تحقيق غرازييلا سابا
بزيزا بلدة تقع على تلة في الطرف الجنوبي الشرقي من قضاء الكورة في موقع دفاعي في لحف الجبل جعل منها مركزا للاستقرار البشري منذ ما يزيد على الفي سنة، ويساعد في ذلك وجود المياه الصالحة للشرب والري مثل عين مار شليطا وعين الحاشية والنهر.
اسمها
كلمة بزيزا لها معان كثيرة، أتى على ذكرها الكثير من المؤرخين والرحالة. البعض يقول ان بزيزا هي اسم مفعول من جزر بز ومعناه نهب وسلب اي القرية المسلوبة، اما العالم الفرنسي آرنث رونيه الذي مر ببزيزا في القرن التاسع عشر فقد أعطى الكلمة تفسيرا وهو بيت الإله عزيز. وفي الكتاب الاخضر بزيزا هي مصغر بيت عزيزة وتعني معبد او بيت عزيز، وكان عزيزوس إلها ساميا يعبده سكان ايديس مع مونتيموس، ويقول الدكتور جورج نصر الله البرجي ان اسم بزيزا قد يحوي اسم الإله الشمس عزيزوس.
تفسيرات كثيرة اعطيت لكلمة بزيزا وآخرها ان اسمها بز الذهب لأن الأقدمين وجدوا فيها جرارا من الذهب، كما عثر الفلاحون على خواتم وقطع ذهبية في كنيسة مار الياس الحي للروم الارثوذكس. وفي المعبد الروماني في بزيزا وجدوا جرارا من الذهب في احد زوايا الدير لأن من عادة الفينيقيين الوثنيين تعبئة الذهب في الجرار.
تعلو بزيزا عن سطح البحر 430 مترا وتحميها الجبال من الشرق والجنوب والغرب، ينفتح امامها من الشمال سطح الكورة الذي يروى من نهر بزيزا. وتبعد بزيزا 5 كلم من مركز القضاء اميون و23 كلم عن طرابلس و 83 كلم عن بيروت، وتصلها من طرابلس عن طريق ضهر العين بتوراتيج عابا بصرما كفرعقا وتبلغ مساحتها 443،393،4 متر مربع.
آثارها
ما بين سنة 235 ق.م و 192 ق.م حكم روما أباطرة من اصل فينيقي عملوا هؤلاء على بناء المعابد والقصور والقلاع والهياكل والجسور وهذا ما نجده على طول الساحل اللبناني في طرابلس، اميون، داربعشتار، وفي بلاد البترون وجبيل وبيروت وصور. اما المعابد الفينيقية فنجدها في كل من بزيزا، عين عكرين وهذا يفسر غنى المنطقة بالإنتاج الزراعي. وجاءت في موسوعة طوني مفرج ان قرية بزيزا الحالية تقوم على انقاض بلدة قديمة، خربة، حار العلماء في امر سر خرابها، وقد وجد الاهالي واثناء القيام بحفريات من اجل الزراعة والبناء حجارة كانت اصلا للبنيان.
وفي بزيزا، العديد من الاثار والحفريات اظهرت بقايا ابنية وآنية من الفخار القديم واسرجة للزيت، ما يثبت ان القرية كانت مأهولة بالسكان من قديم الزمان، وعثر فيها ايضا على فوانيس صغيرة من فخار وآثار مبنى كبير مطمور على بعد 200 متر من الهيكل باتجاه البحر، وهناك آثار بناء قديم معروف بكنيسة العواميد وهيكل روماني يتميز بروعة النقوش، وفي خراج القرية عثر على دهاليز تحوي فوانيس قديمة وبقايا عظام يعتقد انها كانت مدافن ملوك الهيكل وكهنته، كما يوجد فيها جسور وطواحين وكنائس.
ولأسماء عائلات بزيزا قصة ومعان مثل الزمار والزين وسعد وشالوحي وقصاص والشعار وعبيد والعلم وعين داري وعلو والعويط وعيسى وعيد وغطاس وفرح وناصيف وجمهور.
وقد عرفت بزيزا منذ العصور الزراعة على انواعها وخصوصا الحبوب وزراعة الاشجار المثمرة مثل الكرمة والتين واللوز واشجار التوت وزراعة التبغ والخضار ثم زراعة الزيتون كذلك تربية المواشي والنحل والدواجن.
وأول صناعة عرفتها بزيزا صناعة الرغيف والبرغل واستخراج الزيت من الزيتون وحديثا انشىء فيها معمل لتكرير الزيت وصناعة الصابون وصناعة الكحول والسجائر والبلاط والخفان.
تربويا، في بزيزا مدرسة رسمية ومدارس خاصة مثل المعهد الفني ومدرسة بزيزا المارونية المجانية وفيها العديد من المجازين والدكاترة وفيها الشعراء والادباء والكتاب.
وفي بزيزا ايضا نادي القلعة الرياضي سنة 1991 - نادي شباب بزيزا الرياضي سنة 1992 - لجنة الوقف - رابطة الاخويات - جمعية الحبل بلا دنس.
وقد عرفت بزيزا اول مختار عام 1906 وهو الشيخ يوسف صليبا وشيخ صلحها الشيخ سركيس العويط، وانتخبت اول بلدية فيها عام 1967 برئاسة داود حبيب الزعيتر ونائبه محمد شحاده عيسى. وفي عام 1998 فاز قبلان العويط برئاسة البلدية وانتخب ايضا عام 2004 وكذلك عام 2009.
© NNA 2012 All rights reserved