الأربعاء 30 تشرين الأول 2024

10:25 am

الزوار:
متصل:

شعث بلدة بقاعية قديمة: الزراعة عمود اقتصادها تحتضن مقامات دينية عدة وينابيع وآثارا وهي مقصد لهواة الصيد

 

 
تحقيق امينة التويني
 
 
 
 
شعث بلدة بقاعية، عرفت منذ القدم، بينابيعها وبآثارها، وفيها مقام النبي اسماعيل وامه هاجر، ولا تزال حتى اليوم مقصدا و"مصيدا" للصيادين من مختلف المناطق اللبنانية.
 
 
 
 
الموقع الجغرافي
تقع بلدة شعث على تلة مرتفعة في القسم الشمالي من محافظة البقاع ضمن قضاء بعلبك، تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 110 كلم، وعن مركز المحافظة زحلة حوالي 60 كلم، وعن مركز القضاء بعلبك حوالي 18 كلم، وترتفع عن سطح البحر في اعلى نقطة في البقاع عند منقلب المياه بين شماله وجنوبه حوالي 1016م، وتمر في خراجها طريق بعلبك - حمص الدولية على مسافة 8 كلم شرقا، فتخترقها من "وعرة مقنة" جنوبا حتى وادي رعيان شمالا. يحدها من الشمال الغربي بلدة حربتا ومن الشمال الشرقي سهل التوفيقية (البزالية)، ويحدها من الجنوب الغربي اراضي بلدة نيحا، ومن الجنوب الشرقي بلدة مقنة،اما شرقا فتحدها بلدة يونين ومن جهة الغرب يحدها خراج بلدتي نبحا وقرحا. وهي مدخل لقرى عدة: قرحا، نبحا، قليلة، الحرفوش، القدام، الجوبانية، الرام، برقا ومراح المشمشة، لتبلغ مساحتها الاجمالية حوالي 28 الف دونم.
 
 
 
 
 
اصل التسمية
اصل التسمية كلمة سريانية ومعناها SHEATHA، او UTHA او HASA ومعناها لعبة ومكان للرياضة والنزهة وما يضحك منه، او SHUHTA ومعناها الصدأ والتفسخ والفساد. وعلى ما يبدو ان المقصود بالتفسخات هي الصخور المحيطة بها من ناحية القبع وهو من خراجها، والفساد لتربتها لعدم منفعتها، خصوصا وان المكان الاساسي لسكان البلدة قد كان في تلك الناحية حيث تظهر بشكل اغبر شبيها بالصدأ، وقد يكون اساس التسمية مشتق من كلمة سعد، بسبب طبيعتها الجغرافية الغنية وانتاجها الوافر وكثرة ينابيعها من الناحية المقابلة للقبع اي منطقة السهلات وهي ايضا من خراجها، ويمكن ان يكون اصل التسمية من شعث العربية تشعث تفرق مع تبسيط الثاء او التاء، كما في في اللغة المحكية، وقد تدل على مفرق المياه في البقاع وقد يكون التفسير الاخير هو الاصوب.
 
 
 
 
 
عائلاتها:
عرفت شعث تعددا مذهبيا لعائلاتها، ادى الى تطور العلاقات الاجتماعية بين سكانها وهذه العائلات هي: العرب، امراء بني الحرفوش، العطار، الحاج حسن منه (حرب، عاصي، خضر) شمص، العايق، عاقصة، جعفر، حفيظ، الموسوي، البرجي، زعيتر، البدوية، المصري، سيف الدين، طليس، غصن، حجولا، مسرة، حيدر. ويبلغ عدد سكانها حوالي عشرون الفا بين المقيمين والمهاجرين الى بلاد الاغتراب، والنازحين الى المدن ضمن الهجرة الداخلية، عدد الناخبين حوالي خمسة آلاف ناخب ينتخبون 15 عضوا بلديا وخمسة مخاتير.
 
احياء البلدة 
اما احياء البلدة فهي: الضهر، السويدية، رسم الحدث، السويد، عبلة، الطريق العام، النبي يوسف، تل الحصن، المرج، وادي دوبا والعيون.
 
 
 
 
 
 
 
ينابيعها
ينابيع بلدة شعث هي: اهلا، العين، العيون، وفيها عين الحجة وثمان، اضافة الى نبع عين رسم الحدث والتي كانت قديما غزيرة جدا، ما ساعد على تشغيل المطحنة المائية في ارض الغابات لطحن القمح والشعير من اجل صناعة الخبز، والتي يعود تاريخ بناءها الى حوالي 200 سنة تقريبا وقد كانت مملوكة من آل ملوك.
 
 
 
 
 
زراعتها
تشكل الزراعة العمود الفقري لاقتصاد البلدة، فخراج بلدة شعث يمتد بين سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية، اضافة الى امتلاكها سهلا واسعا يتميز بخصوبته وتنوع تربته بين الاحمر والاسود والرمادي وكثرة هضابه وتلاله التي تشكل موقعا استراتيجيا مميزا. 
 
 
 
 
 
تشتهر شعث بزراعة الحبوب كالقمح والشعير والعدس والحمص والكرسنة. اما الاشجار المثمرة فهي الكرز، المشمش، الخوخ، اللوز، الاجاص والتين والعنب، اضافة الى زراعات اخرى متنوعة لاتقل اهمية عن غيرها مثل البطاطا، الثوم، البصل، اللفت، الباذنجان، الخس، البقدونس، الفجل، السبانخ والبندورة والفريز، واضيف الى زراعاتها اخيرا الدخان.
 
 
 
 
 
ومن الاشجار غير المثمرة: الحور، السرو، الصنوبر، الصفصاف واللزاب التي تتواجد عادةامام كل بيت.
 
 
 
المجلس البلدي
عرفت البلدة اول مجلس بلدي لها عام 1963، الذي كان يتألف من عشرة اعضاء، يتوزعون على عائلات البلدة. في حين عرفت الانتخابات عام 1998 مجلسا اخرا للبلدة، بلغ عدد اعضائه 15 عضوا ولا يزال حتى تاريخه ضمن هذا العدد المذكور.
 
 
 
 
 
 
 
يعمل المجلس البلدي الحالي على توسيع وانشاء الطرقات العامة، واقام بالتعاون مع وزارة الزراعة "مركز احراج وصيد شعث"، وبالتعاون مع وزارة البيئة محمية اشجار حرجية. وسيعمل جاهدا كما هو مقرر في الخطة السنوية للعام 2012 بايلاء الناحية التربوية التنمية المطلوبة.
 
 
 
المقامات الدينية
تميزت بلدة شعث بوجود مقامات دينية عدة، فيها اضافة الى وجود مساجد وحسينيات في احيائها وهي: مقام النبي اسماعيل وامه هاجر على الحدود الفاصلة بين خراج بلدتي ريحا وشعث، مقام "النبي يوسف" الواقع في حي النبي يوسف من الجهة الجنوبية للبلدة، مقام "النبي يوشع بن نون" الواقع من الجهة الشرقية للبلدة بالقرب من نبع اهلا، مسجد حي الجامع للطائفة الشيعية، مسجد حي الضهر للطائفة السنية، اضافة الى عدد من المساجد والحسيينيات التي بنيت في السنوات الاخيرة.
 
 
 
 
 
 
 
اثارها
من خلال البحث الميداني والمشاهدة العينية لخراج بلدة شعث وبيوتها، يمكن تسجيل بعض المشاهدات التي تؤكد على قدمها. فقد تم العثور على قطع اثرية متنوعة تعود الى عصور عدة وحضارات كالفينيقية، الرومانية، العربية، كما تم الكشف عن الاقنية القديمة في ناحية السهلات من خراج بلدة شعث، والعثور على القساطل الفخارية المطمورة بعمق متر والممدودة من نبع رسم الحدث حتى تل الحصن. وقد ظهرت هذه القساطل اثر استصلاح الاراضي التي قام بها المشروع الاخضر عام 1968، اضافة الى وجود قطع اثرية في منطقة تل العين. كما تم العثور على بقايا فخاريات كالجرار الكبيرة والكؤوس الزجاجية وعلى آثار برونزية فينيقية الصنع في منطقة تل دنحا وتل الحصن ايضا، مما يعني ان البلدة قديمة قدم الآثار الموجودة فيها.
 
 
 
 
 
واخيرا، تعد شعث من البلدات الاولى التي يقصدها هواة صيد الطيور بالمئات من مختلف المناطق اللبنانية، بداية فصلي الخريف والشتاء من كل سنة، حيث تمر الطيور المهاجرة على اختلاف انواعها في سهلها الواسع واوديتها. والبرك المائية فيها تستعمل للري والصيد، حيث يبنى على جانبها "اليقلوم" وهو عبارة عن غرفة صغيرة ترابية ارتفاعها لايتجاوز 150 سم بمستوى الارض تستخدم للصيد الليلي كالبط البري كما فيها، "منتجع اكواخ السياحي" في منطقة العيون مخصص لهواة صيد الطيور.
 
 
© NNA 2012 All rights reserved

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب