تحقيق ريما يوسف
ساحرة، جذابة، تتراقص على انغام الشهيق والزفير المجبول بالصفير والانين...أحبها ملايين البشر في جميع أنحاء العالم، وهي لم تحب أحدا قط، أخلصوا في حبها لكنها لم ترحمهم، أذتهم، وأضرتهم، وقتلتهم، لم يبخلوا عليها بالمال، وهي جاحدة وقاسية.
ضحوا من أجلها بالغالي والنفيس، صحتهم، وأوقاتهم...وهي لا تبالي.
اجتمع العالم كله حولها، فهي الوحيدة التي جمعتهم فيما عجز الله والدين والسياسة عن ذلك، انها السيجارة التي تجذب المراهقين قبل الراشدين، ويتوارثها الاولاد من الاهل من دون وصية.
ولان اولها نور وآخرها ظلمة، أوجدت منظمة الصحة العالمية يوم 31 أيار من كل عام، اليوم العالمي للامتناع عن التدخين بغرض تسليط الأضواء على الأخطار الصحية الناجمة عن تعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة كفيلة بالحد من استهلاكه.
ويمثل تعاطي التبغ ثاني أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي (بعد ضغط الدم)، فهو يقف، حاليا، وراء عشر الوفيات التي تسجل في أوساط البالغين في شتى أرجاء العالم.
أقرت جمعية الصحة العالمية الاحتفال بهذا اليوم في العام 1987 لاسترعاء انتباه العالم إلى "وباء" التبغ وآثاره الفتاكة. وهو يتيح فرصة لإبراز رسائل محددة ترمي إلى مكافحة التبغ، وتعزيز الامتثال لأحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.
"قفل عالموضوع"
في لبنان، خصصت وزارة الصحة العامة يوم 31 أيار لاطلاق الحملة الوطنية حول قانون الحد من التدخين في الاماكن العامة تحت شعار "قفل عالموضوع"، واعتبر متحدث بإسم الحملة "للوكالة الوطنية للاعلام" ان "وزير الصحة علي حسن خليل سيعرض في مؤتمره الصحافي الذي سيعقده يوم الخميس في 31 أيار التجاوب الكبير بمنع التدخين في الاماكن العامة وفي الادارات الرسمية، وسيتضمن هذا النهار حملات في الجامعات والمدارس وفي المؤسسات الاعلامية لتبيان مخاطر التدخين واضراره والغرامات التي ستدفع في حال مخالفة القانون".
وقد وزع البرنامج الوطني للحد من التدخين التابع لوزارة الصحة "دليل منع التدخين" في الاماكن العامة والتي بدأت الادارات الرسمية العمل به منذ 3 ايلول 2011، ووضعت غرامة مالية على الافراد اقلها 135000 ليرة لبنانية، كما غرمت من لا يضع لافتات منع التدخين من مليون و350 الف ليرة الى 4 ملايين و50 ليرة لبنانية. وحظرت الاعلان عنها على الوسائل الاعلامية كافة وعلى الطرقات. ويتضمن القانون الجديد الآتي:
- من ابرز اهداف القانون الجديد حماية الاشخاص المتواجدين في اماكن عامة مغلقة من اضرار التدخين السلبي.
- ابتداء من تاريخ 3 ايلول2011، ستصبح الاماكن العامة كافة اي الدوائر الرسمية ووسائل النقل العام، واماكن العمل، والمدارس، والجامعات، والمؤسسات الصحية وغيرها، خالية من التدخين 100% اي انه لن يسمح بالتدخين في داخلها مطلقا .
- وابتداء من تاريخ 3 ايلول 2012، ستصبح مؤسسات القطاع السياحي كافة، اي المطاعم والمقاهي والملاهي والنوادي الليلية والفنادق وغيرها، خالية من التدخين 100% .
- وسائل النقل العام هي اي مركبة تستخدم في نقل العموم مقابل اجر او مكسب
تجاري.
- لا يسمح بتخصيص اقسام او غرف للمدخنين: فالمكان الخالي من التدخين هو المكان الذي يمنع فيه التدخين بشكل كامل .
- يتطلب القانون الجديد وضع لافتات منع التدخين في جميع المباني والاماكن العامة المغلقة ووسائل النقل واماكن العمل.
- في حال مخالفة القانون ستفرض غرامات و/أو عقوبات على الاشخاص المخالفين وعلى مدراء المكان العام .
- تقع على عاتق المدير مسؤولية تطبيق قانون منع التدخين بشكل كامل في كافة مباني مؤسسته.
- يحظر القانون ايضا كل اشكال الاعلان والدعاية والترويج والرعاية المباشرة وغير المباشرة لاي من المنتجات التبغية. وبالتالي، سيصبح مخالفا للقانون الحصول على المال او الهدايا كالمنافض والمظلات واللافتات من شركات التبغ .
- كذلك يفرض القانون وضع تحذيرات صحية على مساحة 40% من الواجهتين الرئيسيتين لعلب وعبوات المنتجات التبغية.
مومن
واعتبر ممثل منظمة الصحة العالمية بالانابة الدكتور علي مومن الذي يزور لبنان ليشارك في اطلاق الحملة الوطنية للتوعية حول قانون الحد من التدخين في الاماكن العامة ان شعار المنظمة لهذه السنة، هو "انتبه.... التبغ قاتل بلا قلب، لا تدع شركات التبغ تخدعك"، مشيرا الى ان "المنظمة استطاعت ومنذ تأسيسها من الحد من التدخين في عدة دول والتأثير على ازدياد عدد المدخنين وقد برهنت ذلك الدراسات الاخيرة في عدة بلدان اخص بالذكر تركيا، السويد، المجر، بريطانيا".
وقال: "ان الصين هي اكثر البلدان تدخينا، ثم البلاد الافريقية، واندونيسيا تعد الاولى قبل سن 18.
وعن الجديد الذي تقدمه المنظمة هذا العام، اعتبر ان "هناك تركيزا في منظمة الصحة العالمية هذا العام على شركات التبغ لمكافحة السبب الاساسي وهو الترويج للتبغ والعمل على رصد كل الانشطة التي تستخدمها هذه الشركات محاولة منها لزيادة عدد المدخنين واستدراج المراهقين، وهذه المبادرة للحد من التدخين تتقاطع مع اهداف المنظمة لتخفيض الوفيات الناتجة عن الامراض المزمنة بحوالي 25% في سنة 2025 كامراض القلب والشرايين وامراض السرطان والرئة والسكري"، مشيرا الى انه "وبسبب هذا الاهتمام من قبل المنظمة والدول الاعضاء، اصدرت الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية في دورتها ال 65 قرارا يتبنى مكافحة التبغ والتدخين".
استفتاء
وسألت "الوكالة" احد المدخنين المخضرمين عن سبب تعلقه بالسيجارة، مع العلم انها ترهق الجيب ايضا، فاجاب، بامتعاض، من قرار الحد من التدخين في الاماكن العامة:
"لا شيء يستطيع أن يمنحني تلك اللحظات سوى السيجارة، فعندما أنتهي من عمل قد أنجزته وأكون راضيا عن نفسي، أكافىء نفسي بسيجارة، وفي المناسبات ووقت الأعياد أهنىء نفسي بسيجارة، وكذلك عندما ينتابني التوتر أقتله بسيجارة". واكد انها "حاجة نفسيه أكثر من كونها عضوية وتعطي شيئا من الرضى والسعادة وإن كانت مزيفة وموقتة".
واعتبرت احدى "الكاتبات" التي خضعت لعملية قلب مفتوح منذ 5 سنوات وعملية "روسور" منذ 6 اشهر: "لحظات جميله أقضيها مع السيجارة، وأنا أعلم علم اليقين بضررها الكامل على صحتي فلا يحلو لي الجو والمكان إلا معها، ولا أكتب الكلام العذب كثيرا الا بوجودها معي مشتعلة، ففيها طاقه فكرية عجيبة، وكل الأستمتاع اجده بها في تلك اللحظة التي تطاولني بها الهم والتفكير في امر ما، فصحيح أنها تقتلني ولكن في نفس الوقت تمنحني شيئا آخر".
مكوناتها
تحتوي السيجارة على:
- النيكوتين مادة شبه قلوية شديدة السمية تسبب الإدمان.
- حامض الكبريتيك مادة حمضية حارقة مذيبة.
- الزرنيخ مادة سامة.
- غاز أول أكسيد الكربون غاز سام يخرج من "إشبمان" السيارات.
- غاز ثاني أكسيد الكربون الغاز الذي يخرج مع هواء الزفير وهو غاز خانق.
- الميثانول أو الرصاص يستخدم فى وقود الصواريخ.
- التوليون مذيب عضوي يستخدم فى المصانع.
- الأسيتون مادة تزيل طلاء الأظافر.
- الأمونيا مادة تدخل في تركيب منظفات الحمامات والأرضيات.
- الكادميوم مادة تدخل في صناعة بطاريات السيارات.
- د.د.ت. مادة مبيدة للحشرات.
- الفورمالين تستخدم لحفظ الجثث.
- النفتالين المادة المستخدمة لحفظ الملابس من العت.
- سيانيد الهيدروجين مادة شديدة السمية ومئات من المواد السامة والمسرطنة.
....فقط لا غير....
وتصنع السيجاره من نبتة التبغ وليس لها إسم عربي في المعاجم لان مهدها الأصلي في أميركا، والطيور والعصافير بحكم فطرتها وغريزتها لا تقترب من نبتة التبغ، وتطير بعيدا عنها وكأنها تعرف أضرارها، وكذلك النحل لا يأكل من أزهاره، والبهائم أيضا لا تتقوت به.
قيل الكثير وسيقال الاكثر...ومن لم يقرر بإرادته تركها حفاظا على حياته وحياة من يحب... فلن يتركها... خصوصا وان اي علبة دخان في لبنان سعرها كربطة خبز بينما هذه العلبة نفسها في بلد المنشأ في اميركا سعرها 13 دولارا، لذا وان كنت ترى ايها المدخن في السيجارة متعة خاصة لم لا تعلم أولادك التدخين وتوصيهم به..؟!، ولذلك وبلا تردد ونظرا لخطورتها...."قفل عالموضوع"....