تحقيق ريما يوسف

 

وطنية - 11/10/2012 -  تأتي ذكرى الاستقلال هذا العام بنكهة جديدة مميزة لم يتعود عليها اللبنانيون. صحيح أن 22 تشرين الثاني تاريخ محفور في وطن يحتاج دائما الى الاهتمام والرعاية ليكبر ويزهو، الا انه بحاجة الى اعادة انعاش ليتذكر الشعب تضحيات رجالات الدولة ليبقى هذا التاريخ مناسبة وطنية جامعة.

 

وقد ارتأت رئيسة جمعية احتفالات بيروت ومبتكرة مهرجانات الحمرا، ان يبدأ هذا اليوم منذ الصباح بالعرض العسكري ويستمر مع ساعات الليل الاولى بمهرجان شعبي ترفيهي شارعي راقص يحمل معنى استقلال وطن تعاونت الطوائف اجمع على اقتناصه.

 

يشترك بالاحتفال في ساحة الشهداء في بيروت الصغار والكبار، فبمبادرة من الفنانة والرسامة نجوى بارودي، وبإشراف وتمويل من بلدية بيروت، إلى جانب ممولين آخرين من قطاعات مختلفة وبلديات يقام عند الخامسة عصر الخميس في 22 تشرين الثاني مشروع "عرض إستقلال مدني"  يتضمن عروضا في الشارع إلى جانب أنشطة مدنية وعروض متنوعة.

 

ليس غريبا على بارودي وعلى محبتها لبيروت ولبنان أن تأخذ من ذاتها ومن وقتها لتعطي بلدها الذي احبته وتجذر في قلبها. فبعد حرب تموز يوم غادر لبنان نحو ألفي عامل تنظيفات معظمهم من السوريين أو من الآسيويين مسببين شللا لعمل شركة "سوكلين" التي تتولى مهمة تنظيف بيروت وجبل لبنان، بادر بعض النساء ومن بينهم بارودي إلى تنظيف بيروت بسبب غياب من يقوم بهذه المهمة، مما حول المدينة إلى مرتع تزايدت فيه النفايات على جوانب الطرق وتسبب بتلوث البيئة، فارتدت زيا أخضر مخصصا لعمال التنظيفات وحملت المكنسة وبادرت معهن إلى تنظيف شوارع بيروت التي غصت بالنفايات المتراكمة في الشوارع.

 

بارودي

 

واعتبرت صاحبة فكرة المهرجان نجوى بارودي ل"الوكالة الوطنية للاعلام" ان "القصد من الاحتفال هو نداء للوطنية، وليتجمع المواطنون في ظل الاستقلال بطريقة تزيدهم إصرارا على التمسك بأرضهم وتسعى جمعية احتفالات بيروت من خلال إحياء هذا اليوم بالتعاون مع بلدية بيروت إلى تحفيز الشعور الوطني بالاستقلال وتضحيات رجالات الدولة والشعب في تلك المرحلة".

 

اضافت: "نحن نحييه عادة بطريقة عادية ويمر هذا النهار على اعتبار انه يوم عطلة. عالميا يحتفلون به بطريقة شعبية، من هنا اتت الفكرة وعرضتها على بلدية بيروت التي رحبت بها لانه عيد مدني، ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تحمس كثيرا للفكرة، والمهرجان سيكون برعايته لأن شعارنا في هذا النهار هو لبنان فقط، وقد قامت جمعيتنا في السابق باحياء مهرجان "مرايا" في الحمرا لمدة سنتين ولاقى نجاحا باهرا من دون وقوع أي إشكال أمني أو حتى أي سرقة لأن الشعب يحب النشاطات ويشتاق اليها".

 

وعن التمويل اوضحت بارودي ان "بلدية بيروت ساهمت ماديا بمبلغ معين كما تعاونت بلديات عدة بتقديم العروض حيث سيقام بداية عرض شارعي موسيقي وراقص وماراتوني، اضافة الى سيرك لبنان وعروض فنية لفرقة الفرسان الاربعة وغيرهم، ويحظى الاولاد في هذا الاحتفال بأكبر حصة من النشاطات والعروض الترفيهية التي تساعدهم على حب الوطن والتعلق به والدعوة عامة".

 

وأشارت إلى أن "الاحتفال سيحضره ناشطون في المجتمع المدني وسياسيون اضافة الى ممثل للرئيس سليمان الذي سيشرح معاني الاستقلال، كما ان هناك لجنة شرف ستكمل ما بدأنا به هذه السنة لنشر الحس الوطني وهي تتألف من 10 شخصيات لبنانية هي: منى الهراوي، تمام سلام، ليلى عسيران، ندى سلام نجا، عبلة نسيب لحود، امين الباشا، مروان حمادة، محمد شقير، صونيا شكرجيان وملكان باسيل، وهي برئاسة رئيس بلدية بيروت بلال حمد. ويحق لأي شخص الانتساب إليها شرط ألا يكون منتسبا إلى أي حزب ويقضي حياته في خدمة الجمعيات الخيرية والانسانية".

 

وأشارت إلى أن "الاعلانات ستنتشر على الطرق وعبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة"، وختمت معتبرة أن "شعورها كبير بما سيقومون به وحماسها اقوى".