تحقيق فاديا دعبول
في قلب الطبيعة تسكن بلدة اجدعبرين الكورانية، وعلى الصخور الصامدة تشمخ، وبين اشجار الزيتون تغفو، وعلى ضفاف ينابيع مائية تتغنج، وبأعماق التاريخ وأمجاده تتغلغل فتجذب الزائر اليها بمحبة وتودعه بالاشواق.
الاسم
يعود اسم اجدعبرين الى اصل سرياني مستمد من كلمة "جد" التي تعني الارض النصيب نسبة الى الاله" جاد" السامي اله الحظ والنصيب، وكلمة عبرين تعني القناة او الجهة الاخرى. ومعنى اسم اجدعبرين ارض نصيب الساكنين في الجهة الاخرى.
مساحتها
تبلغ مساحة اجدعبرين مليونين و700 و50 مترا مربعا اضافة الى مساحة تقدرب 400 الف م2 مشاع وهي غنية بأحراجها التي تعد ثروة طبيعية عذراء.
موقعها
ترتفع اجدعبرين 350 مترا عن سطح البحر، وهي تبعد عن مدينة طرابلس 35 كلم، وعن مدينة بيروت 65 كلم، وعن بلدة كفرحزير 7 كلم.
آثارها
في البلدة آثار تاريخية قديمة تتجلى في المغاور والاديرة والنواويس، ولم يجر بعد التنقيب عليها وكشف معالمها التراثية. الا ان المجلس البلدي يبدي اهتماما بالغا بالامر وفي مرحلة قريبة سيعمل على الاستعانة بخبراء في علم الآثار للكشف عنها، ولا سيما كنيسة مارغالة الاثرية التي تعود الى مئات السنين.
عائلاتها
اهم عائلات اجدعبرين: شلق، البايع، العلي، الزهر، سمعان، عدرا، ماضي، قاسم، ملحم وغيرهم. برزت فيها شخصيات وطنية وأدبية وعلمية ومهنية في لبنان والمهجر ومنهم الوزير الراحل حسن شلق ومأمور نفوس الكورة الحالي حليم سمعان.
ينابيعها
في اجدعبرين نبعان للمياه يغذيان المنطقة: الاول يغذي اجدعبرين وكفريا وبدنايل وراسنحاش وكلباتا وبتعبورة وحاليا كفتون، والثاني الموجود عقاريا على الحدود بين اجدعبرين وبتعبورة يغذي بلدات كفرحاتا- بتعبورة- كفتون.
العيش المشترك
واذ تشكل اجدعبرين نموذجا للعيش المشترك بين ابنائها بشطريها المسيحي والاسلامي، "تدخل احياءها مسلما لتخرج مسيحيا"، كما يقول رئيس مجلسها البلدي عبدالله محمد العلي مازحا، عندما قرر تنظيم السير داخل البلدة. اذ تحكم الصدفة، لضيق الطرقات الداخلية، الدخول من امام الجامع والخروج من عند كنيسة مار شربل.
القصر البلدي
في الجهة الشرقية المقابلة للبلدة يرتفع القصرالبلدي الذي يعتبر من اهم الانجازات التي قام بها المجلس البلدي في اجدعبرين، حيث باشر الرئيس العلي منذ استلامه مهامه اثر انتخابات 2010، وبسرعة قصوى، من الحصول على رخصة بالبناء واعتمادات مالية من مشاريع التنمية بفضل الدعم الكبير الذي قدمه له اتحاد بلديات الكورة.
ويتضمن المبنى البلدي في الطابق الاول مكاتب وقاعة اجتماعات، وفي الطابق السفلي قاعة مفتوحة للاحتفالات والنشاطات المتفرقة، وسيعلن قريبا عن موعد تدشينه رسميا.
رئيس البلدية
تحدث رئيس المجلس البلدي عن أهم الانجازات البلدية التي تحققت، اضافة الى المبنى البلدي، تأهيل وسط البلدة وبناء جدران دعم، وشق طريق باتجاه مار غالا- كفرحاتا بطول كيلومتر وغيرها..
ولفت الى ان هناك مشاريع مستقبلية يسعى المجلس لتحقيقها واهمها "انشاء حديقة عامة في الساحة الخارجية للقصر، تأهيل الملعب الرياضي، توحيد الوان المباني في الاحياء، تأهيل طريق من المدخل الشرقي للبلدة باتجاه كلباتا، والكشف عن تاريخ الاثار الموجودة في البلدة ولا سيما منها المغاور الثلاث التي يعتقد ان المسيحيين كانوا يعيشون فيها زمن الاضطهاد".
وتمنى العلي على المعنيين "الالتفات الى مشاكل البلدة والعمل على حلها من جهة تأمين المياه الى الاحياء الواقعة عند اطرافها، واضافة محولين للكهرباء اليها، وفتح المجال امام شبابها للعمل في مختلف قطاعات الدولة في ظل الازمة الاقتصادية الراهنة التي تضيق فيها فرص العمل وتكثر امامها البطالة والهجرة".
نائب الرئيس
بمساعي من نائب رئيس البلدية الشيخ جورج البايع بمساعي تم شق طريق كلباتا - اجدعبرين عام 1996، قبل استحداث المجالس البلدية، بطول 2800 م2 وبمساعدة من كاريتاس، ورجل الاعمال المهندس جون مفرج، والرئيس نجيب ميقاتي الذي كان وزيرا للاشغال العامة والنقل يومذاك وقد اهتم بتزفيتها الى جانب وزارة الشؤون الاجتماعية، لما لهذه الطريق العام من اهمية.
وتمكن في العام 2007 من شراء عقار لصالح البلدية بمساحة 1970م2 بواسطة اعتمادات مالية من الصندوق البلدي للتنمية بلغت قيمتها 36 مليون ل.ل. ودفعة ثانية بقيمة 36 مليون، خصص قسم منها لانشاء الحديقة العامة وقسم آخر لبناء جدران باحجار مكردسة على الطرقات.
وتساءل البايع "عن مصير الطلب المقدم الى وزارة الاشغال العامة والنقل لتأهيل طريق كلباتا وصولا الى سيدة مار غالا"، مؤكدا انه "رغم المراجعات الحثيثة التي يقوم بها الا ان الاشغال لم تنفذ رغم تلزيم الاعمال، دون معرفة السبب".
وشدد البايع على "حاجة البلدة للكثير من المشاريع الانمائية حيث تفتقر مداخلها ومخارجها الى تأهيل طرقاتها من قبل وزارة الاشغال والعامة، كما يحتاج طريق الينابيع الى تعبيد لاهميته الحيوية لدى الاهالي"، معربا عن أسفه لتراجع نسبة الاستثمارالى خمسة في المئة في المنطقة المشرفة على نهر الجوز الفاصل بين الكورة والبترون، واصدار مرسوم اعتمادها منطقة زراعية مباشرة بعد تنفيذ المشروع الاخضر شق طريق فيها، لعدم توفر مناطق اخرى في البلدة صالحة للبناء من جهة ولغلاء اسعار الاراضي من جهة اخرى".
ولفت الى "أهمية الاثار في البلدة ومنها كنيسة مار غالا التي يفوق عمرها 800 سنة ومديرية الاثار غافلة عنها ولم تكشف عن اهميتها التاريخية".
المختار
علاقات المختار ياسر سعد الزهر الاجتماعية الممتازة بالاهالي كانت السبب الاول لفوزه في الانتخابات الاختيارية الاخيرة، والثقة الكبيرة التي وضعها فيه ابناء اجدعبرين حثته اكثر الى خدمتهم بمحبة واندفاع دون مقابل. وهو يؤكد انه "مع الناس وللناس".
عدد اهالي بلدة يبلغ 1400 نسمة، منهم 800 مسجلين على لوائح الشطب، وينتخب منهم فقط 600، ويقول مختار البلدة انهم "كسائر ابناء الكورة يهتمون باعمالهم وعائلاتهم ويتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية رغم ان الحياة تبدلت عن السابق. ويبقى انهم يتمتعون بروح رياضية ومحبة وألفة، وبعد كل استحقاق انتخابي ينسى الجميع مجريات الانتخابات وتعود اللحمة بينهم ولا يبقى من ذيول لها.
© NNA 2012 All rights reserved