تحقيق ماري الخوري
ينعقد في روما نهاية الأسبوع، السينودس من أجل الشرق الأوسط الذي دعا اليه البابا بنيديكتوس السادس عشر تحت عنوان "شهادة ووحدة"، وسيبحث خلاله بطاركة الشرق الكاثوليك ومطارنته وعلمانيوه، الى جانب أخوة لهم من الكنائس الشقيقة والديانات الأخرى، في أوضاع مسيحيي الشرق الأوسط الذين يواجهون سلسلة من التحديات، وأبرزها الإضطرابات، وعدم الإستقرار، وتنامي الأصوليات، والهجرة والبطالة وغيرها.
وسيعرض نحو 170 مشاركا من 10 تشرين الأول الى 24 منه، التحديات والمرتجيات، النجاحات والإخفاقات، الواقع والخيبات لكنائس ولمنطقة شكلت مهد المسيحية وانطلقت منها البشارة نحو العالم، وتعاني الآن نتائج الهجرة التي تعصف بأبنائها.
وسيعمل المشاركون على عناوين وأهداف حددتها وثيقة عمل السينودس التي سلمها البابا في قبرص الى بطاركة الشرق الكاثوليك، والتي تشدد على تعميق أواصر الوحدة بين اعضاء الكنائس المحلية والكنيسة الجامعة، وعلى أهمية الشهادة المسيحية في الدول التي نشأ فيها الكتاب المقدس، وعلى احترام حقوق المسيحيين في حرية العبادة والحرية الدينية وعدم التمييز، اضافة الى تسوية النزاعات في هذه المنطقة.
ماذا تحمل الكنائس المحلية الى السينودس؟ وما هي انتظارتها؟ وأي خطط واستراتيجيات ستقدمها؟ أسئلة حملتها "الوكالة الوطنية للاعلام" الى كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك نرسيس بيدروس التاسع عشر ورئيس اللجنة البطريركية المارونية لمتابعة السينودس المطران منجد الهاشم لمعرفة كيف واكبت هاتان الكنيستان السينودس وماذا تتوقعان أن يصدر عنه.
البطريرك نرسيس
استقبلنا البطريرك نرسيس بيدروس في دار البطريركية في الجعيتاوي، وتحدث بإسهاب عن السينودس. هو ملم بتفاصيل المسائل التي يعانيها أبناء الشرق المسيحيون. ويرى "أن الأساس هو العودة الى الجذور وإيلاء البعد الإيماني الأولوية كالشهادة للمسيح في مجتمعاتنا"، معتبرا "أن الصلاة هي المفتاح لنجاح أي عمل يقوم به آباء الكنيسة".
ويلاحظ "أن عدم الاستقرار السياسي في كثير من الدول له تداعيات على الحالة الاقتصادية والاجتماعية، فهو يشيع الإرتباك والخوف والتفكير في الهجرة، خصوصا مع تصاعد بعض الحركات الأصولية الإسلامية التي لا يذهب ضحيتها المسيحيون وحدهم بل المسلمون أيضا"، كاشفا أن عدد الذين هاجروا من النخبة المثقفة من الشرق الأوسط بين عامي 1993 و2003 بلغ مئة ألف شخص.
وفي توضيح لمفهوم السينودس ومن سيشارك فيه ولماذا تمت الدعوة اليه، يجيب: "السينودس من أجل كنائس الشرق الاوسط دعا اليه قداسة البابا بناء على طلب بعض المطارنة من الكنائس الشرقية، وخصوصا أساقفة العراق، وهدفه كما هو مكتوب رسالة وشهادة، فنحن مدعوون الى أن نعيش الشهادة المسيحية والشركة المسيحية مع بعضنا البعض وبين أبناء الطوائف الكاثوليكية ومع الطوائف غير الكاثوليكية، لنشهد معا لرسالة المسيح التي هي رسالة المحبة والغفران والتواضع. ولنا رسالة أن نعمل مع إخواننا الذين هم من ديانات أخرى ومواطنون معنا في دول الشرق الأوسط من الإسلام والدروز، وفي الأراضي المقدسة من المسلمين واليهود. يجب أن نعمل معا ليستطيع كل واحد أن يعيش بكرامة، ونسعى للحفاظ على حقوق كل إنسان ونجهد لبناء المجتمع بكل حاجاته، سواء على المستوى الإجتماعي أو التعليمي أو الاستشفائي".