حقيق حسنا جعيتاني
وطنية - تعيش اهدن اجمل لحظات الاصطياف، حيث فاق عدد المصطافين ورواد المطاعم والمقاهي والفنادق كل التوقعات، اذ من الصعوبة في مكان ايجاد غرفة في فندق او منزل للايجار فيما تمتد لياليها حتى ساعات الفجر الاولى وتتواصل السهرات خلال عطلة الاسبوع، حيث يتوافد الساهرون خلال ساعات الصباح لتناول السحلب مع الكعك على الميدان، بتقليد يتقنه اهالي اهدن جيدا وتوارثه عنهم السواح والمصطافون.
بين الميدان والنبع والمغتربين، باتت الطرق تضيق بالوافدين من مختلف المناطق الشمالية ومن بيروت، بالاضافة الى الاهالي الذين يشرعون منازلهم لاستقبال الزوار بحيث لا يخلو منزل في اهدن من ضيف او قريب جاء يمضي بعض الايام في ربوع عروسة مصايف الشمال، لاسيما في الاسابيع التي تفتح فيها "اهدنيات" مدرجها بسهرات تمتد حتى منتصف الليل.
وأشار أحد أصحاب الفنادق في اهدن الى "ان نسبة الحجوزات وصلت الى المئة في المئة وانهم يضطرون إل تأخير حجوزات بعض السواح لأسابيع لاحقة عل وعسى تفرغ بعض الغرف"، لافتا الى ان "موسم الصيف في اهدن يعيدنا الى مواسم العز واصطيافات السبعينات حيث تجد فيه اناسا من كل المناطق والاطياف".
من جهته اكد المواطن ريمون دويهي "انه على مدار الساعة تقف سيارات امام منزله لتسأل عن مطعم او عن مقهى واحيانا عن الطريق الى محمية حرج اهدن التي تستقطب محبي البيئة والطبيعة، نظرا لتنوعها وغناها بالاشجار النادرة والحيوانات التي تكاد تنقرض بالاضافة الى مساحتها التي تسمح بالتجوال داخلها سيرا على الاقدام لساعات وساعات".
بدورها، أشارت مديرة فريق عمل المحمية ساندرا سابا الى ان "الاقبال فاق كل التوقعات لاسيما ان العديد من النشاطات والرياضات يمكن القيام بها على كتف المحمية وخارج حرمها".
أناس كثر يتسكعون يوميا في اهدن، في سياحة تراثية وبيئية ودينية، حيث تحتضن المنطقة اقدم كنيسة مارونية في الشرق وهي كنيسة مار ماما الاثرية، فيما على كتف اهدن يقبع دير مار انطونيوس قزحيا بمغارته العجائبية ومطبعته التي كانت الاساس في الحفاظ على اللغة العربية من التتريك، اما على جبل اهدن فتربض كنيسة سيدة الحصن التي تحولت محجة دينية وموقعا يجذب لاقامة حفلات الاعراس والعمادات والعديد من الاحتفالات حيث منها بالامكان رؤية البحر الابيض المتوسط في حين اذا لف الضباب المنطقة تخال انك تسبح في السماء".
على ميدان اهدن يلتقي السواح وفيه ايضا تقام معارض كتب واحتفالات تحت اشجار الدلب العملاقة ووسط نافورة المياه التي تعكس مدى غنى اهدن بالينابيع، حيث يقال ان من يشرب من مائها مرة لا بد له من الرجوع اليها على ما يؤكد الاهالي الذين يعتبرون ان بلدتهم "هي جنة على الارض وان من يزورها لا بد ان يعشقها وتتكرر زياراته اليها".
لقمة طيبة، مهرجانات، معرض، انشطة ثقافية، كرم ضيافة كلها تجتمع في اهدن، ما ادى الى جذب اكبر عدد ممكن من السواح وجعل المنطقة من اكثر المناطق ازدهارا لهذا الموسم.
============== ج.ع