الخميس 31 تشرين الأول 2024

02:17 pm

الزوار:
متصل:

مرفأ طرابلس ...من القرن الماضي ... فالانتداب الى يومنا

 

 
 
تحقيق محسن السقال
 
 
وطنية - 29/10/2011 عرفت مدينة الميناء منذ القدم بموقعها الجغرافي المميز لأنها صلة الوصل ما بين الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ومعظم الدول العربية عامة والخليجية والاوروبية خاصة، مما جعلها مركزا تجاريا مهما على مستوى المنطقة وجسرا بين الشرق والغرب، وملتقى للقوافل التجارية، برية كانت أم بحرية، بسبب مرفأها الذي يبعد حوالى 80 كلم من العاصمة بيروت، كما ان طريق البضائع التي تخرج منه باتجاه الداخل السوري لا تعترضها عقبات جغرافية.
 
 
 
 
 
وقد استفاد من هذا المرفأ واستغله العديد من الشعوب التي توالت على احتلال المنطقة، ففي سنة " 364 ق.م " استعمل القائد الروماني بومبيوس المرفأ لبناء السفن الحربية من اخشاب لبنان، وكان هدفا للصليبيين وللفتوحات الاسلامية ولخلفاء بني امية الذين اتخذوا منه قاعدة بحرية للاسطول الاسلامي وللعباسيين والطولونيين والفاطميين والعثمانيين والفرنسيين والاوروبيين وكانوا ايضا يعتبرون مرفأ ميناء طرابلس هدفا اساسيا لكسب المعارك.
 
 
 
 
 
كما ان موقع المرفأ الطبيعي شكل بحد ذاته ملجأ آمنا للسفن اثناء هبوب الرياح والعواصف والامواج العاتية، وقد أنشأ الفينيقيون حائطا لحماية السفن فيه وهو ما زال موجودا حتى اليوم بعد ترميمه ويعرف "بالسنسول" .
 
ومنذ بداية القرن الماضي، كانت قناصل فرنسا وانكلترا واميركا والنّمسا وروسيا وهولندا واليونان يسكنون المدينة، حيث كان مرفأها يعج بالسفن الحربية والمراكب التجارية، ونتيجة لهذا الإزدهار أنشئت في الميناء المؤسسات التجارية والوكالات والفنادق والخانات والجمرك وسكة الحديد ومركز التلقيح الدولي.
 
 
 
 
 
وأيام الانتداب الفرنسي، بدأ العمل بإنشاء قاعدة بحرية للطائرات المائية (قرب سقالة الشيخ عفان) وأنشئ لهذه الغاية حائط حماية "مكسر أمواج" خلف السنسول الفينيقي يبلغ طوله 1005 أمتار باتجاه الشمال. وكان الغرض من هذا الحائط إيجاد مسطح مائي خال من الأمواج يسمح بنزول الطائرات على سطح البحر.
وانتهى أمر هذه القاعدة البحرية أو المطار المائي بإنتهاء الحرب العالمية الثانية.
 
 
 
 
 
وفي تلك الحقبة، كان المرفأ متواضعا وهو عبارة عن "سقالة" حديدية على خط سكك الحديد، عليها ونشان يعملان على البخار وفي مساحة لا تتجاوز الخمسين مترا مربعا، وهذان الونشان يزينان اليوم ساحة بلدية الميناء، فضلا عن انشاء ما يعرف بالسقالات لتحميل البضائع منها بدلا من دخول عربات الحمير المحملة بالبضائع الى مياه البحر لتفريغها على المراكب. ومن ابرز هذه السقالات سقالة الشيخ عفان لتصدير الليمون، سقالة الكازخانة لاستيراد الكاز، سقالة عز الدين استيراد وتصدير متنوع، سقالة البصل، سقالة الجمرك، سقالة الامن العام، سقالة الملح، سقالة الانكليز وغيرها....
 
 
 
 
 
بعد هذه اللمحة التاريخية عن المرفأ وصولا الى الانتداب الاوروبي والفرنسي على لبنان واستغلالهم لهذا المرفق الحيوي، بدأ جديا العمل على تطويره بعد الاستقلال سنة 1952 في عهد الرئيس كميل شمعون الذي زار طرابلس والميناء ووضع الحجر الأساس للمرفأ قرب برج السباع، وتم تلزيمه لشركة ايطالية لإقامة حوض مائي بعمق سبعة أمتار، ومنذ تلك الفترة اصبح المرفأ "باب رزق" للعديد من ابناء الشمال ولعب هذا المرفق دورا رياديا في العجلة الاقتصادية اللبنانية حتى العام 1975 بداية الحرب الاهلية، حيث تراجعت الحركة فيه بنسبة عالية جدا، وقصفت البواخر الراسية فيه اثناء المعارك التي جرت في المدينة وخارجها، فغرق العديد من البواخر ولم يشهد المرفأ حركة اقتصادية طبيعية وممتازة وحركة استيراد وتصدير وترانزيت الا في السنوات القليلة الماضية، كما اكد للوكالة الوطنية مدير المرفأ احمد تامر.
 
 
 
 
 
وكما اشرنا، المرفأ بدأ باستقبال السفن في العام 1952، وقد بلغ حجم البضائع المستوردة في تلك السنة 100500طن، وبلغ حجم البضائع في السنوات اللاحقة:
1953 168500 طن
1954 132000 طن
1955 209500 طن
1956 175200 طن
1957 181200 طن
1958 112500 طن
الواقع الحالي ومعدلات الآداء ومشاريع التوسيع والتطوير.
أ - الواقع الحالي:
المساحة الإجمالية: 3 مليون متر مربع
المساحة المائية: 000 2200 م2
المساحة الأرضية: 000 800 م2 بما فيها المرفأ الحالي ومنطقة الردم خلف الرصيف الجديد.
المساحة المردوم جزء منها والمتوقع ردمها لإنشاء المنطقة الإقتصادية الحرة: 600000 م2 
معدلات الآداء في الأعوام 2009 و 2010 و 2011
1 - إرتفع معدل الإيرادات الشهرية من 850 مليون ليرة لبنانية الى مليار و 400 مليون ليرة لبنانية بنسبة زيادة تقارب 60%.
2 - إرتفع معدل كميات البضائع الشهري من 90 ألف طن في الشهر الى حوالي 130 ألف طن.
3 - إرتفع معدل عدد السفن الشهري من 37 سفينة الى 45 سفينة في الشهر.
4 - إرتفعت الإنتاجية من قدرة تفريغ تعادل 1500 طن في اليوم لكل سفينة الى حوالي 3000 طن ومن ساعات عمل تعادل 8 ساعات يوميا الى 12 ساعة.
 
 
 
 
 
وابرز المرافئ الأساسية المنافسة لمرفأ طرابلس هي مرافىء البحر المتوسط وأهمها:
بيروت في لبنان
مرسين واسكندرون في تركيا
طرطوس واللاذقية في سوريا
الاسكندرية ودمياط وبورسعيد في مصر
ليماسول في قبرص
حيفا وأشدود في اسرائيل
بيروس في اليونان
جيويا تورو في إيطاليا
المرافئ المالطية
العريضي
 
 
 
 
 
وفي هذا الخصوص، رأى وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي ان المرفأ اصبح على باب قوسين من انتهاء المرحلة الاولى، واشار الى ان المرفأ بموقعه الجغرافي المتميز ومنطقته الخلفية والمنطقة الاقتصادية اللوجستية المتاخمة له، يستطيع ان يصبح ذات اهمية كبيرة وينافس ابرز المرافىء في المنطقة في ظل النظام التجاري للعولمة كمنطقة وسيطة بين مناطق المواد الخام في اوروبا وأميركا وافريقيا ومناطق التصنيع في لبنان وسوريا والأردن والعراق والخليج العربي، وايضا مناطق الانتاج ومناطق الاستهلاك وبين التجمعات الاقتصادية العملاقة وقال:" يستبشر المراقبون اليوم لمرفأ طرابلس مستقبلا واعدا ويشهد حاليا حركة ملاحة غير اعتيادية وحركة اقبال واسعة من قبل شركات النقل العربية والاوروبية مواكبة لمشروع تعميقه وتوسيعه مما سيجعله من اهم المرافىء العربية وسيخلق فرص عمل كبيرة لابنا طرابلس والشمال وكل لبنان" .
 
وتابع: "لعل النمو الحاصل في ايرادات المرفأ وكمية البضائع التي تدخل وتخرج يشكل نقلة نوعية إزاء اداء الخطة التي تنفذها ادارته التي تحظى بدعم كامل غير مسبوق منا ومن المسؤولين كافة في الدولة.
 
ولفت الى ان اول مرحلة سيتم استقبال الاف الحاويات، وسترسو فيه اضخم بواخر موجودة في العالم وسيكون داخل حرم المرفأ منطقة اقتصادية حرة ومحطة للمسافرين على مستوى عال، وسيؤمن اكثر من الفي وخمسمائة وظيفة عمل لابناء الشمال.
 
 
 
 
 
واردف: "إن ذلك يتزامن مع قرب تنفيذ مشروع خط سكة الحديد الذي يربط طرابلس بسوريا بعد حل المشاكل العالقة مع الشركة السورية التي كانت ملتزمة تنفيذ مشروع سكة الحديد الذي سيجعل فور الانتهاء من تنفيذه مرفأ طرابلس مرفقا رئيسا وحيويا لأعمال الترانزيت البري باتجاه البلاد العربية عبر الأراضي السورية.
 
واكد العريضي ان مرفأ طرابلس يتوفر فيه مميزات مهمة تجعل منه اهم مرفأ في لبنان، لا سيما قربه من الحدود السورية مما يجعل حركة الترانزيت الى العراق والخليج العربي والساحل والوسط السوري اقل تكلفة مما هو عليه حال مرفأ بيروت.
 
تامر
 
بدوره، اكد مدير المرفأ احمد تامر ان تطوير مرفأ طرابلس سيؤمن فرص عمل جديدة مما سيشجع الكثير من اللبنانيين على عدم الهجرة والعمل في اطار الخدمات المرفأية واللوجستية وقال: "شهد المرفأ اعادة اطلاق مشروع توسيعه بعد توقف دام نحو 4 سنوات وانه تم تنفيذ حتى الآن القسم الاكبر من المرحلة الاولى من مشروع التعميق 
والتوسيع، الذي يتوقع انجاز المرحلة الاولى بداية العام المقبل وابرز ما حققه المرفأ نتيجة هذه الاعمال في العام 2010، انه وضع على الخارطة الاقتصادية بفضل الوزير غازي العريضي الذي بذل جهودا جبارة لاستكمال تطوير المرفأ بعدما واجه مشاكل جمة نتيجة الخلافات مع الشركة الصينية.
 
 
 
 
 
واعتبر تامر انه في هذا العام، بدأت نتائج خطط التطوير بالظهور على المستويات كافة، فحقق زيادة 30 في المئة في الحركة مقارنة مع 2009، وزيادة 46 في المئة مقارنة مع العام 2008، وهذا رقم قياسي سجل نتيجة رفع انتاجية المرفأ لا سيما انه جاء في ظل الازمة المالية العالمية والازمات السياسية الداخلية.
 
واشار الى ان انجاز سكة الحديد التي تربط المرفأ بالحدود السورية امر بغاية الاهمية، خصوصا انها تؤمن وسيلة نقل بتكلفة منخفضة، وهذا ما يقوي القدرة على التنافس لاسيما في موضوع الترانزيت.
 
ورأى ان اهمية المرفأ حين انجازه بالكامل انه سيخفف الضغط على مرفأ بيروت، فيقلص فاتورة التجار والمستهلكين، ثم انه سيخفف من زحمة السير على الطريق الدولي بين بيروت ودمشق لوصول البضائع الى اسواق العراق وسائر الدولة العربية والخليجية، مما سيوفر الكثير على الدولة اللبنانية وستتمكن من تحصيل مداخيل اضافية على الخزينة، 
ويبلغ معدل حركة البضائع الواردة والصادرة من المرفأ حوالى مليون طن سنويا وتعتمد الحركة بأغلبيتها العظمى على بضائع الاخشاب، الحديد، السيارات، الفحم الحجري، الملح، السكر، بذار البطاطا، الرخام، خردة الحديد، انواع الحبوب كافة فضلا عن الحاويات وغيرها... 
 
وختم: "اما الامر الابرز، فهو اطلاق الخط البحري بين طرابلس ومرسين وتسير الشركة رحلة اسبوعية بشكل منتظم وهذا الامر سيساعد على تنشيط الحركة السياحية البحرية.
ويبقى لسان حال ابناء طرابلس والشمال خاصة ولبنان عامة رغبة في ان ينسحب ما تحقق في السنوات القليلة الماضية لتطوير المرفأ وانتاجيته على سائر المرافق الحيوية في لبنان، الامر الذي من شأنه ان يعيد الثقة للمواطنين بقدرة المسؤولين على تحقيق امالهم وطموحاتهم في العيش الكريم في هذا الوطن.
 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب