تحقيق فاديا دعبول
بلدة بدبا الكورانية الوادعة في احضان بطرام وبترومين وعابا، الصغيرة بمساحتها والكبيرة بأهلها في الوطن والمهجر، تتألق عزة وشموخا بنخوة ابنائها واصالتهم وطوقهم للعلم والمعرفة.
تنقسم القرية جغرافيا الى بلدتين: بدبا القديمة ذات البيوت المهجورة التي تكاد تتهاوى لقدم عهدها وهجر اصحابها لها بداعي السفر، وبدبا الحديثة ذات الهندسة المعمارية المميزة والانيقة حيث تنتشر الفيلات والقصور على مد العين والنظر.
الجديد في بدبا هو دير الشفيعة الحارة الذي شيد بمبادرات محلية معتمدا على مساعدة الخيرين في البلدة، وقد بات مقصدا لكل سائح لعظمة بنائه وجمالية الجداريات التي تزينه، اضافة الى الصلوات الملكوتية التي تقام فيه في جميع المناسبات الدينية والتي يتراسها الارشمندريت كاسيانوس عيناتي.
الاسم
يرجع الباحثون أصل التسمية إلى السريانية، وهي مركبة من جزئين: "بيت" تعني مكان و"دبا" تعني الدب، ليصبح المعنى "مأوى الدب".
الموقع
تقع بدبا في قضاء الكورة في محافظة الشمال على ارتفاع 275م عن سطح البحر. تبعد عن العاصمة بيروت 72 كم وتبعد عن مركز المحافظة في طرابلس 11 كم. وتمتد على مساحة 187 هكتارا. ويمكن الوصول إليها عبر طرق مختلفة: أميون - بشمزين - بطرام أو ضهر العين - بتوراتيج أو بترومين.
السكان
يقدر عدد السكان المسجلين في سجلات الأحوال الشخصية العائدة للبلدة بنحو 1,200 نسمة، وينتمون بغالبيتهم الساحقة إلى المذهب الأرثوذكسي (81.5) وأقلية إلى المذهب الماروني (11%). ويوجد في البلدة حوالي 80 منزلا سكنيا ومحلان تجاريان صغيران.
الناخبون
يبلغ عدد الناخبين 859 ناخبا ويتوزعون على العائلات التالية: خوري، سعاده، نعمة، ضاهر، شيخاني، أرمش، جبور، موسى، بركات، جريح، أبو صعب، سليمان، حاج، نصار، إبراهيم، شكور، يوسف، فياض، قرمش، يعقوب، طنوس، عيناتي، غازي، رزوق، ميك، جرجس، درخاشادوريان، علاوي، طراف، بستاني، ساسين، سليمان .
المؤسسات التربوية
لا توجد مدرسة رسمية أو خاصة بعدما أغلقت المدرسة الرسمية منذ سنوات عدة. ويتوجه طلاب البلدة إلى مدارس البلدات المجاورة، ولا سيما بطرام وبترومين.
النشاطات الاقتصادية
يعتمد السكان في معيشتهم على الزراعة، ولا سيما زراعة الزيتون واللوز والعنب والتين. كما يشكل الاغتراب في أفريقيا والخليج مصدرا مهما للدخل.
المعالم الأثرية
يفتخر أهل البلدة بالآثار المكتشفة في أرضها من أبنية قديمة ومغارات ونواويس منقوشة في الصخور، والتي يعود تاريخها إلى العصر الفينيقي. وفي البلدة أيضا آثار صليبية تدل على تاريخها المتنوع.
السلطات المحلية
أنشئت في بدبا بلدية بموجب القرار رقم 818 تاريخ 30 كانون الأول 2003، وهي تتألف من 9 أعضاء. يرأس المجلس البلدي ظافر الخوري، كما يوجد في البلدة مختارة هي ليلى جرجس ابي جودة ومجلس اختياري.
الخوري
رئيس البلدية يسعى جاهدا بدافع المسؤولية لاستملاك قطعة ارض يبني عليها القصر البلدي في البلدة، وملعبا رياضيا يكون على المستوى المطلوب لتنمية الروح الرياضية وتشجيع الجيل الصاعد على النشاطات المفيدة لهم بدنيا وفكريا. وقد استعرض المعوقات التي تقف امام تحقيق ذلك واهمها "ضيق مساحة الساحة العامة في البلدة لبناء القصر البلدي بجانبها، ارتفاع ثمن الاراضي، عدم توفر مكان بديل مناسب". وكان قد عرض على مالك المبنى المستخدم حاليا مركزا للبلدية استملاكه الا انه رفض ذلك، لتمسكه كما جميع الاهالي باملاكهم وارزاقهم.
عدد الخوري اهم انجازات المجلس البلدي وهي بناء جدران دعم وبناء حيطان باحجار مكردسة على طول الخط الرئيسي وصولا الى عابا، وتزفيت بعض الطرقات الداخلية، واقامة قناة مقفلة لمياه الشتاء كي لا تنساب على الطرقات، بناء مدخل يصل كنيسة القديس جاورجيوس بالقاعة العامة، اقامة حواجز باطون عند ساحة البلدة لتنظيم مرور السيارات وحماية اولاد البلدة الذين يتخذون الساحة ملعبا لهم، الاحتفال سنويا بعشاء قروي يشارك فيه كل ابناء البلدة في المناسبات الدينية الرئيسية ومشاريع اخرى متعددة ..
ولفت الى "ان البلدية كانت بصدد مشروع تزفيت طريق بترومين - بدبا الذي اختفى وهو من ضمن مشاريع غب الطلب"، وقال: "بعد المراجعات وردنا وعد بتزفيته في خلال هذا العام، وكان اتحاد البلديات قد قام مشكورا ببعض اعمال الصيانة له الا انها غير كافية وغير ناجعة".
وأكد انه "في حال لم تف وزارة الاشغال بوعدها سوف نقوم بتنفيذ اعمال التزفيت على حساب البلدية، نظرا لاهمية الطريق الذي يعبره يوميا الكثير من المواطنين خصوصا باصات المدارس المجاورة للبلدة".
وشدد على "ان البلدة بحاجة للكثير من المشاريع الانمائية، ولم يستطع المجلس البلدي سابقا من تنفيذ الاعمال الملحة نظرا لانعدام السيولة المالية"، وقال: "بعد حصولنا على مشاريع انشائية بامكاننا انجاز ما تقدمنا به من مشاريع او اقتراح مشاريع اخرى، الا ان المشروع الاهم اليوم يبقى في بناء القصر البلدي والملعب الرياضي".
وأشار الخوري الى "ان المجلس البلدي قد ارسل عدة مراسلات الى المغتربين من ابناء البلدة للمساعدة في تنفيذ المشاريع الملحة للبلدة والضرورية، وما زلنا بانتظار الردود التي قد تصل خلال الصيف مع بداية موسم عودة المغتربين". وتمنى على الدولة "مساعدة البلديات عبر زيادة نسبة مستحقاتها من الصندوق البلدي المستقل، وقبض المبالغ البلدية لدى استحقاقها كي تتمكن كل بلدية من القيام بالمشاريع الملحة لها".
© NNA 2012 All rights reserved