياب بإسهاب عن اهتمام الدولة الايطالية في هذه الحالات من خلال انشاء مختبر تصوير او للرسم للراغبين، وتعمل من خلال البلديات على تلبية حاجات المعوقين والاهالي ماديا ومعنويا، وقالت: "لقد استقبلت الجمعية في شباط الماضي عميدة فرع العلوم الانسانية والفلسفة في جامعة الروح القدس الكسليك السيدة هدى نعمة للبحث والتعاون بين الجامعة البابوية "الساليزيان" في روما وجامعة الروح القدس لانشاء دورات تدريبية متخصصة للمعلمين الذين يعتنون بالاطفال المعوقين داخل الصفوف الاكاديمية العادية، ومع التعاونية الاجتماعية لتأسيس دورات تخصص للمساعد الصحي الرعائي الاجتماعي وهو غير موجود في لبنان".
وشددت دياب وهي أم ولد ذو "كفاءات مختلفة"، كما ترجمتها من الايطالية، ان لا شيء يدعو للخجل من هذه الاولاد بل للفخر، فمثلا ابني عمره 20 عاما وسيقيم في جامعة الروح القدس حفى سيعزف خلاله على البيانو".
وقالت: "لا تخبئوا اولادكم، دعوهم يقررون ما يريدون ان يفعلوا، لا ما تريدونه انتم ان يكونوا"، والمهم هو ان نبدأ واشكر الله أنني التقيت بأناس ايجابيين يرغبون بدعمنا حتى نصل الى ما نطمح اليه".
وختمت دياب مشيرة الى "ان عمل الجمعية سوف ينتشر باتجاه الكويت وقطر. وتمنت ان تكون نتائج المؤتمر فعالة لتأمين مستقبل افضل لكل شخص يعيش واقع الاعاقة.
وفي الختام: انهم ليسوا عاجزين كما يظن البعض بل هم قادرون ومبدعون وعظماء..، وما الاعاقة الا اعاقة الجهل والكسل وتنويم العقل والذهن ، وان فقدان جزء من الجسم ليس نهاية الحياة بل بداية للاصرار والتواصل، وان فقدان حاسه ليست نهاية مطاف بل بداية ابداع والهام. فكلنا نعلم ان المبدع بتهوفن كان أصم، ورئيس اكبر دولة في العالم فرانكلين روزفلت كان مصابا بشلل نصفي، وطه حسين وابو العلاء المعري كانا لا يبصران، ..والنبي موسى سيد الكلام، كان يتعثر في حديثه".