تحقيق جوزف فرح
يبدو أن الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة انعكس على الاسعار ارتفاعا غير مسبوق، إذ تكاثرت شكاوى السياح والمصطافين من الغلاء في الفنادق والمطاعم، رغم التدابير التي اتخذتها وزارة السياحة بتخصيص خط ساخن لتلقي الشكاوى وسرعة معالجتها عبر الشرطة السياحية، مع العلم أن وزير السياحة فادي عبود يطلع شخصيا على هذه الشكاوى، وقد سارع منذ فترة الى متابعة شكاوى نقلها اليه نائب رئيس مجلس الوزراء القطري عبدالله العطية وعمل على معالجتها فورا.
ومع أن لبنان ما زال يعتبر أقل غلاء من الدول المجاورة، فإن وزارة السياحة تتلقى يوميا نحو 7 الى 8 شكاوى، بعضها يتعلق بالاسعار والبعض الآخر بأمور لا تخص الوزارة، كقضية الكهرباء أو رمي النفايات أو غيرها من الامور.
ويحرص عبود على الطلب باستمرار من القطاع السياحي، وخصوصا الفنادق والمطاعم، المحافظة على لبنان باعتباره وجهة سياحية مهمة، وعدم التلاعب بالاسعار التي قد تؤدي بالسائح الى اختيار وجهة أخرى.
وكان قد أرسل كتبا الى القطاع السياحي شدد فيها على "التقيد بالقوانين لبناء قاعدة سياحية تعتمد على الشفافية المطلقة والخدمة السياحية، حرصا على نمو القطاع السياحي في لبنان وسمعة البلد والحفاظ على دوره كوجهة أساسية للعديد من الدول في الخليج العربي والعالم، وحرصا على المؤسسات السياحية اللبنانية".
وذكر بأن "هناك منافسة شديدة من دول إقليمية عدة تقدم منتجا جيدا وأسعارا منافسة وجذابة جدا، مما يجعلها وجهة سياحية مقصودة بامتياز. إضافة الى ذلك، ليس هناك سياحة مضمونة لأي وجهة سياحية، لذلك فإن أي زيادة غير منطقية على الاسعار قد تجعل السائح يختار وجهة سياحية أخرى، وخصوصا أن هناك خيارات كثيرة وجذابة، وان سياحة العرض والطلب يجب ألا تبنى على سياسة تجارية بحتة، بل يجب أن تأخذ في الاعتبار السياحة المستدامة، وضرورة وضع التعرفة والأسعار أمام أعين السائح".
والجدير ذكره أن بعض الدول العريقة جدا بالسياحة قد وقعت في فخ التلاعب في الاسعار، مما أدى الى تراجع نسبة إشغال الفنادق وعدد السياح، لذلك شدد عبود على "المحافظة على لبنان وجهة سياحية مهمة، وعدم الوقوع في مثل هذه التجربة التي قد تكلف القطاع السياحي الكثير"، معتبرا "أن وزارة السياحة لن تتدخل في التسعيرة ما دامت الشفافية مؤمنة والأسعار مسجلة في الوزارة وفق الاصول".
ويشار الى أن وزير السياحة يلاحق شخصيا الشكاوى الواردة على الخط الساخن 1735 التابع للوزارة، وخصوصا في ما يتعلق بالتلاعب بالاسعار، وقد عمد خلال الفترة الماضية الى توجيه الانذارات وتنظيم محاضر ضبط بالمخالفين.
وفي هذا الإطار، تتشدد وزارة السياحة في تطبيق القوانين، وخصوصا أن موسم الاصطياف لم ينته، وأن هناك "صيفية ثانية" كما يقول عبود في عيد الفطر وما بعده، إذ تؤكد الحجوزات في الفنادق ومكاتب السفر والسياحة أن شهر ايلول سيكون مميزا سياحيا.