الأربعاء 30 تشرين الأول 2024

08:14 am

الزوار:
متصل:

"عيون السمك" من أجمل المناطق اللبنانية في الشمال جبالها وسهلها الفسيح وشلالتها لوحة فنية وتنتظر اعلانها محمية

 

 
 
تحقيق عبير شاكر
 
 
كل إنسان على وجه الأرض بحاجة الى تأمل جمال الطبيعة لكي يروح عن نفسه من أعباء العمل وضغوطات حياته اليومية كذلك عند نفاذ الصبر بسبب الظروف الأليمة التي تحيط به، وأول ما يلجأ اليه هو أحضان الطبيعة الفتانة والأماكن التي تحوي الجمال الرباني والمناظر الخلابة المرسومة بكل دقة وعظمة، فما بالك إن وجدت بلدة تمتاز بهذا الجمال في كل نواحيه هي بلدة "عيون السمك".
 
 
 
 
 
ما ان تطأ قدماك أرض "عيون السمك" حتى تسافر في عالم الخيال والحلم، ويشرد ذهنك بين جبالها الشامخة، وعلى سهلها الفسيح ومروجها الخضراء الممتدة بأعشابها الناضرة، والمزينة بالورود والزهور ذات الألوان الرائعة والروائح الزكية التي تبهج الروح بالنفحات الشذية، فترى الطبيعة مرتدية أجمل حللها لتزين تلك اللوحة الفنية المرسومة بإقتدار، ثم تسمع صوت غدير يجري لتدهش بمنظر الجداول التي تنزل من شلالات إرتكزت على تلال خضراء، فيسير هذا النهر بين السواقي ويخط سيله على هضبة ليصل الى بحيرة تبدو للناظر إليها، خصوصا مع شروق الشمس وكأنها عقد من اللؤلؤ الأبيض البراق يشع نورا، مشاهد تبهج الأنظار وتبعث في القلب السرور والبهجة.
 
 
 
 
 
بلدة عيون السمك تعتبر من أجمل المناطق اللبنانية الشمالية، تتميز بمواصفات بيئية وسياحية عالية، إستمدت إسمها من شكل نبعي الماء فيها اللذين يأخذان شكل عيني سمكة، وهي تشكل نقطة إلتقاء بين قضائي المنية - الضنية وعكار، فهي تتبع جغرافيا الريحانية في المنية - الضنية وإداريا بلدة سفينة القيطع في عكار. يبلغ عدد سكانها حوالى 1050 نسمة، تتميز بكثرة ينابيعها وبالأنهار الجارية وشلالات المياه الجميلة المتدفقة من أعلى القمم، والمناظر الطبيعية الخلابة في أرجائها، وعلى رأسها بحيرة "عيون السمك" التي تبلغ مساحتها 50 ألف متر، حيث تصب مياه نبع السكر المتدفق من أعالي جرود الضنية نحو وادي "عيون السمك" في البحيرة، ومنها تجري المياه لتتحد مع روافد نهر البارد.
 
 
 
 
 
لم تستثمر الدولة اللبنانية بحيرة "عيون السمك" الطبيعية إلا بإنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية فقد انشأت إحدى الشركات منتصف الخمسينات من القرن الماضي محطة لتوليد الطاقة الكهربائية وبحيرة بطول 1200 مترا" وعرض يترواح بين 120 و 300 متر من أجل إنتاج طاقة تصل في وقت الذروة إلى 35 ميغاوات، لكنها في هذه الأيام لا تصل إلى 7 ميغاوات.
 
 
 
 
 
 
 
ومما لا شك فيه أن هذه المنطقة الشمالية نظرا لجمالها الطبيعي ومناظرها الخلابة ومياهها النقية أصبحت مقصدا للمتنزهين والسياح، وقد صور العديد من الفنانين أفلام "فيديو كليب" في ربوعها وعند شلالاتها، منهم مايز البياع، عمر الصعيدي، تامر حسني والفنانة نانسي عجرم.
 
 
 
 
 
 
 
يعيش أبناء البلدة حياة ريفية بحتة، فهم يعتمدون على زراعة اللوز والزيتون والدراق والحمضيات وصناعة المربى وماء الزهر، وفي الآونة الأخيرة أنشأت على ضفافها المنتزهات والمطاعم والمقاهي، ما أدى الى زيادة الإستثمار فيها.
 
لكن بلدة "عيون السمك" وللأسف أخذت نصيبها من الإهمال والتقصير المتراكمين فيها منذ سنوات طوال، والسياسة لم تمد يد العون لها حتى تنمو وتزدهر، مثلها مثل مناطق شمالية عدة لا تزال بعيدة عن عين الدولة اللبنانية وسمعها رغم إحتوائها خيرات وثروات طبيعية تستحق الإهتمام، فهي تعاني من مشكلة البنى التحتية، بحيث أن الطريق المؤدية إليها ضيقة ومحفوفة بالمخاطر ولا تكاد تتسع لسيارتين، ويأمل أهالي البلدة أن تستحق المنطقة كامل حقوقها عبر تحسين وضعها وإبرازها على الخريطة السياحية في لبنان، ويناشدون الدولة توسيع الطرق وترميم وتأهيل البنى التحتية فيها وعدم إهمالها وتجاهلها، مطالبين بإعتمادها محمية سياحية.
 
 
 
 
الخير
واعتبر النائب كاظم الخير ان مشروع عيون السمك من أهم المشاريع في المنطقة، وهو حلمه منذ الصغر، يمتاز بجمال رباني طبيعي ،ونادر بشكل جميل ورائع جدا" ،وقد أكد الخير على سعيه جاهدا" لتحسين هذه البلدة التي يعتبرها من أجمل المناطق في لبنان ، بحيث يجب إعتمادها محمية سياحية وطبيعية، تكون قبلة للسياح من المنطقة وخارجها، الأمر الذي ينعكس إيجابا" على الجميع، خاصة" إذا أنشىء فيها مركزا" سياحيا" عالميا" ،يكون بمثابة مشروع إنمائي سياحي للمنطقة يؤمن الإستثمارات ويخلق فرص العمل ،مما يحرك عجلة المنطقة إقتصاديا" وسياحيا" وتجاريا" .
ووجه الخير نداء الى الطلاب الجامعيين عموما" وأبناء المنطقة خصوصا" لتسليط الضوء على هذا المعلم السياحي الطبيعي ، عبر تنظيم رحلات ترفيهية إليه .
كما دعا الى إيلاء البلدة إهتمام الحكومة اللبنانية ، وأن تنال نصيبها من قبل الوزارات المختصة،ولا سيما وزارتي السياحة والبيئة، والعمل على توسيع طرقاتها وترميم وتأهيل البتى التحتية فيها، وعدم إهمالها ، كما بقية المرافق السياحية في المنية والضنية والمناطق الأخرى المحرومة .
 
 
 
 
 
طليس
يرى عميد مؤسسة طليس الإنمائية علي طليس، أحد أبناء بلدة "عيون السمك"، أن "هذه المنطقة بحاجة إلى عدة تحسينات في بناها التحية وتوسيع طرقاتها، ولا تزال تنتظر وضعها على خارطة السياحة، وإعلانها محمية طبيعية ومنطقة سياحية، لتأخذ حقها وتصبح المنطقة الأجمل في لبنان ،فالإستفادة من توسيع رقعة المساحات الجمالية الملموسة على أرض بلدة عيون السمك مسألة تحتاج إلى مواظبة على العناية من أجل أن يبقى كل شيء جميل جدا".
 
أضاف "المنطقة تمتاز بمساحات واسعة من السنديان والصنوبر وبحيرة رائعة ومحطة لتوليد الكهرباء، لكنها تعاني من الإهمال جغرافيا، فهي تقع في قضاءين ولا يوجد فيها لا مختار ولا بلدية، ونفوس الأهالي يتبع عكار والقسم الأكبر من القرية يتبع المنية والضنية. لذلك طلبنا من الجهات الرسمية ومن وزارة الداخلية، مرارا وتكرارا إنشاء بلدية لهذه القرية لتحسين وضعها وجلب الإستثمار إليها وتنظيمها ولكن ما من مجيب".
 
وتمنى طليس على المحافظ وأجهزة الدولة الرسمية "حماية المنطقة والإعتناء بها وتحويلها إلى محمية وهذا أقل الواجب".
 
 
 
 
 
قره
أما رئيس بلدية قرية بطرماز مصطفى قره فأشار الى أن "عيون السمك" لم تكن معروفة بالنسبة لأهل المنطقة إلا كونها بحيرة تقع في منطقة الضنية من الصعب الوصول إليها نظرا إلى عدم وجود طرق معبدة تصل البلدات المجاورة لها، ومنذ سنوات عمل بعض الأهالي الذين يملكون أراض مزروعة بالزيتون إلى شق طريق على حسابهم الخاص، فصار بالإمكان الوصول إلى البحيرة سيرا على الأقدام. 
 
ولفت قره إلى أن "عيون السمك" تابعة لوزارة الطاقة والمياه اللبنانية، بعدما أنشئت عليها محطة لتوليد الكهرباء، وأعلن أن البلدية غير قادرة على القيام بمهمة تطوير المنطقة سياحيا وتنمويا، بينما لم تقدم الدولة اللبنانية أي مشاريع من شأنها إحيائها، ولا سيما أن البلدية غير قادرة على الإيفاء بالمهمة بمفردها نظرا إلى المسؤوليات الملقاة على عاتقها في ما يتعلق بتعبيد الطرق الداخلية في قرى القضاء".
إذا" كل ما في بلدة " عيون السمك" ، من جبال ووديان وسهول و براري وبحيرة يمكن أن يؤسر الأنظار بجمالها، ويدفع كل واحد منا الى زيارتها و التمتع بجماليات المناظر الطبيع

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب