الأربعاء 30 تشرين الأول 2024

08:16 am

الزوار:
متصل:

بطرام خضراء الكورة والانسان القديم سكن مغاورها الصخرية قديمة العهد بالعلم والثقافة وتميزت بصناعة الحرير الطبيعي والفخار

 

 
تحقيق ماغي عيسى
 
 
بطرام قرية وادعة توسطت حضن الكورة الخضراء، وتربعت هانئة وسط زيتونها المبارك، نصيبها من الماضي تراث مجيد، ومكانتها في الحاضر فخار وكمال، ولها في المستقبل بياض الامل وحلاوة الرجاء. في نفوس بنيها إجتمع العلم والإيمان، فتفوق منهم في الطب والهندسة، في الإقتصاد والفلسفة، في العلوم كافة وفي السياسة، في مجال الخدمة العامة ووظائف الدولة، أعلام وعباقرة، رجال فكر وتربية تبوأوا أعلى المراكز العالمية وأسمى المناصب الوطنية، تفوقوا في حقولهم فكانوا مثالا يحتذى به.
 
 
 
تعرف هذه البلدة بأنها خضراء الكورة، وأصل اسم بطرام كلمة سريانية معناه بيت الجبل العالي، لوجودها على تلة مرتفعة (كما جاء في كتاب "اسماء المدن والقرى لأنيس فريحة")، ولقد ورد إسم " بيت هارام" اي البيت العالي في سفر (يشوع 13: 27). ويتبين من اصل اسمها ومن بعض آثارها أنها قديمة العهد بالسكان وبالحضارات.
 
 
 
 
 
للوصول الى بطرام عليك إختراق بساتين الزيتون وكروم العنب الى إحدى التلال التي سماها الإفرنج "بالجبل الجميل"، حيث تمتد بيوت القرميد ومربعات حجرية مقنطرة تتعانق مع المساكن الحديثة، تبلغ مساحتها حوالي 17334 هكتارا، تبعد عن العاصمة بيروت 80 كلم وعن طرابلس 14 كلم.
 
 
 
 
 
عائلاتها
من عائلاتها: مالك، سالم، سرحان، ديب، سركيس، يزبك، خوري، خولي، جبور، ملكي، جبرا، سرور، الشع، علاغة، اندراوس، ساعود، عبود، مخول، داود، نعمة، نصر، كلش وطنوس.
 
عرفت بطرام تجمعات سكانية قديمة جدا بحكم موقعها - وسط الكورة - وخصب أراضيها. وفي وادي الكوة بين بطرام وفيع، مغاور صخرية قديمة وكبيرة، مما يثبت وجود إنسان ما قبل التاريخ حيث كان يأوي اليها على حسب تقدير بعض المؤرخين الذين زاروا المنطقة وعرفوا الوادي، وخاصة عندما جاءت بعثة المانية وأخرى يابانية للتنقيب هناك. 
 
 
 
 
 
وما يسمى اليوم بمزار "اشمونيت" قرب الكنيسة، لدليل آخر على قدم البلدة وعهدها بالسكان. والمزار كناية عن صخرة ضخمة حفر فيها ثماني غرف، ينزل اليها على إحدى عشرة درجة تحت الأرض، ومدخل من باب في الصخرة نفسها مربع الشكل ويطل على سطح محفور ومنقوش، وحولها سبع غرف بالصخرة نفسها أيضا من ثلاث جهات. ولقد كرس الأقدمون هذا المزار على اسم القديسة "سالموني" وأولادها السبعة ومعلمهم لعازار (كما جاء في سفر المكابيين الإصحاح السابع من الكتاب المقدس) والأيقونة موجودة في الكنيسة ومؤرخة سنة 1871 م. والأرجح ان هذا المزار يشبه الدياميس بغض النظر عن إسمه، تلك الدياميس المخفية تحت الأرض حيث كان المسيحيون الأوائل يمارسون الأسرار، ويجتمعون للصلاة وكسر الخبز بعيدا عن أنظار الرومان والمضطهدين. وهذا برهان آخر يؤكد ان بطرام مأهولة بالسكان بناة الحضارة منذ القدم.
 
 
 
 
 
كما يوجد في بطرام كنيسة كبرى قديمة العهد كتب على لوحة رخامية معلقة على إحدى جدرانها انها تعود الى سنة 1779 مسيحية. وقد كرست على اسم القديسين "قزما ودميانوس"، وهي بناء حجري ضخم (2،5 م سماكة حيطانها). هذا وفي مكتبتها تسع مخطوطات أقدمها مؤرخ سنة 1778مسيحية. 
 
أما دير سيدة الراس دير سيدة النياح، فهو يقع على صخرة كبرى على رأس تلة من تلال القرية، صغير المساحة نسبيا لكنه عريق في القدم، كما أشار المؤرخ أسد رستم ان يكون بناه الإفرنج في أحدى البعثات الصليبية عندما بنوا كنيسة دير سيدة البلمند.
 
 
 
 
 
تشتهر بطرام بنساخها منذ عام 1648 ميلادي، وبالتالي فهي قديمة العهد بالعلم، وقد عرفت في مطلع هذا القرن 1900 نهضة ثقافية وأدبية مهمة، كما تمتاز بوفرة جمعياتها ونشاطاتها حيث ساهم البعض منها بالانفاق على التعليم منذ بداية عام 1900 مع جمعية ترقية المصالح الوطنية، وثم جمعية الفتاة التي ساهمت بتعليم سيدات البلدة اللغات وذلك عام 1923، وتوالت الجمعيات التي تعنى بالتعليم، ومنها جمعية ترقية الفتاة البطرامية 1911، التي تهتم بالخدمات االاجتماعية والتربوية والصحية والاشغال اليدوية، لتتأسس بعد ذلك حركة الشبيبة الارثوذكسية والنادي الثقافي الرياضي ومجلس الرعية. 
 
 
 
 
 
اما الصناعة في بطرام فهي قديمة تعود لعام 1885، حيث كان يوجد في البلدة معملان لصناعة الحرير الطبيعي، ولا يزال عامود المدخنة حيث كانت تغلى الماء لحل الشرانق موجودا قرب العين، والمعمل الآخر لصناعة جرار الفخار والأواني الفخارية الذي انشئ عام 1941، اما اليوم فيوجد معمل حديث متطور لإنتاج المعكرونة والشعيرية والأرز المطحون، ومحمصة حديثة، وصناعات مرتبطة بالانتاج الزراعي المحلي كصناعة الزيت (4 مكابس) والصابون والعرق والنبيذ.
رئيس البلدية
ويؤكد رئيس البلدية كمال سالم أهمية المحافظة على طابع البلدة التراثي، وذلك من خلال بناء حديقة عامة في وسط البلدة تتميز بوجود الطواحين والمعصرة وجرن الكبة التقليديين والقديمين، إضافة الى إعادة ترميم وتأهيل المنازل القديمة و"الاقبية" (اي منازل العقد المقوسة) وإنارتها لإبراز المعالم الأثرية فيها، الى جانب ايلاء مداخل البلدة الثلاثة الاهتمام من خلال توسيعهم وتجميلهم بعد غرس الاشجار الصنوبرية والزهور على جوانب طرقاتهم.
 
 
 
 
 
واشار الى ان مركز البلدية اعيد تأهيله وتحديثه، كما وسعت وزفتت الطرق الزراعية التي تؤدي الى البساتين وكروم العنب والزيتون التي تحيط بالبلدة. 
 
 
© NNA 2012 All rights reserved

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب