تحقيق: امينة التويني
وطنية - بلدة جبولة من اجمل المناطق اللبنانية في البقاع الشمالي،. وفرة مياهها وسحر جمالها الرباني الاخاذ، جعلها موطنا ومنبعا للشعراء، هي مقصد لهواة الصيد ومحبي الطبيعة لاحتضانها عدد كبير من الينابيع والمحميات الطبيعية كما انها نموذج للعيش المشترك.
"جبولة" كما جاءت في معجم المدن اللبنانية هي من "gabbula" اي العجان والجبال والخزاف، اما اذا كانت الباء غير مشددة اي "جبولا" فانها تكون اللفظة الآرامية العبرية اي الحد والتخم، وممكن ان يكون معناها كما فسرها العامة الجبل الصغير اي ما ارتفع من الارض.
تقع بلدة جبولة في سهل البقاع الخصيب في القسم الشمالي منه، ضمن محافظة بعلبك - الهرمل.
تطل من على هضبة صغيرة على معظم اراضيها وعلى القرى المحيطة بها، تحدها شرقا قرى: العين - النبي عثمان وجديدة الفاكهة، غربا: بلدة زبود شمالا جديدة الفاكهة وجنوبا سهل اللبوة ووادي حربتا لتبلغ مساحتها الاجمالية حوالي /7000 دونم). ترتفع عن سطح البحر حوالي /780م، تبعد عن العاصمة بيروت حوالي /120 كلم/ وعن مدينة زحلة حوالي/76كلم/ وعن مدينة بعلبك حوالي/33 كلم/.
بلدة جبولة نموذج للعيش المشترك، تميزت بتعدادها الطائفي والمذهبي، يعيش الجميع بسلام وطمأنينة رغم الاحداث التي مر بها لبنان خلال الحرب الاهلية.
من اهم عائلات البلدة: غضبان- خليل- الحولي- جعفر- كردية- مسلماني- دربلي- حمود- الفياض- ياسين الشيخ علي- سرور- دندش- علي احمد- سيف الدين - دبوس ومطر .
يبلغ عدد سكانها حوالي /3 الاف نسمة/ بين المقيمين والمهاجرين الى بلاد الاغتراب والنازحين الى المدن، ضمن الهجرة الداخلية، عدد الناخبين حوالي (800 ناخب).
تشتهر بلدة جبولة بكثرة الينابيع اذ انها تقع على خزان من المياه الجوفية بحيث يتراوح عمق المياه الجوفية فيها بين مترين واثني عشر مترا. يمر في جبولة البجاجة عدة روافد من نبع اللبوة وهي سواق للري، اهمها ساقية البجاجة- الدير- جبولة وساقية تل صبوبا.
اما أهم الينابيع الطبيعية فهي: نبع عين ام رعد، تل صبوبا، الفرفور، الزاوية، تلة الدير، سلطانة، دوار الساحرية، البجاجة وعين الطاحونة التي تضم من 5 الى عشرة عيون.
كثرة العيون وخصوبة تربتها جعل من جبولة بلدة زراعية بامتياز. من اهم محاصيلها الاشجار المثمرة مثل الكرز، الزيتون، التفاح، الخوخ، والدراق على انواعه، والحبوب كالقمح والشعير والذرة وزراعة الدخان والبقوليات، ومؤخرا زراعة نبتة اليانسون وبكميات كبيرة حيث حلت مكان الزراعات البديلة.
في البلدة مركز متطور للابحاث للشتول والنصب (المركز الايطالي) وهو تابع لوزارة الزراعة وكاريتا.
تميزت بلدة جبولة بجمال طبيعتها وسحر مناظرها الخلابة ونسيمها العليل وهدوئها، فهي تعتبر منتزها مجانيا يقصده الناس من القرى المجاورة والمدن للاستجمام وممارسة هواية الصيد هربا من صخب وضجيج المدن، فيها عدد من المنتزهات اضافة الى محميتين طبيعيتين هما حرش دير مار روفاس وحرش دير جبولة.
العمود الفقري للبلدة يعتمد على الزراعة بالدرجة الاولى، اضافة الى بعض الوظائف، كما تتميز بعدد كبير من اصحاب الشهادات العلمية العليا في مختلف الاختصاصات تبوأ عدد منهم في مناصب عدة ولا سيما في مجال الفكر، السياسة، الطب والشعر كالشاعر الراحل احمد يونس خليل والشاعر فؤاد ابراهيم الغضبان.
آثارها
من خلال البحث الميداني لبلدة جبولة، يتبين ان ليس هناك من آثار تذكر باستثناء طاحونة أثرية قديمة ذات قنطرتين تعود من حيث الشكل الى العهد الروماني كانت تستعمل لطحن الحبوب وتتغذى من مياه نهر الفرفور ( وهو فرع من نهر العاصي- اللبوة) وهي اول طاحونة في المنطقة وما زالت موجودة حتى وقتنا الحاضر لكنها بحاجة الى تأهيل.
مقاماتها الدينية
تضم بلدة جبولة مقامات دينية عدة منها دير مار رومانس- دير راهبات سيدة الخدمة الصالحة للروم الكاثوليك وكنيسة ومزار ديني. تعاقب على رئاسة الكنيسة والدير رجال دين، منهم الراحل المطران يوسف المعلوف والمطران غريليوس سليم بسترس والمطران الحالي الياس رحال. في البلدة ايضا ثلاثة جوامع وثلاث حسينيات.
مؤسسات البلدة
في البلدة مدرستان، مدرسة راهبات سيدة الخدمة الصالحة للروم الكاثوليك وهي شبه مجانية واخرى رسمية. وتعتبر مدرسة الراهبات من اهم واول المدارس في المنطقة، اذ تضم حوالي 600 طالب حولي 120 طالب في القسم الداخلي و480 طالب في القسم الخارجي، وفيها ايضا مهنية ودار رعاية للمسنين وهما قيد الانشاء، فيها مستوصف خاص بالدير كما فيها معمل للتصنيع الغذائي مثل المربيات وغيرها.
المجلس البلدي
انشىء اول مجلس بلدي في بلدة جبولة في العام 1998، يتألف من تسعة اعضاء كما فيها مختار واحد.
رئيس البلدية الحالي ابراهيم الغضبان، لخص انجازات المجلس منذ تأسيسه: انارة الشوارع الرئيسية والفرعية، توسيع طرقات، انشاء شبكة مياه للري ضمن نطاق البلدية، محطة تكرير للصرف الصحي، المساهمة في بناء معمل كونسروة للتصنيع الغذائي، دورات ترفيهية وتثقيفية لطلاب المدارس، برك لتجميع المياه، حملة تشجير للبلدة، المساهمة في مساعدة الطلاب بمبالغ مادية رمزية وخاصة طلاب الجامعات، اضافة الى العمل البيئي من رفع النفايات ورش مبيدات وغيرها .
اما الخطط المستقبلية التي سيقوم بها المجلس البلدي فهي كثيرة، منها اعادة تاهيل الطرقات الرئيسية والفرعية، انشاء طرق زراعية، تقديم دراسة حول عمل الصرف الصحي، انشاء مركز للنشاطات الرياضية والثقافية، اعادة تاهيل شبكة الري ومياه الشفة، معالجة النفايات وانشاء فرص عمل وذلك من خلال اعادة تشغيل معمل الكونسروة الموجود فيها، بحيث يؤمن فرص عمل لحوالي 300 شخص وخصوصا العنصر النسائي.
=========== ن.م