تحقيق امينة التويني
وطنية - من سهل البقاع الخصيب، وعلى مقربة من كتف سلسلة جبال لبنان الغربية، تطل بلدة النبي رشادة محاطة بقرى عدة، غرب مدينة الشمس بعلبك.
قرية ما زالت تحتفظ بطابعها القديم من حيث البيوت والزراعة الكثيفة، تنتج اراضيها افضل انواع الحبوب والفاكهة والتين والعنب.
يعود اصل التسمية لمقام نبي الله رشادة، الذي له الفضل في قيام هذه البلدة الوادعة، حيث سكنها الاجداد قديما تبركا بوجود هذا النبي الكريم، وتفيد بعض الروايات انه يعود بالنسب الى اولاد نبي الله آدم. ويمكن ان يكون اصل التسمية كما جاء في كتاب معجم اسماء المدن والقرى اللبنانية يرجح انه تحريف لكلمةrishide، رأس الاعياد اي العيد الاول والاحتفال الاول، وقد يكون ايضا معناه المكان ان كان مزارا او مقاما وهو الارجح.
يعتبر مقام النبي رشادة، مقاما ومزارا يزوره الناس من القرى المجاورة ومن مختلف المناطق اللبنانية، للتبرك وايفاء النذور، يمتلك مساحات كبيرة من الاراضي داخل البلدة وخارجها، اراض مسجلة لدى الدوائر العقارية باسم وقف النبي رشادة. وقد تشرف قلة من ابناء البلدة بخدمة المقام والمسجد على مدى سنوات. وتعاقب العديد من علماء الدين على الصلاة، الوعظ والارشاد من على منبر مسجد ومقام النبي رشادة.
تطل بلدة النبي رشادة محاطة بقرى عدة تلامس سهل البقاع المنبسط على مساحات من الاراضي الزراعية الخصبة والواسعة شرقا، ومن الشمال تحدها بلدة كفردان، ومن الجهة الجنوبية بلدتي القليلة - طاريا، اما غربا فتحدها بلدتي حدث بعلبك - قرى بيت مشيك. ترتفع عن سطح البحر حوالى 1150 م تقريبا، تبعد عن العاصمة بيروت حوالى 80 كلم وعن مدينة الشمس بعلبك حوالى 20 كلم وعن مدينة زحلة حوالى 30 كلم.
التربة في البلدة بمعظمها صالحة للزراعة، حيث تكثر زراعة كروم العنب والبساتين على اختلاف انواعها، كاللوز والكرز والمشمش والدراق والزيتون. كما الزراعات المتنوعة والمختلفة صيفا وشتاء كالحبوب والخضار على انواعها اضافة الى زراعة الدخان مؤخرا.
يهتم اهل البلدة ايضا بنصب العديد من انواع الاشجار المثمرة وغير المثمرة امام منازلهم وفي الساحات العامة وعلى مدخل البلدة لتجميلها، كالصنوبر، السرو، الحور والصفصاف وغيرها.
تتميز بلدة النبي رشادة بالعادات الحميدة التي توارثوها عن آبائهم واجدادهم، من اغاثة الملهوف، اكرام الضيف، احترام الكبير واغاثة الضعيف وغيرها.
هذا وسكن البلدة منذ القدم العديد من العائلات: آل يونس، سليم، محمد، الفوعاني، زعيتر، الحرفوش، برو، زين الدين، الضيفة، مشيك، المصري، حمادة، مهنا، عمر، اوزا، الحسيني وغندورة. وتوزع الكثير منهم على القرى والبلدات المجاورة.
يبلغ عدد سكان البلدة حاليا حوالى 2500 نسمة، عدد الناخبين حوالى 1300 نسمة.
هذا وتعتبر بلدة النبي رشادة من البلدات التي تتبع اداريا "بلدية شمسطار الموحدة" غربي بعلبك، والتي تضم عددا من القرى ضمن نطاقها البلدي ويمثل البلدة عضو بلدي واحد لدى مجلس هذه البلدية. ويتم انتخابه دوريا، تعمل البلدية على تقديم الخدمات على اختلافها اي الانمائية، الاجتماعية والخدماتية بالتساوي بين تلك القرى وضمن الامكانات الموجودة من اجل تطوير البلدة ودفعها الى الامام على مختلف الصعد.
العمود الفقري لاقتصاد البلدة يعتمد على الزراعة بالدرجة الاولى، كما ان العديد من شباب البلدة يعملون في مجالات مختلفة من وظائف ادارية، عسكرية، مهنية، طبية وتجارية. والقليل منهم دفعته الظروف المعيشية الى الهجرة الداخلية نحو المدن كبيروت وغيرها، وهجرة الى خارج البلاد حيث توزعوا بين دول الخليج العربي وافريقيا واوروبا، وصولا الى العديد من دول القارة الاميركية بهدف تحسين اوضاعهم الاجتماعية والحياتية والمادية.
======ي.ع/و.خ