يتحضر لبنان الرسمي والشعبي والكنسي لاستقبال قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان في 14 و15 و16 ايلول المقبل في زيارة دولة، بناء لدعوة وجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى قداسته لزيارة لبنان في العام 2010. وتأتي هذه التحضيرات بحماسة بعدما اكد الناطق باسم الكرسي الرسولي فيديريكو لومباردي ان الاستعدادات للرحلة مستمرة بلا ادنى تردد من قبل الفاتيكان، اضافة الى وصول السيارة الخاصة بقداسة البابا mobile Papa الى لبنان عبر مرفأ بيروت.
فزيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر ليست الاولى لخليفة بطرس الى لبنان بل هي الثانية بعد مرور 15 عاما على الزيارة الاولى حينما زار البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني لبنان في العام 1997.
الراعي:رسول الوحدة
ورحب البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، في اتصال "مع الوكالة الوطنية للاعلام"، بزيارة قداسة البابا بالقول: "أنتم رسول الوحدة لتجمعوا على هذه الأرض المقدسة، التي اسمها لبنان، شعوب الشرق الأوسط وقد حملتم إليهم عطية السلام هذه الهبة التي نادى بها المسيح القائم من الموت، قائلا بصوت مدو: "سلامي أترك لكم، سلامي أعطيكم. ليس كما يعطيكم إياه العالم. فليكف قلبكم عن القلق والخشية".
وعبر الراعي عن الشوق الى هذه الزيارة، وقال: "إننا ننتظر بحرارة وشوق ساعة اللقاء، واثقين أن لغة القلب للقلب التي سننصت إليها من قبلكم ستحمل حياة لوطننا ولمنطقتنا، عبر محطات زاخرة بالصلاة والمصالحة والإنفتاح المثمر على الآخر".
الخوري: اهتمام فاتيكاني بلبنان
وفي حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام"، أعلن وزير البيئة ناظم الخوري "ان زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر تؤكد اهتمام الفاتيكان بدور لبنان ورسالته الذي كان البابا يوحنا بولس الثاني قد اعطاه هذا الدور، الرسالة الانسانية للبنان، ونحن كلبنانيين مسلمين ومسيحيين المطلوب منا ان نحضر لاستقبال قداسته نظرا لاهمية زيارته الى لبنان، رغم عدم الاستقرار والمشاكل التي تمر بها المنطقة اليوم ولا سيما بين الديانات الموجودة والمذهبية والطائفية".
اضاف: "لبنان بلد العيش المشترك، هو بلد نموذجي يجب ان نحافظ عليه، وزيارة البابا تؤكد هذا الدور وتؤكد رسالة لبنان في المنطقة".
وبالنسبة للتحضيرات، أشار الوزير الخوري الى ان مجلس الوزراء شكل لجنة تحضيرية عليا برئاسته تضم 4 وزراء، كما ان هناك لجنة تنفيذية يرأسها العميد جوزف نجيم وتضم ممثلين عن عدد من القطاعات والوزارات، كذلك فان الكنيسة مشاركة بممثلين لها في هذا التحضير الذي يشمل عددا من القضايا من بنى تحتية وامور لوجستية. اما عن الشق الاعلامي والاعلاني والتحضير للمكان الذي سيجري فيه القداس الالهي في 16 ايلول، فانه ضخم لان المنطقة كبيرة وستستقبل حوالى 150 الف شخص وهذا يتطلب جهدا لتأمين راحة المشاركين".
وعن التدابير الامنية لعدم قطع الطرق، أكد الوزير الخوري "ان الشق الامني هو اساسي، وأنا لا اتصور ان هناك لبنانيا يقطع طريقا او يحرق الدواليب اثناء زيارة قداسة البابا، والذي يقوم بهذا الشيء من المؤكد انه ليس شخصا لبنانيا، ولكن القوى الامنية على اهبة الاستعداد، من قوى امن وجيش، والحرس الجمهوري هو الذي يشرف على الامن خلال الزيارة".
وردا على سؤال عما أعلنه الكاهن اليسوعي باولو دالوليو بان زيارة البابا للبنان خطيرة لان الحكومة اللبنانية مرتبطة بالنظام السوري وهناك مشكلة امنية بسبب تداعيات النظام السوري على لبنان، قال الوزير الخوري: "مع احترامي له، الا ان كلامه سياسي، وعليه ان يتمنى نجاح الزيارة، وهو يعلم ان هناك اهتماما رسميا من الحكومة اللبنانية، وفخامة رئيس الجمهورية هو المشرف ويتابع الموضوع عن كثب. ورئيس الحكومة ايضا لديه اهتمام بالغ بالموضوع ويواكب التحضيرات. كما ان هناك لجنة وزارية تضم وزراء مسلمين ومسيحيين ومن مشارب سياسية عدة. اعتقد ان الحكومة اظهرت كل النية وكل الاستعداد وكل الجدية للتحضير لهذا الحدث الكبير".
تابت: جهوزية تامة
وقد أكد الاب مروان تابت، في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام"، "ان التحضيرات لزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر من 14 الى 16 ايلول المقبل هي على قدم وساق"، وقال: "بعد أن أعلن المتحدث باسم الفاتيكان الأب لومباردي فيديريكو تأكيده حصول الزيارة الى لبنان، أسرعنا بالإستعدادات لنكون في جهوزية تامة".
وأشار الى تحضيرات القصر الجمهوري وتكليف العميد جوزف نجيم من قبل فريق عمل القصر لمتابعتها، مؤكدا ان تحضيرات الكنيسة قد استكملت لجهة توقيع الإرشاد الرسولي او اللقاءات مع مجلس البطاركة الأساقفة في لبنان والشبيبة والمرجعيات الإسلامية والأرثوذكسية.
وقال: "لقد انجزت الترتيبات الاعلامية والمطبوعات المتعلقة بالزيارة وتم ارسالها للتوزيع، كما ان الاستعدادات لحضور القداس الإحتفالي في بيروت تمت بالتنسيق مع المحافظين والقائمقامين ورؤساء اتحاد البلديات والبلديات والرعايا على مستوى لبنان كله"، مشيرا الى "التواصل مع عدد كبير من المؤسسات التربوية الاسلامية للمشاركة، وهذا يعبر على ان لبنان أكثر من بلد، كما قال البابا يوحنا بولس الثاني، بأنه رسالة"، مؤكدا ان لقاء اللبنانيين مع بعضهم في هذه الأيام هو أفضل تعبير عن ان لبنان يبقى بلدا لجميع المحبين".
وأكد الاب تابت "ان ليس هناك من صعوبات تذكر، إلا انه كما في أي تحضير لأي استقبال كبير يبقى بعض الأمور التقنية"، مشيرا الى "التواصل 24/24 بين جميع المسؤولين المولجين بالتحضير ان كان من قبل اللجنة العليا التي تشكلت من وزراء يرأسها الوزير ناظم الخوري أو فريق عمل رئاسة الجمهورية أو فريق عمل السفارة البابوية أو فريق عمل الكنيسة". وقال: "كل الأمور العالقة تحل بأفضل ما يمكن، وحتى الآن لم تواجهنا صعوبات تذكر يمكن أن تؤثر سلبا على مجريات التحضير للزيارة".
وأعلن ان "هناك ما يقارب 800 إعلامي من لبنان والخارج سيغطون هذه الزيارة، والترتيبات مع كل وسائل الإعلام، تمت ان في اجتماعات في القصر الجمهوري أو في "الوكالة الوطنية للاعلام" برعاية وزير الإعلام وليد الداعوق، ومع جميع المسؤولين عن المراكز الإعلامية في الدولة اللبنانية، وهم على استعداد تام، وقد ساعدونا في انجاح التحضيرات"، مشيرا الى تجهيز قاعة للاعلام في فندق فينيسيا للاعلاميين من داخل لبنان وخارجه كي يستطيعوا أخذ المعلومات وإرسالها.
وشكر الدولة اللبنانية "التي قدمت كل الترتيبات، من خلال عمل الوزارات، حتى تكون التغطية الإعلامية على افضل ما يكون"، موضحا ان "بامكان الإعلاميين الدخول الى الصفحة الألكترونية الخاصة بالزيارة ليحصلوا على كل التعليمات والتفاصيل عن الزيارة كما يمكنهم الدخول الى الصفحة الألكترونية لرئاسة الجمهورية أو "الوكالة الوطنية للاعلام" للحصول عليها.
نبذة عن البابا
من هو قداسة البابا الذي ينتظره اللبنانيون بشوق، بعدما تعرفوا الى سلفه البابا يوحنا بولس الثاني وأحبوه.
ولد الكاردينال جوزف راتزنغر، البابا بنديكتوس السادس عشر في بلدة ماركتيل آم إن، في أبرشية باساو الألمانية، يوم سبت النور في 16 نيسان 1927، ونال سر المعمودية في اليوم عينه. والده ضابط في الشرطة، متحدر من عائلة مزارعين في مقاطعة بافاريا الجنوبية، وقد عاش في ظروف اجتماعية واقتصادية متواضعة. أما والدته فمتحدرة من عائلة حرفيين من بلدة رينشتينغ الواقعة قرب بحيرة شيام. وقد عملت قبل زواجها طاهية في فنادق عدة.
مراحل الطفولة والمراهقة والشباب
أمضى راتزنغر طفولته ومراهقته في بلدة تراونشتاين الوديعة قرب الحدود الألمانية النمساوية على بعد 30 كيلومترا من مدينة سالزبورغ. في هذا الإطار، الذي وصفه هو ذاته بأنه متأثر بـ"موزار"، تلقى تربية مسيحية، إنسانية وثقافية.
لم تكن مرحلة شبابه بالسهلة، لكن إيمانه وتربيته العائلية كانا لهما الفضل في إعداده لمواجهة التجربة القاسية التي مر بها إبان مرحلة النظام النازي الذي عرف بعدائه القوي للكنيسة الكاثوليكية. وقد كان الشاب جوزف شاهدا لقيام النازيين بالاعتداء على كاهن رعيته قبيل احتفاله بالذبيحة الإلهية.
في هذه الظروف المعقدة اكتشف جوهر الإيمان بالمسيح وروعته. وكان لأثر عائلته عليه دورا محوريا، كون هذه العائلة قد بثت في نفسه شهادة ساطعة عن المحبة والرجاء المتجذر في وعي حقيقي لانتمائه إلى الكنيسة.
في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية تم تطويعه قسرا في أجهزة الدفاع الجوي المساعدة.
علومه
بين العامين 1946 و1951 درس الفلسفة واللاهوت في معهد فرايزينغ العالي وفي جامعة ميونيخ.
رسم كاهنا في 29 حزيران 1951. وفي العام التالي بدأ رسالة التدريس في المعهد العالي في فرايزينغ.
في العام 1953 حصل على شهادة الدكتوراه في اللاهوت إثر مناقشته أطروحته: "شعب الله وبيته في عقيدة الكنيسة لدى القديس أغوسطينوس".
بعد انقضاء 4 سنوات حصل على شهادة تأهيل للتعليم، بناء على دراسته التي أعدها تحت إشراف أستاذ اللاهوت الشهير غوتليب زونغين والتي حملت عنوان: "لاهوت التاريخ لدى القديس بونافنتور".
من التعليم إلى المجمع الفاتيكاني الثاني
تولى الأب راتزنغر تدريس مادة اللاهوت العقائدي واللاهوت الأساسي في المعهد العالي للفلسفة واللاهوت في فرايزينغ، وفي الوقت عينه كان استاذا في جامعات بون من 1959 حتى 1963، مونستر من 1963 إلى 1966، وتوبينغين من 1966 إلى 1969. في هذه السنة الأخيرة أصبح قيما على كرسي العلوم العقائدية وتاريخ العقيدة في جامعة راتيسبون التي كان أيضا نائبا لرئيسها.
بين العامين 1962 و1965 كانت له مساهمة فاعلة في المجمع الفاتيكاني الثاني بصفة خبير، كما كان مساعدا للكاردينال جوزف فرينغز رئيس أساقفة كولونيا، بصفة مستشار لاهوتي.
ساهم نشاطه العلمي المكثف في جعله يتولى مهام دقيقة في الجمعية العامة لأساقفة المانيا وفي اللجنة اللاهوتية الدولية.
في العام 1972 أسس بالتعاون مع عدد من كبار اللاهوتيين في الكنيسة ومن بينهم هانز أورس فون بالتازار وهنري دو لوباك المجلة اللاهوتية "كومونيو".
رئيس أساقفة وكاردينال
في 25 آذار 1977 عينه البابا بولس السادس رئيس أساقفة على ميونيخ وفرايزينغ واحتفل بسيامته الأسقفية في 28 أيار من السنة ذاتها. وقد كان أول كاهن من هذه الأبرشية البافارية الكبرى تتم سيامته أسقفا عليها منذ نحو 80 سنة. واتخذ شعارا له: "شريك الحقيقة". وشرح هو نفسه هذا الشعار بالقول: "يبدو لي أن هذا الشعار يظهر بشكل أساسي الرابط العميق بين رسالتي التعليمية ورسالتي الحالية. ولئن كانت النشاطات مختلفة، فإن محورها كلها هو ضرورة السير في اتجاه الحقيقة، بهدف خدمتها. إضافة إلى ذلك فقد اخترت هذا الشعار لأنه، في عالم اليوم، باتت الحقيقة أمرا منسيا بصورة مطلقة، حيث تبدو صعبة المنال بالنسبة للإنسان. لكن إذا فُقدت الحقيقة فإن كل البناء الإنساني ينهار".
في 27 حزيران 1977 عينه البابا بولس السادس كاردينالا.
وفي العام 1972 شارك في المجمع الذي عقد بين 25 و26 آب والذي انتخب البابا يوحنا بولس الأول. عينه الحبر الأعظم الجديد موفده الخاص إلى المؤتمر المريمي الدولي الثالث الذي انعقد في الإكوادور بين 16 و24 أيلول. وفي شهر تشرين الاول من العام ذاته شارك في المجمع الذي انتخب البابا يوحنا بولس الثاني. كان مقررا في الجمعية العادية الخامسة لسينودس الأساقفة التي انعقدت في العام 1980 تحت عنوان: "رسالة العائلة المسيحية في العالم المعاصر".
وفي العام 1983 كان رئيسا منتدبا للجمعية العادية السادسة للسينودس التي انعقدت تحت عنوان: "المصالحة والتوبة في رسالة الكنيسة".
رئيس مجمع العقيدة والإيمان
في 25 تشرين الثاني 1981 عينه البابا يوحنا بولس الثاني رئيسا لمجمع العقيدة والإيمان وكذلك رئيسا للجنة البيبلية البابوية وللجنة اللاهوتية الدولية. وقد استقال لهذه الغاية من مهامه الرعائية كرئيس لأساقفة ميونيخ وفرايزينغ في 15 شباط 1982.
وهو ترأس ايضا اللجنة التي أعدت التعليم الديني في الكنيسة الكاثوليكية والتي قدمت ثمرة أعمالها للأب الأقدس بعد 6 سنوات من العمل المتواصل بين العامين 1986 و1992.
في 6 تشرين الثاني 1998 وافق البابا يوحنا بولس الثاني على انتخاب الكاردينال راتزنغر نائبا لرئيس مجمع الكرادلة.
وفي 30 تشرين الثاني 2002 وافق على انتخابه عميدا لهذا المجمع.
في العام 1999 كان الموفد الخاص للحبر الأعظم للاحتفالات التي جرت لمناسبة مرور 1200 سنة على تأسيس أبرشية بادربورن في ألمانيا.
وفي 13 تشرين الثاني 2000 تم انتخابه عضو شرف في الأكاديمية البابوية للعلوم.
في الكوريا الرومانية
تولى الكاردينال راتزنغر مهام عدة داخل الكوريا الرومانية، حيث كان عضوا في مجلس الكرادلة والأساقفة في أمانة سر دولة الفاتيكان، فرع العلاقات مع الدول. كما كان عضوا في مجامع عدة داخل الكرسي الرسولي من بينها مجامع: الكنائس الشرقية، والعبادة الإلهية والاسرار وإعلان البشارة للشعوب والتربية الكاثوليكية ورجال الدين ومجمع دعاوى القديسين. كما كان عضوا في المجلس الحبري لوحدة المسيحيين والمجلس الحبري للثقافة وعضوا في محكمة التوقيع الرسولية، وفي عدد من اللجان البابوية الخاصة مثلا بأميركا اللاتينية وتطبيق القوانين الكنسية وإعادة النظر بقانون الكنائس الشرقية.
المؤلفات
له مؤلفات عدة من بينها كتاب "تمهيد للإيمان المسيحي" وهو يحتل لديه مكانة خاصة كونه يضم مجموعة الدروس الجامعية التي كان يعطيها حول الإيمان الرسولي، وقد نشره في العام 1968. ولديه أيضا كتاب يحمل عنوان: "العقيدة والوحي" وهو مجموعة أبحاث وعظات وأفكار رعائية.
كما انه وضع الخطاب الذي ألقاه أمام الأكاديمية الكاثوليكية في بافاريا في كتاب حمل عنوان: "لماذا لا زلت أحيا في الكنيسة على الرغم من كل شيء؟" وقد لاقى هذا الكتاب صدى واسعا، حيث عبر فيه، بوضوحه المعهود، أنه "فقط داخل الكنيسة يمكن للفرد أن يكون مسيحيا، وليس إلى جانبها".
من هنا، فإن مؤلفاته العديدة ساهمت بشكل كبير في تعميق الفكر اللاهوتي حيث كانت بمثابة محاور أساسية في هذا الفكر. في العام 1985 نشر كتابا حواريا تحت عنوان: "العلاقة بالإيمان"، وفي العام 1996 أصدر كتابا آخر تحت عنوان: "ملح الأرض". ولمناسبة ذكرى ميلاده الـ70 أصدر كتابه "في مدرسة الحقيقة"، وقد ضم مجموعة أبحاث لمفكرين عدة ألقوا الضوء على جوانب هامة من شخصيته ومؤلفاته.
شهادات الدكتوراه
حاز على شهادات دكتوراه فخرية من جامعات عدة من بينها: جامعة القديس توما في ولاية مينيسوتا الأميركية (1984)، والجامعة الكاثوليكية في إيخشتات الألمانية (1987)، وجامعة ليما الكاثوليكية في البيرو (1986)، وجامعة لوبلين الكاثوليكية في بولونيا (1988)، وجامعة نافار الإسبانية (1998)، وجامعة القديسة مريم في روما (1999)، ومن كلية اللاهوت في جامعة روكلاو البولونية (2000).
في 19 نيسان 2005 إنتخب حبرا أعظم، بعد الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني.