الخميس 31 تشرين الأول 2024

02:20 pm

الزوار:
متصل:

الميناء مدينة الموج والأفق والأساس لطرابلس القديمة حقبات تاريخية عريقة حولتها إلى عروس المدن اللبنانية

 

 
تحقيق محمد سيف
 
 
تعتبر مدينة الميناء، شمال لبنان، شبه جزيرة يحوطها البحر من جهات ثلاث، وتنتشر قبالتها وعلى مسافات قصيرة، سبع جزر تنتقل الزوارق اليها للصيد او للتنزه. وفيها شبكة طرق حديثة أهمها الكورنيش البحري الذي يلفها من الشمال الى الجنوب، وبات يشكل المتنزه الوحيد للعامة في المدينة وضواحيها، وبولفار بور سعيد الذي تحول سوقا تجارية حديثة يبلغ طولها زهاء كيلومترين. أما مرفأها، فترسو فيه السفن التجارية محملة كل أنواع البضائع من خشب ونفط وسيارات وماشية وغيرها. وهي تتميز أيضا بحدائقها وفسحاتها وغناها الأثري، وأحيائها القديمة التي تحضن دفء العاطفة الشرقية، وتحول عدد سكان الميناء في عشرين عاما من 30 ألف نسمة إلى ما يزيد عن 100 ألف نسمة على ارض مساحتها خمسة كيلومترات مربعة.
 
 
 
 
 
تاريخها
 
تاريخ مدينة الميناء عريق، وهي تعتبر الأساس لمدينة طرابلس القديمة، والتي يمتد تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام، وبقيت طرابلس طوال هذه الفترة تشغل جغرافيا المساحة التي تشغلها حاليا مدينة الميناء وذلك حتى عام 1289م. حين استطاع سلطان دولة المماليك في مصر والشام الملك المنصور قلاوون فتح المدينة، وبالتالي هدمها وتسويتها بالارض، وامر ببناء مدينة طرابلس من جديد في المكان الذي هي عليه اليوم.
 
 
وسبق أن أصيبت المدينة بنكبات كبيرة وتعرضت لغزوات وحروب وزلازل، أدت مرارا إلى تدميرها جزئيا او كليا. فاعيد بناؤها، ثم توسعت، ووفد اليها كثر من اوروبا واليونان وقبرص وايطاليا وأرمينيا وتركيا، فأقاموا علاقات تجارية مع ابنائها. تدل على ذلك الجاليات والقنصليات الكثيرة في الميناء، وأسماء العائلات أيضا مثل كوشاري و كاركاس. وللميناء منافذ عدة منها ما يتصل بطرابلس وهي: بولفارات الميناء، عزمي، المئتين، إضافة إلى بولفار المرفأ - مستديرة نهر أبو علي الذي يؤدي الى الجهة الشمالية نحو عكار وسوريا والبولفار الجديد من البحصاص الى مدخل الميناء، واوتوستراد الساحل من منطقة الحمام المقلوب في موازاة الاحياء الشعبية حتى اوتوستراد الساحل الجنوبي في اتجاه بيروت.
 
 
 
 
 
تنعش هذه المنافذ المدينة، وتسمح لسكان طرابلس والضواحي بالتنزه فيها وممارسة رياضة المشي على طرقها الفسيحة، خصوصا كورنيش البحر الذي لا تغيب عنه الشمس طوال النهار. وتسهل كذلك عبور السيارات والناقلات. وعلى الشاطئ ترسو زوارق الصيد والنزهة قبالة الجزر السبع. والجسر الذي يربط كورنيش البحر بجزيرة البقر "جزيرة عبد الوهاب"، وهو الجسر الوحيد في الشمال فوق البحر، يعبره المارة طوال النهار وبعضهم يمارس من فوق رياضة القفز في المياه. 
 
وكما ذكرنا أن الملك المنصور قلاوون امر بهدم المدينة بكاملها، من ثم امر ببناء مدينة طرابلس حيث تقوم اليوم، فلم يبق من الميناء "طرابلس القديمة" سوى حي صغير يعرف اليوم ب ـ "سوق الخراب".
 
وللاحياء القديمة في سوق الخراب طابع خاص. فهناك تحيا الروابط التقليدية وتستمر، رغم تسرب روح الحداثة الى السكان. ففي الازقة، تنعقد الجلسات الصباحية على فنجان القهوة، وتنظم السهرات. ويتقاسم السكان الهموم والمسرات على غرار الارياف. في تلك الاحياء تضيق وتتلاصق البيوت التي تحوي غالبا فسحا تنعقد فيها الدواوين وجلسات التسلية والسمر، وتتميز هذه المنطقة بالنظافة التامة.
 
 
 
 
 
اقسامها
 
كانت هذه المنطقة قسمين: شمالي يسكنه المسلمون، وجنوبي يسكنه المسيحيون، وتتوسطهما سوق توسعت تدريجيا فاتصلت بالمنازل من الجهتين بحيث لم يعد ممكنا تمييز جزء عن الاخر. وفي الميناء وخصوصا في الاحياء القديمة، تتمسك طائفة الروم الارثوذكس بوجودها وانتمائها التاريخي. وعن ذلك يقول المؤرخ تدمري في كتابه "تاريخ طرابلس" ان المسيحية دخلت طرابلس في القرن الاول، عندما عبرها القديس بطرس في طريقه الى انطاكيا. واول محاولة مكتوبة تناولت تاريخ الارثوذكسية في الميناء كتاب "الارثوذكسي بشر وحجر" الذي وضعه الدكتور جان عبدالله توما ويذكر في مقدمة كتابه ان "الدراسة تطاول الارثوذكسي بدءا بالعام 1735، لأننا عثرنا على مخطوطة للكاهن سليمان عفيف كتبها بخط يده ويؤرخ فيها لتاريخ بناء كاتدرائية القديس جاورجيوس انذاك".
 
 
 
وتشكل الميناء مركزا اقتصاديا مهما، لانها على البحر. فالمرفأ كان سببا مباشرا في انشائها. وبعدما انشأت شركة ايطالية المرفأ الحديث بين 1955و 1960 عند الطرف الشمالي للمدينة، انعكس ذلك ايجابا على قطاع النقل البحري، والحياة الاقتصادية، فأمن المرفأ فرص عمل لعدد كبير من الاهالي وظهرت صناعات وخدمات لها علاقة بالسفن وحركتها. ووجود المدينة على البحر جعلها مركزا مهما لصيد السمك الذي يعتاش منه المئات من العائلات، إضافة إلى مئات العائلات الأخرى التي ترتزق من صناعة الشباك والزوارق الصغيرة ومتطلباتها وادوات الصيد. واشتهرت الميناء منذ القدم بصناعة السفن، وكانت هذه الصناعة مزدهرة خلال جميع الحقبات التاريخية، وحتى اليوم حيث تنتشر في الميناء مصانع عدة للسفن الصغيرة والقطع البحرية المختلفة. كما تنتشر فيها اليوم صناعة قوارب الصيد، وتضم مصنعا لزوارق "الفيبر" من جميع الأشكال والأحجام وزوارق التزلج المائي.
 
 
 
 
 
صناعتها
 
ومدينة الميناء مشهورة بصناعة المفروشات الجميلة والدقيقة. وانتقلت من كونها حرفة لتصبح صناعة على صعيد عدد المصانع وصالات العرض، وامتد نشاطها الى الخارج، وخصوصا إلى دول الخليج، وقد أثرت الحرب في هذا القطاع فتوقفت بعض المصانع وصرفت عمالها، وواجهت سوء تصريف للمنتجات، الا انها اليوم عاودت نشاطها. 
 
وفي الميناء سوق واسعة لتجارة الخشب من كل الاصناف ويستورده التجار خصوصا من افريقيا وروسيا واوروبا الشرقية. ويساهم في تنشيط هذا القطاع وجود المرفأ. وللسبب عينه تكثر في الميناء معامل البلاط الوطني منه والمستورد، حيث تبرع في ابتكار رقع فسيفساء عربية الطابع وبلاط موزاييك ورخام وغرانيت، وتعود هذه الصناعة الى القرن الماضي وهي تنتقل من الاباء الى الابناء. وتحافظ على بعض الصناعات التقليدية ولا سيما صناعة الفخار. ففيها معملان لهذه الصناعة لكنهما يواجهان ظروفا صعبة بعدما استغنى السكان عن استعمال الفخار في المنازل، واكتفوا به للزينة، كما انها تواجه مزاحمة من الخارج، اضافة الى انها مشهورة بالبوظة العربية والحلويات على انواعها.
 
وساهم توسع العمران في المدينة الى تقليص المساحات المزروعة وخصوصا الحمضيات وقصب السكر والفاكهة والزيتون والتوت، ولم يبق من هذه المزروعات الا بعض البساتين المحدودة.
 
 
 
 
 
 
منشآتها
 
أما منشآت المدينة، فهي كثيرة أبرزها محطة السكة الحديد التي تأسست مطلع القرن العشرين وتوقف عملها أثناء الحرب، اضافة الى المحجر الصحي الذي أنشأ مطلع السبعينات لمراقبة استيراد اللحوم والماشية وتسويقها. لكنه دمر لاحقا واستبدل بمسلخ حديث. كذلك يوجد في المدينة سنترال هاتف مركزي للشمال ومركز اتحاد بلديات الفيحاء "طرابلس، الميناء والبداوي" ومكب النفايات ومركز تكرير وتدوير النفايات وقاعة رياضية مغلقة باسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يستكمل بناؤها ووعد وزير الشباب والرياضة الحالي فيصل عمر كرامي بإكمال البناء قريبا. وأقيمت أرصفة عدة على الشاطئ لحماية زوارق الصيادين وتستخدم للتنزه. وتضم مركزا للجمارك تأسس عام 1922 تلاه مركز حديث عام 1957 من الحجر الأبيض، كما تم بناء القصر البلدي الجديد على كورنيش الميناء بهبة خاصة من الرئيس نجيب ميقاتي، كذلك تم إعادة تأهيل وتعميق حوض المرفأ في عهد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، حيث تتم الشركة الصينية عملها على أكمل وجه ليكون مرفأ مدينة طرابلس من المرافئ الكبرى على شاطئ المتوسط ودول العالم. وكذلك يوجد "مركز العزم الثقافي - بيت الفن" حيث تقام العديد من الاحتفالات والمعارض وتقدم على مسرحه الكثير من الأعمال الفنية والمسرحية الطرابلسية واللبنانية والعربية والعالمية.
 
جزرها
 
تتمتع الميناء بعناصر بيئية لا تتوافر لسواها من المدن مثل الجزر، وخصوصا جزر النخل التي أعلنها القانون الرقم 121/92 محمية في 3/9/1992 . وتتميز المدينة ايضا بنظافة لافتة وتتمتع بشبكة طرق وحدائق عامة، اضافة الى فسحات جميلة تعوض بعض الاخضر الذي خسرته. ومحمية جزر النخيل هي من اهم المحميات الطبيعية في لبنان وتضم ثلاث جزر هي: سنني ورامكين والنخل وتشكل ملجأ للطيور العابرة والمقيمة وفيها تنوع نباتي لافت. وقد تعرضت لانتهاكات المواطنين وبعض الصيادين اثناء الحرب، فأصبحت مكبات للنفايات ودمرت فيها الحياة الطبيعية وهجرتها الطيور والاسماك. ومنذ منع الاقتراب منها بعد اعلانها محمية طبيعية، افاد بيئيون في لجنة رعاية البيئة في الميناء ان أسماكا متنوعة تشاهد على مقربة من شاطئ المحمية. غير أن صيادي الاسماك لا يزالون يعترضون على منعهم من الاقتراب من الجزر لانها كانت تشكل محطة لرسو زوارقهم. وتحسن الوضع البيئي يعود في جزء كبير منه الى لجنة رعاية البيئة التي تتابع المشكلات البيئية وتتعاون مع البلدية.
 
 
 
 
 
لكن الميناء لا تزال تعاني مشكلة بيئية تتمثل بتلوث البحر. فساحل الميناء يعاني ما يعانيه كل الساحل اللبناني، بل المتوسطي، وتتضاعف المشكلة بسبب اقنية الصرف الصحي التي تصب مياهها واوساخها على الشاطئ، في حين يجب أن تمتد مئات الأمتار داخل البحر. 
 
اثارها
 
تضم الميناء ثروة أثرية مهمة تعرضت للاعتداء والسرقة ولا تزال تتعرض للاهمال. ومن اقدم المواقع الاثرية فيها بقايا السور الذي كان يلف المدينة القديمة، قبل دخول المماليك اليها. هذه البقايا موجودة في حديقة صغيرة تعرف بحديقة ابو طالب عند نهاية الطريق خلف حلويات الصباغ، وتأكل النباتات سطح السور وبقاياه. وقد شيدت مبان على اجزاء منه، وسماكته ثلاثة امتار. وقبل اعوام كان جزءا اخر من السور ما زال منتصبا من الجهة الجنوبية الغربية للميناء، لكن منشآت بحرية اقيمت هناك يبدو أنها أتت عليه ولم يبق من اثاره الا ما هو موجود في الحديقة. ويقال ان من اثار الفينيقيين، في الجهة الغربية من المدينة، ما يدعى بالحمام المقلوب، وهو عبارة عن تجويف صخري قديم العهد، اقيم للاتصالات مع المراكب الراسية بالقرب من صخور الشاطئ، حيث هبوب الرياح الشمالية.
 
 
 
 
 
وتمتاز مدينة الميناء عن بقية المدن اللبنانية، بل عن جميع المدن الساحلية الواقعة على الشاطئ الشرقي للبحر الابيض المتوسط، بوجود عدد من الابراج الحربية المتقاربة ضمن مساحة جغرافية صغيرة، ويعود تاريخها الى عهد المماليك، حيث اقيمت على انقاض ابراج صليبية، وهؤلاء بنوا ابراجهم على اساس ابراج عربية اقيم بعضها بعد فتح طرابلس والساحل. وكان العرب قد وجدوا حصونا وابراجا بيزنطية في الميناء خلال حصارهم لها، والبيزنطيون اتخذوا من الحصون الفينيقية القديمة اساسا لبناء تلك الابراج. وهكذا كانت الدول تتوارث المواقع الهامة والاستراتيجية وتتعامل معها بما يضفي عليها النمط والطابع والطراز العمراني الذي تتميز به. ولا شك ان العثمانيين توارثوا ابراج المماليك واستخدموها ورمموا ما تصدع منها، وهذا ما ساعد على وصول بعض تلك الابراج الى ايامنا ووقوفها صامدة لتكون عنوانا للوجه النضالي الذي اتسمت به هذه المدينة عبر تاريخها المجيد. ويعود الفضل في تشييد ابراج الميناء الى نواب السلطنة في طرابلس في عصر دولة المماليك البحرية. فقد رأى هؤلاء ضرورة تحصين الميناء، وذلك بانشاء ابراج تمتد على الساحل وذلك لتأليف خط دفاعي قوي امام اي اعتداء من الصليبيين او القبارصة، في الوقت الذي لم يكن لطرابلس اسطول ثابت يدفع عنها الغارات البحرية. وكان تحصين الميناء يعني انشاء مراكز دفاعية على الشاطئ على ابعاد متفاوتة، ولم تكن هذه المراكز تزيد عن كونها ابراجا حصينة سوى ثلاثة ابراج: برجان في حالة شبه جيدة هما برج السباع وبرج عز الدين، وثالث في حالة لا بأس بها هو برج رأس النهر الذي حول إلى جامع في عام 1985. وكل هذه الأبراج متصلة بقلعة طرابلس، بواسطة نفق يمتد من القلعة الى ساحل البحر وبين الابراج كلها لتسهيل تنقل المقاتلين وتزويدهم الموؤنة. ويروي سكان من الميناء انهم كانوا ينزلون الى بعض اجزاء هذا النفق، وان السلطات سدت منفذه عقب حوادث عام 1974. ويروي بعضهم ان عددا من اصحاب الاراضي هدموا اجزاء من هذا النفق عندما كان يمر في اراضيهم من اجل اخفائه واقاموا مبانيهم، والهدم كان ضمانة لهم لكي لا تطالبهم السلطات يوما باستملاك الارض لاحتوائها الاثار.
 
 
 
 
 
ومن الاثار خان التماثيلي المهمل يسكنه مواطنون وهو يقوم قبالة مبنى الجمارك، يحافظ على بوابته وشكله، وهو يشبه الخانات الموجودة في طرابلس مثل خان الصابون وخان العسكر. وهناك الاعمدة الاثرية التي تنتشر في غير مكان، وهي اعمدة رومانية. ويقول السكان ان ما بقي منها هو القليل، اما الكثير فصودر ونقل الى اماكن مجهولة، وعندما ردم ساحل البحر لانشاء الكورنيش الجديد، طمرت امكنتها، واخفيت معالمها لتطوى صفحة مهمة من صفحات تاريخ المدينة واثارها. 
 
ويوجد قرب برج الشيخ عفان بناءان أثريان جميلان وقد شملهما التخطيط، وكاد يؤدي الى هدمهما لولا اعتراض البلدية، حيث تم تأهيلهما وأعيدا من جديد معلمان أثريان سياحيان.
 
 
 
 
 
اما الاسواق القديمة فهي بقايا من طرابلس القديمة بعدما دمرها المماليك، ويقول سكانها انها فينيقية، وقد هاجر سكانها بعد دخول المماليك اليها، وعادوا في فترات متتالية. ومن الاثار سبعة مساجد ابرزها مسجد عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان لكن هذه المساجد ليست قديمة. أما بالنسبة إلى الكنائس فتشكل كنيسة مار جرجس اثرا مهما وهي بنيت عام 1735. اما الكنائس الباقية فهي أحدث عهدا.
 
تتمتع مدينة الميناء بامكانات سياحية مهمة، لكن السياحة فيها ليست على نشاط متواز مع إمكاناتها. فالإستثمارات السياحية متواضعة في المدينة. وفيها اثارا مهمة ومواقع بيئية جميلة وحدائق وساحات وشبكة بولفارات والجسر الجديد، وانصبة ابرزها الاشرعة عند مدخلها، والمرسات عند اول الكورنيش لجهة الشمال. ويرى اقتصاديون ان تنشيط الوضع السياحي في الميناء، ينعكس ايجابا على الوضع الاقتصادي والعكس صحيح. لذا ناشدوا المعنيين الإهتمام بالوضع السياحي للمدينة وتشجيع الاستثمارات السياحية فيها.
 
 
 
 
 
وتتميز الميناء عن بقية المدن بمنجزات عمرانية وترتيب وتنظيم لا تتمتع به مدن اخرى. ولا شك في ان لبلدية الميناء وحيوية ابنائها، وتعاونهم مع الجمعيات المختلفة الفضل الكبير في الوصول بالميناء الى ما هي عليه اليوم عروس المدن وهم أسموها: "مدينة الموج والافق". 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب