الأربعاء 30 تشرين الأول 2024

06:20 am

الزوار:
متصل:

اكتشاف مدفن القلاعي في وادي قنوبين : هل كان محبسة للنسك الشديد؟

تحقيق جورج عرب

وطنية - حقق متطوعو رابطة قنوبين للرسالة والتراث كشفا جديدا ضمن برنامج كشف المعالم العمرانية والمغاور والمحابس التي عرفت حياة بشرية في الماضي في الوادي.

وقد وصلوا في الثالث من شباط الحالي، وكان يوما ماطرا عاصفا، الى موقع مدفن القلاعي بعد سعي امتد لسنتين لتحديد هذا الموقع الذي يتناقل معمرو الوادي الحديث عنه بالتواتر. والموقع معلق في الجرف الصخري شرق دير سيدة قنوبين، وهو واحد من المغاور والمحابس التي شهدت الحياة الروحية في جوار الدير المذكور.

وأصدرت أمانة النشر والاعلام في رابطة قنوبين بيانا أورد المعلومات الاولية حول الموقع جاء فيه :"المدفن المحبسة تجويفان متصلان بنفق داخلي معلقان على ارتفاع 25 مترا الوصول اليهما مغامرة حقيقية ضاعف خطورتها حال التآكل التي أصابت الشير فبدا مفتتا بانحدار شديد يصعب تسلقه، فلجأنا الى الحبال.

والموقع يضم تجويفين: الشرقي الأول فيه بقايا العظام والجماجم والهياكل البشرية ما يؤكد أنه مدفن، قطر فتحته الدائرية يقارب مترا ونصف المتر، ومساحته الداخلية لا تتجاوز 3 أمتار مربعة، وعلى مدخل المدفن حجارة مبنية بيد الانسان من ثلاث طبقات بعرض نصف متر، والمدفن داخل التجويف هو عبارة عن حائطين مبنيين على شكل سرداب مفتوح علوهما 30 سم باتساع 50، ويحتضن السرداب الجثمان المدفون فيه.

ويمتد تجويف المدفن هذا غربا عبر نفق ضيق قطره يقارب 40 سم، ليتصل بتجويف آخر مساحته تقارب 4 أمتار مربعا، مستوية الارض كأنها مصطبة مشغولة ومهيأة بيد الانسان للاقامة والجلوس عليها فوق مطل مكشوف على أعماق الوادي ومجرى نهره المقدس، وسط اشجار السنديان والصنوبر والبطم.

اما الأسئلة التي راودتنا بعد هذا الاكتشاف: هل هذا الموقع محبسة ام مدفن فقط؟، ومن هو المدفون فيه؟، ومن استحبس داخله؟، اما الاجوبة في ضوء الوقائع الحسية فهي:

ـ من المؤكد انه مدفن بدليل وجود بقايا الهياكل العظمية البشرية.
ـ لا تشير الاخبار الشعبية المنقولة الى هوية المدفون في هذه المغارة.
ـ التجويف الغربي المسطح يحمل أثر يد الانسان، وبالتالي فان انسانا أقام داخله، وهيأ مدفنه الى جانبه لجهة الشرق.
ـ هل أقام في التجويف الغربي (المحبسة) حبيس من خارج الوادي؟، لا نص تاريخيا حول هذه المسألة، أم أن أحد أبناء الوادي استحبس هناك؟ مهما تكن الحقيقة فان من استحبس في هذا الموقع قد أحيا تجربة النسك الشديد القاسي المتمثل بضيق المحبسة، وبخطورة الموقع المعلق، وبانعدام شبه كلي لموارد العيش الزراعية".

وجدد البيان شكره "وديع العبسي داعم هذا البرنامج الهام من مشروع المسح الثقافي، الذي يتيح متابعة كشف المعالم المتصلة بتاريخ الوادي المقدس الروحي والبشري، واصدارها مصورة بمجلدات أنيقة فاخرة بست لغات"، مشيرا الى ان "رابطة قنوبين للرسالة والتراث سوف تزود وزارة الثقافة في الايام المقبلة بلائحة المواقع التي كشفتها حتى الآن من معالم عمرانية ومغاور ومدافن وسواها، وسوف تنسق مع الجمعية اللبنانية للابحاث الجوفية، التي بذلت جهودا كبيرة في مجال الاستغوار في الوادي، ليصار الى تحديد سبل حماية هذه المواقع، وتعميق الدراسات المتخصصة بشأنها باشراف وزارة الثقافة".

 

=============== ر.ي.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب