الخميس 31 تشرين الأول 2024

02:19 pm

الزوار:
متصل:

120 صحيفة في طرابلس خلال 120 عاما صحافيون رواد لوحقوا خلال الانتداب الفرنسي لآرائهم الحادة ألفيرا لطوف أول سيدة لبنانية تصدر في طرابلس صحيفة سياسية

 

 
تحقيق ليلى دندشي
 
 
رغم الفارق الزمني (35 سنة) بين صدور أول صحيفة لبنانية في بيروت العام 1858 وهي "حديقة الأخبار" على يد خليل الخوري، وبين أول صحيفة تصدر في طرابلس العام 1893 وحملت إسم " طرابلس" لصاحبها محمد كامل البحيري، فإن عاصمة الشمال سرعان ما تلقفت هذه الصناعة المستحدثة، لتزيد من عدد الصحف والمجلات السياسية والفكرية والثقافي فيها، مستفيدة من عوامل شتى في مقدمها الإصلاحات الدستورية من جهة، وكثرة المتعلمين والمثقفين في طرابلس والشمال من جهة أخرى إبان تلك الحقبة وخصوصا مع إنتهاء الحكم العثماني، وإنطلاقا من عشرينات وثلاثينات القرن المنصرم.
 
 
 
 
 
لسان السلطنة
 
و"جريدة طرابلس" كانت ثمرة تعاون بين صاحبها البحيري وأستاذه حسين الجسر الذي تمكن من إقناع السلطان عبد الحميد الثاني للترخيص لصحيفة تصدر في الفيحاء تدافع عن الدين والدولة، حيث صدرت اسبوعيا على مدى سبعة وعشرين عاما (1893-1920) لتنشر الأخبار السياسية عثمانية وعالمية، والمقالات الإجتماعية والأدبية والإقتصادية والتاريخية والدينية والتوجيهية. وتم توقيفها عن الصدور خمس مرات بقرار من الحكومة العثمانية لمخالفتها التوجيهات السلطانية.
 
 
 
 
 
وشهد الشمال خلال قرن من الزمن ونيف ولادة أكثر من مئة مطبوعة بين مجلة وجريدة تؤرخ لأحداث تلك الفترة سياسيا وإقتصاديا وثقافيا وإجتماعيا ورياضيا ودينيا، وفي معظمها صدرت في طرابلس، إضافة إلى عدد لا بأس به من الصحف والمطبوعات التي صدرت في المناطق الشمالية وخصوصا في عكار وإهدن والكورة والبترون.
 
 
 
 
 
من أبرز أصحاب الصحف التي صدرت في طرابلس والشمال إبان الحكم العثماني بعد محمد كامل البحيري، حكمت شريف يكن (الرغائب) جرجي وصاموئيل بنني (المباحث ) المونسونيور إسطفان ضو (العثماني ) أحمد كمال الحداد ( جامعة الفنون ) عبد الرحمن عز الدين (شمس الإتحاد) لطف الله خلاط (الحوادث) مصطفى البارودي وجميل عدرة (البيان) عبد القادر المغربي (البرهان ) الشيخ منير الملك (المدلل ) ناصيف طربيه (الضمير).
لون طرابلسي إستبق الكاريكاتور.
 
 
 
 
 
والملفت أن صحافة طرابلس كانت السباقة في لبنان إلى لون من ألوان الصحافة لم يعرف إلا متأخرا في بيروت، وهذا اللون يعتمد الإسلوب الهزلي الفكاهي والنقد الساخر الطريف، ويمكن وصفه بصحافة الكاريكاتور الذي يعتمد القلم من قبل أن يعرف الكاريكاتور الذي يعتمد الرسم والريشة.
 
ففي عام 1911 شهدت طرابلس وفي عهد الحكم العثماني ولادة أول صحيفتين من هذا الأسلوب هما "السعدان" لمحمد صلاح الدين و"المدلل" للشيخ منير الملك ، ثم شهدت طرابلس في أوائل عهد الإنتداب ولادة صحيفة "أبجد هوز" لصاحبها زخريا أسعد زخريا عام 1926، ومن بعدها صحيفة الديك لصاحبها الأمير أسعد الأيوبي عام 1927، وكانت هذه الصحف والمجلات تعتمد الإسلوب الهزلي في معالجتها للقضايا السياسية والإجتماعية، فتنتقد سياسة الحكام.
 
يذكر ان أول صحيفة سياسية أصدرتها إمرأة لبنانية، صدرت في طرابلس تحت إسم "المستقبل" للأديبة الفيرا لطوف في العام 1938.
هجرة إلى العاصمة
 
 
 
 
 
هذه الصحف والمجلات الصادرة في طرابلس خلال مئة وعشرين عاما بيعت في معظمها على فترات متباعدة نسبيا لتصدر مجددا في العاصمة، في حين تم شراء عدد من المطبوعات التي تصدر في بيروت ليعاد إصدارها في طرابلس، ولكن بشكل محصور، ومن الصحف الطرابلسية التي بيعت وصدرت في العاصمة الحوادث ،الأفكار ،المستقبل ، الإنتقاد، الأمان ، اللواء ، وغيرها.
 
ومن خلال عودة سريعة إلى جدول الصحف الطرابلسية والشمالية الصادرة مابين 1893 - 2011 يمكن إدراج ملاحظة ملفتة وهي أن نسبة كبيرة من عدد هذه الصحف قد صدر في أواخر العقد الأول من القرن العشرين، كترجمة عملية للاصلاحات الدستورية والسياسية التي حصلت في السلطنة عام 1908.
 
 
 
 
 
صراع قومي وسياسي
 
عدد لا بأس به من هذه الصحف الطرابلسية والشمالية قد صدر في عشرينات وثلاثينات القرن المنصرم تعبيرا عن الإتجاهات القومية التي برزت آنذاك في إطار مقارعة الإنتداب من جهة، وتصاعد الخلاف بين القومية العربية والقومية اللبنانية من جهة أخرى، ووقوف جهات سياسية، داخلية وخارجية، وراء تأسيس الصحف والمجلات للنطق بإسم هذا التكتل السياسي أو ذاك التنظيم الحزبي، ومن هذه الصحف الرقيب، العيون، الرائد، صدى الشعب، التمدن الإسلامي، الصباح، الشباب، التمدن، صوت طرابلس، صوت الفيحاء، الإنشاء، الحضارة، الجماهير، نداء الشمال، الأمان، الصرخة، التحرير، وغيرها.
 
مناضلون ورواد
 
 
 
 
 
وبرز خلال هذه المرحلة صحافيون رواد كانت لهم مواقف وآراء حادة حينا وتعرضوا للملاحقة أحيانا كثيرة سواء خلال الإنتداب الفرنسي أو خلال الفترة الإستقلالية الأولى أمثال جورج إسحق الخوري (الأفكار) محمد الخراط (الأمان) محمود الأدهمي (الإنشاء ) سليم غنطوس (الصباح) سليم مجذوب (التمدن ) بهاء مولوي (الإنتقاد ) أحمد زكي أفيوني (الصرخة) وغيرهم كثيرون.
 
 
 
 
 
غالبية هذه الصحف والمجلات نشطت في الصدور خلال حرب السنتين 1975-1976 إلى جانب عدد كبير من المنشورات والصحف الحزبية التي كانت تصدر من دون تراخيص لتعبر عن رأي مجموعات سياسية وتنظيمات محلية ولتعكس الآراء والمواقف من التطورات والأحداث التي عصفت بطرابلس وكل لبنان آنذاك، وسرعان ما كانت هذه المطبوعات والمنشورات، وتحت ضغوط مختلفة، تعود وتتوقف عن العمل ليقتصر هذا الإصدار حاليا في طرابلس على سبع صحف سياسية وبشكل إسبوعي هي "الإنشاء" وهي الوحيدة التي تتمتع بإمتياز الصدور بشكل يومي والبيان والتمدن والرقيب والبرهان الأديب وحرمون، في حين تصدر بعض الصحف المحلية بشكل غير منتظم منها صدى الشمال وصوت الفيحاء إلى جانب عدد كبير من المجلات والمطبوعات الإجتماعية والثقافية التي تتابع القضايا غير السياسية وتصدر إما شهريا أو فصليا أو في المناسبات والمواسم الإنتخابية.
 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب