تحقيق امينة التويني
كفردبش قرية بقاعية هادئة، اشتهرت منذ القدم بعنبها وزيتونها المميز، تحتوي معاصر اثرية حفرت في الصخر، الزراعة عامود اقتصادها، غنية بالينابيع والعيون وتحتضن مقامات دينية عدة.
اصل التسمية وموقعها
كفردبش تعني قرية العسل والدبس، كما جاء في معجم اسماء المدن والقرى اللبنانية، او هي على الاغلب كلمة سريانية مركبة من كلمتين "كفر" تعني المزرعة او القرية، و"دبش" تعني الدبس فيكون اسم البلدة "قرية الدبس". وممكن ان تكون سميت بهذا الاسم لان معظم بيوتها كانت مبنية من "الدبش" اي الحجر غير المهندس.
والقرية تقع على رابية في سهل البقاع الخصيب في القسم الاوسط منه غربي بعلبك. يمر فيها طريق عام يربط بيت شاما - شمسطار حتى بلدة دير الاحمر.
وهي تبعد عن العاصمة بيروت حوالى 75كلم، وعن مدينة زحلة حوالى 18 كلم وعن مدينة بعلبك حوالى 24 كلم، وترتفع عن سطح البحر حوالى 1100م. يحدها من الشرق نهر الليطاني حيث يفصلها عن بلدة حوش النبي، من الغرب بلدة شمسطار، من الشمال بلدتي طاريا وشمسطار، من الجنوب بلدتي بيت شاما والعقيدية. لتبلغ مساحتها الاجمالية حوالى 508 هكتار.
عائلاتها
سكن البلدة قديما بعض العائلات المسيحية واخرها آل المعلوف، وحاليا يوجد فيها بعض العائلات الاسلامية وهي الجباوي، النجار، الازور، سماحة، حمية والقويق.
يبلغ عدد سكانها المقيمين حوالى 2000 نسمة، اضافة الى المهاجرين الى بلاد الاغتراب والمدن اللبنانية ضمن الهجرة الداخلية. هذا وتميزت بلدة كفردبش عن غيرها من القرى المجاورة، بوجود عدد كبير من اصحاب الشهادات العلمية العليا.
آثارها
يعود تاريخ بلدة كفردبش الى العهدين الاغريقي والروماني ويستدل على ذلك من خلال وجود المغاور التي تحوي مقابر في اجران صخرية تعود الى تلك الديانات القديمة، وفيها ايضا عدد من معاصر العنب والزيتون المحفورة في الصخر، اضافة الى القنطرة المبنية من حجارة قديمة فوق نبع عين الضيعة.
مقاماتها الدينية
يوجد في البلدة عدد من المقامات من ابرزها: مقام النبي "الخضر" والذي يقصده العديد من الزائرين من مختلف المناطق اللبنانية. مقام النبي "العجمي" ومقام النبي "ناصر". اضافة الى عدد من المساجد والحسينيات التي تتوزع على احياء البلدة.
وتشتهر البلدة بالينابيع والعيون، ويمر على حدودها الشرقية نهر الليطاني ويتغذى من نبع حوش باي. اما الينابيع الموجودة هي: عين الضيعة، عين الحرف، عين الدم، عين الصغيرة، عين الطيونة وعين ام خليل.
زراعتها
تشكل الزراعة العمود الفقري لاقتصاد البلدة فغنى التربة وتنوعها بين الحمراء الصلصالية والبيضاء الكلسية جعلها بلدة زراعية بامتياز. اذ تنتج اراضيها منذ القدم افضل انواع الكرمة والزيتون، اضافة الى زراعة الاشجار المثمرة مثل الكرز، المشمش، التفاح، اللوز، الجوز والخضار على انواعها والحبوب مثل القمح والعدس وغيره. ومؤخرا اشتهرت بالزراعة الشتوية والتي تعتمد على البيوت البلاستيكية وبأعداد كبيرة.
المجلس البلدي
وبلدة كفردبش تتبع اداريا بلدية شمسطار الموحدة، غربي بعلبك، والتي تضم عددا من القرى ضمن نطاقها البلدي ويمثل البلدة عضو بلدي لدى مجلس هذه البلدية، كما فيها مجلس اختياري مؤلف من المختار وعضوين.
تقوم بلدية شمسطار ببعض الاشغال في البلدة محاولة انماءها ورعاية شؤون الاهالي خدماتيا من خلال العمل الدؤوب محاولين تطوير واقع البلدة ودفعها الى الامام على مختلف الصعد.
ومن انجازات المجلس البلدي: تزفيت الطرق، بناء جدران دعم، تشجير الطريق الرئيسي للبلدة، اعمال النظافة اليومية وتأمين مياه الشرب للسكان.
اما الخطط المستقبلية فهي التخطيط لانشاء شبكة صرف صحي، حفر بئر ارتوازي، توسيع الطرق عند المنعطفات، بناء وتجهيز وتحسين مستديرات الطرق خاصة على الطريق الرئيسي.
اما العمود الفقري لاقتصاد البلدة، فيعتمد بالدرجة الاولى على الزراعة وبعض التجارات وعلى القطاع العام من وظائف متعددة معلمين، جيش، قوى امن داخلي، اطباء، مهندسين، اضافة الى اموال المغتربين.
ويوجد في البلدة مصنع للبلاستيك ومعمل لاحجار الباطون وبعض المزارع لتربية الدواجن والمواشي.