الأربعاء 30 تشرين الأول 2024

10:23 am

الزوار:
متصل:

كفرحي البترونية مهد المارونية وحاضنة تاريخ الطائفة أول مقر بطريركي خصها القديس يوحنا مارون بدير على اسمه

 

 
تحقيق غسان عازار
 
 
من البلدات ما لا يمكن المرور فيها سريعا من دون التوقف مليا عند محطات مضيئة منها، جغرافيا وسياحيا ودينيا، لكثرة ما تزخر به من قيم.
كفرحي البترونية واحدة من تلك البلدات التي تحمل إرثا روحيا وطنيا وتربويا، وتعرف بأرض مارون. هي مهد المارونية، وقد خصها القديس يوحنا مارون، بإقامة دير في ربوعها الجميلة على إحدى تلالها السبع، وبناه على أنقاض بيت سكنه متعبدون يوم سيم اسقفا على البترون في العام 676، وجعل كرسيه في الدير بعد انتخابه بطريركا 685 - 707. ويعرف الدير باسم دير مار يوحنا مارون - كفرحي، وقد نقل هامة القديس مارون من العاصي الى كفرحي، وسمي الدير عندئذ "ريش موران" اي رأس مارون، واحتضن في جناح منه مدرسة هي من أولى مدارس لبنان، أسسها المطران جرمانوس تابت عام 1913، وشيدها من ثمن بستان يملكه في منطقة البوشرية باعه لافتتاحها مدرسة مجانية، وقد جمعت من كل الطوائف وفق منشور صادر عن تلميذ المدرسة المطران يوسف فريفر في 23 ايلول 1878، وجاء في البند السابع من المنشور "نقبل بمدرستنا من جميع الطوائف، ونقبل ايضا تلاميذ خارجيين لا يمتازون عن الداخلين". ومن خريجي المدرسة البطريرك الياس الحويك باني استقلال لبنان.
والمدرسة التي سطع اسمها توقفت عن الدراسة عام 1950 لتنبعث مجددا ثانوية رسمية في 29/9/1979 بطلب من الوكيل البطريركي الخور اسقف يوسف ابي صعب، ومن ابن البلدة العميد ميشال فريفر والمطران يوسف ضرغام الذي كان كاهنا، وقد حصل ذلك في عهد البطريرك مار انطونيوس بطرس خريس وبمسعى من الرئيس الراحل سليمان فرنجيه وبقرار من النائب بطرس حرب يوم كان وزيرا للتربية الوطنية. واستمرت الثانوية الرسمية لتقفل ابوابها في العام الدراسي 2010 - 2011 وسط أجواء من الحزن والالم لدى أبناء المنطقة بخاصة مع ما يراقف ذلك من تسهيل المواصلات عبر استحداث طريق واسع يعرف باتوستراد البترون - تنورين.
 
 
 
 
 
الطريق الى البلدة
والبلدة البترونية التي سلك طريقها البطاركة والاساقفة انتقالا من بكركي الى الديمان، واستراحوا في ربوعها استعدادا للانتقال ذهابا وايابا، لا يزال طريق العربات فيها منذ عهود، ويستدعي الرعاية والاهتمام، ويمتد على مسافة 4 كيلومترات من مفترق الطريق الواسع السريع المنجز ووصلة الطريق رهن التوسيع لانها لا تصلح لمرور سيارة واحدة، فكيف في الاتجاهين؟ لذا يلح طلب تحويل خط الاوتوستراد الى البلدة التي هي مهد المارونية، لعدم عزلها عن خريطة الطريق السياحية في لبنان بعدما أصبح للمنطقة طريق يصل الساحل بالجرد.
 
 
 
 
 
القديس يوحنا مارون
والقديس يوحنا مارون من مواليد سروم قرب انطاكية، قبل أن يلتحق بدير مار مارون في وادي العاصي، وكان مقره في سمار جبيل قبل أن ينتقل الى كفرحي، وقد نصبه البابا سرجيوس بطريركا عام 685 على جبل لبنان. ولما هدمت جيوش الامبراطور يوستينيانوس الثاني الملقب بالاخرم دير مار مارون في وادي العاصي، تابعت زحفها لمحاربة موارنة لبنان فتصدى لها البطريرك يوحنا مارون وهزمهم في اميون، وعندئذ سموا الموارنة "مردة"، لتمردهم على الاخرم. ويروى ان القديس يوحنا مارون دفن في كفرحي، إلا أن اصحاب الهمة في الحفر، لم يعثروا على مكان قبره.
 
 
 
القديس مارون
عاش القديس مارون في سوريا الثانية، على قمة جبل نابو، بين حلب وانطاكية حيث هناك هيكل عظيم للاله نابو، وقد حوله القديس مارون في أواخر القرن الرابع الى كنيسة. اختار القديس مارون العيش في العراء صيفا وشتاء، وكان ناسكا كاهنا. ومات إثر مرض نحو سنة 410، وحدث عراك شديد بشأن رفاته بين مجاوريه، لكن سكان البلدة حصلوا على الكنز المشتهى وأقاموا هيكلا. ويقال بحسب التقليد الماروني إن جثمان القديس مارون قد نقل الى دير مار يوحنا مارون - كفرحي عندما هاجر قسم كبير من الموارنة الى جبل لبنان طلبا للحرية.
 
 
 
 
 
موقع البلدة
تقع كفرحي في وسط البترون، وهي أثرية، زراعية وسياحية دينية. تزدان بهضاب عديدة امتدادا الى مجرى نهر الجوز شمالا ونهر وادي الغار المعروف بالمعليف جنوبا، إلا أن بيوتها منثورة على تلال سبع.
تبعد البلدة عن البترون مركز القضاء حوالى 16 كيلومترا وعن طرابلس مركز المحافظة 24 كليومترا، وعن بيروت العاصمة 65 كليومترا، إلا أنها بفعل اوتوستراد البترون - تنورين نصلها من البترون على مسافة 12 كيلومترا ضمنها الطريق الملتوية، والدعوة ملحة على توسيعها، على أمل الاستجابة.
 
تسمية البلدة
ترجع البلدة في تسميتها الى "قرية الحي"، وتعرف بحقل الحياة، والاسم بالسريانية مركب من kafar haya. الاول kafar، ويعني ضيعة أو قرية، والثاني hayya ويعني الحي، أي العائش والعاشق والصافي.
 
سكان الدير
أقام في دير مار يوحنا مارون، بعد القديس يوحنا مارون، القديس جبرائيل الذي خلف القديس قورش، ابن اخت القديس يوحنا مارون، ومن ثم القديس دانيال من شامات، وهو الثالث والثلاثون من البطاركة. انتخب سنة 1230 في دير ميفوق، وبسبب الفتن والحروب ترك ميفوق، وسكن في دير كفيفان، ثم في دير مار يوحنا مارون في كفرحي. وسنة 1236 سكن في دير مار جرجس الكفر- جبيل. وتوفي سنة 1239.
 
وسنة 1444 نقل البطريرك يوحنا الجاجي كرسيه الى قنوبين حيث استمر الى سنة 1644. وفي أيام البطريرك يوسف صليبا من العاقورة سكن البطاركة حينا في دير مار شليطا مقبس ثم في دير طرش، وكانوا يرجعون في ما بعد الى قنوبين. ثم ذهب البطريرك اسطفان الدويهي الى مجد المعوش فسكن بعض الوقت ورجع الى مار شليطا مقبس، واخيرا عاد الى قنوبين حيث توفي ودفن.
 
 
 
 
 
رؤساء الدير
تعاقب على رئاسة الدير كل من:
القس يوحنا الحداد من سنة 1789 الى سنة 1800، الخوري انطوان فيصل من 1800 الى 1813، الخوري انطوان الشدياق من 1813 الى 1822، الخوري يوسف المشمشاني من 1822 الى 1833، الخوري حنا الحاقلاني من 1833 الى 1836، الخوري يوحنا مارون من 1837 الى 1838، الخوري يوحنا عواد من 1838 الى 1840، الخوري خيرالله رعد البزعوني من 1841 الى 1848، الخوري يوسف نجيم البتروني من 1849 الى 1853، الخوري يوسف جرجس المعادي من 1854 الى 1859، الخوري سمعان الفغالي من 1859 الى 1869، الخوري يوسف نون - مشمش من 1869 الى 1872، المطران يوسف فريفر من 1872 الى 1889، المونسنيور بطرس ارسانيوس من 1889 الى 1909، الونسنيور يوسف صقر من 1909 الى 1911، البرديوط يوحنا يونس من 1911 الى 1926، المطران الياس شديد من 1926 الى 1950، المونسينور يوسف ابي صعب من 1950 الى 1991، الخوري بطرس خليل من 1991 الى 1995.
 
 
 
 
 
مراحل قطعها الدير
ورد في كتاب "المحاماة عن الموارنة وقديسهم" ان دير مارون كفرحي قد دمر كليا بحيث لم يعرف مكان وجوده بالضبط، ولا مكان دفن القديس يوحنا مارون.
ويذكر ان الدير كان قائما في العهد الصليبي وكان من اهم الاديرة السورية المارونية في كونتية طرابلس في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
ويتحدث الاب يوسف حبيقة عن الدير فيقول: "حوالي سنة 1287 كان هذا الدير مركزا للبطريرك الماروني، وفيه اجتمع مقدمو الموارنة لاقامة مقدم لهم بدلا من القدم سالم الجانح الى اليعقوبية، فعزلوه وهذا الحدث يثبت زعامة البطريك الماروني المدنية ايضا على شعبه".
ويروى انه في عهد المماليك زمن الاشرف خليل (1290ـ1293) تم تجريد حملة على كسروان في صيف سنة 1291، وعلى رأسها الامير بدر الدين بيدرا، وهو في ذلك الوقت نائب السلطنة في مصر . وتفيد زجلية ابن القلاعي بان المماليك هزموا على يد المقدمين الموارنة وقد تجمعوا بعد انتصارهم في قرية كفرحي.
 
تحويل الدير على اسم القديس يوحنا مارون
لدى زيارة البطريك يوسف اسطفان الرعائية لابناء رعيته في بلاد البترون بعد عودته من الكرمل، استوقفته اطلال الدير وعادت به الى رونقه القديم قبل هدمه في العام 1634 على يد يوسف سيفا. وكانت هناك وثيقة محفوظة عند آل فريفر في منزل القاضي رزق الله فريفر مؤرخة بتاريخ 16 آب سنة 1787 وموقعة من البطريرك يوسف اسطفان، تحمل في طياتها تاريخ تحويل اسم الدير: "هذا الدير والمقام المبارك يتسمى ويقام باسم ابينا القديس مار يوحنا مارون دون غير". ويذكر الخوراسقف يوسف داغر التنوري ان البطريرك يوسف اسطفان قد حول كنيسة مار مارون الى اسم يوحنا، وذلك عند اعادة بناء الدير سنة 1787.
 
نص الوثيقة 
وجاء في الوثيقة: "شاءت الظروف أن يمر البطريرك يوسف اسطفان بمنطقة البترون سنة 1787، ويعرج على قرية كفرحي بتاريخ 15 تشرين الاول من السنة ذاتها، حيث طلب مشايخ آل فريفر اصحاب القرية التوجه الى كشف الدير الاقدم من كل الديورة الطاين بدود قريتهم المذكورة، وهو دير ابينا القديس يوحنا مارون البطريرك الانطاكي الاول على طايفتنا المارونية فحضرنا الى الدير المذكور بذاتنا وطلب من اولادنا المشايخ المذكورين الشيخ يوسف والمشايخ اولاد عمه بيت فريفر الاذن والبركة والاسعاف والتأييد لكي يرمموا ويقيموا الدير المذكور فأذننا لهم بذلك ومنحناهم البركة لاجل تتميم بنيتهم الصالحة".
 
 
 
 
 
 
 
ويشير الاب لامنس الى انه بعد رجوع البطريرك يوسف اسطفان من زيارة الى الكرمل في اواخر القرن الثامن عشر، وعند زيارته الرعية، مر على الدير فلم يجد سوى آثار دارسة واطلال طامسة، فحركته الغيرة الدينية على ارجاعه الى رونقه القديم "فوجه اليه القس يوسف حداد والقس الياس من ريفون ليعتنيا بتجديده. بينما يشير البطريرك يوسف الخازن في احدى رسائله الى المجمع المقدس والمؤرخة في 24 نيسان 1850 الى ترميم الدير بقوله: "ولما تولى الامير يوسف الشهابي على بلاد البترون وحصل الهدوء فيه نوعا ما، اعتنى البطرك يوسف اسطفان المذكور في ترميم كنيسة هذا الدير، وجدوا فيه بعض مساكن ووضع فيه كاهنا يسمى القس يوسف الحداد من قرية دلبتا في كسروان، ووكله به مع الارزاق التي كانت باقية له، واخذ يجدد له املاكا وامتعة.
 
مدرسة مار يوحنا مارون
ونقرأ في حجة أو منشور عن تأسيس المدرسة أن المطران جرمانوس تابت "كان سنة ألف وثمانمئة وثلاث عشرة مسيحية مترأسا على رعية بلاد جبيل والبترون وجبة بشري، ولفقد العلوم اللازمة، أخذته الشفقة والغيرة واحتسب ذلك من جملة التزاماته الرعائية في ان يعتني بقيام مدرسة مجانية لمنفعة كل الرعية، واليها يجمع ستة تلاميذ من المقاطعات الثلاث ليتهذبوا ويتعلموا في العلوم الالهية والادبية، وليبذروا في الرعية ما يكونون اكتسبوه، وبهذه الواسطة يحصل الاكليروس على معرفة ما يلزمهم لتتميم درجته ووظيفته والشعب العالمي على ما هو ضروري. وقد عين دير مار يوحنا مارون الكائن في قرية كفرحي مدرسة عمومية لنوال هذه الغاية الصالحة، وحرر بذلك حجة أبرزت منشورا عموميا للرعية يتضمن الاعلان".
 
ما جاء في الحجة
وبعض ما جاء في الحجة: "لأجل مجده تعالى وخلاص ذمتنا مع شعبنا في ان نعتني بتدبير مقام تابت، واليه نجمع من كل مقاطعة ولدين فقيرين قابلين للعلوم ونعتني بهما، ليس فقط بالقراءة والكتابة بل بكل العلوم الدينية والادبية من نحو وعلم ومنطق وعلم ذمة وباقي العلوم. ومن الآن فصاعدا، نرفع عنه اسم دير ونلقبه باسم مدرسة مار يوحنا مارون ثابتة في زماننا وزمن من يخلف بعدنا".
 
ونقرأ عن موقع المدرسة في الحجة: "بعد تفتتيش عن مكان يناسب هذه الغاية، لم أوفق بأكثر من دير القديس يوحنا مارون الكائن في بلاد البترون ملاءمة، لكونه في نصف الرعية، مجاورا بالسوية جبيل والبترون وجبة بشري".
فصادق البطريرك يوحنا الحلو بقوله: "وقد وقفنا على هذه الحجة واثبتنا ما فيها لانه امر خطير وراجع لخير المؤمنين".
أما القاصد الرسولي لويس غندلفي، فصادق بقوله: "تحققنا من أن هذا الخير راجع لمجده تعالى وصالح للجمهور".
 
ولقد ساهمت الصداقة التي ربطت بين الامير بشير قاسم والمطران جرمانوس تابت في تعزيز دور المدرسة، وأدت الى تخفيف الضرائب لتسهيل اعمار المدرسة.
 
اكليريكية
وعام 1818، حول البطريرك يوحنا الحلو المدرسة الى اكليريكية، كما جعلت مقاما لمطران جبيل والبترون. وبذلك أصبح اسقف المدرسة نائبا عاما للبطريركية. فيما أمر البطريرك يوسف حبيش بأن تدرس فيها اللغات العربية والسريانية والايطالية واللاتينية والعلوم الطبيعية واللاهوتية.
 
 
 
 
 
 
وبمنشور تاريخه 23/9/1878، فتح المطران يوسف فريفر ابوابها لاستقبال الطلاب من كل الطوائف في القسمين الداخلي والخارجي، مضيفا الى المواد السابقة تعليم اللغات الفرنسية والانكليزية والتركية، كما أمن عشر منح من الحكومة الفرنسية للطلاب.
وقال فيها فيغال كونيه صاحب كتاب "جغرافية لبنان وسوريا وفلسطين" اثناء زيارته للمنطقة: "ان مدرسة مار يوحنا مارون في كفرحي هي تحت رعاية البطريرك الماروني ومفتوحة للطلاب من جميع الطوائف. وأما اللغات التي تعلم فيها، فهي اللاتينية والفرنسية والإيطالية".
 
وتوقفت المدرسة عن التدريس بعدما عم التدريس الرسمي فى القرى عام 1951. ومنذ ذلك الحين حول نشاطها برئاسة الوكيل البطريركي الخور اسقف يوسف ابي صعب الى تعليم الدعوات الخاصة بناء على أوامر الكرسي الرسولي. وعام 1986 عين اميل سعادة مطرانا ونائبا بطريركيا على بلاد البترون.
ويذكر أن دير مار يوحنا مارون كان في عهد المطران يوسف فريفر ملتقى لرجالات لبنان، يذكر منهم يوسف بك كرم، وكان يمده بالمال والرجال أثناء مقاومته السلطنة العثمانية. وفي دارة آل فريفر رسم زيتي ليوسف بك كرم من أعمال شقيق المطران طانيوس فريفر الذي غادر البلاد بعد مطاردة العثمانيين له.
 
ذخيرة القديس مارون
نقل القديس يوحنا مارون ذخيرة القديس مارون من العاصي الى كفرحي، وبقيت في الدير عام 1130، ثم نقلت الى مدينة فولينيو في ايطاليا على يد راهب بنديكتاني. وعام 2000 عادت ذخيرة منها الى الدير.
يروي المؤرخ الايطالي لوديفكو جاكو بيلي، وهو من مدينة فولينيو "ان الاب ميشال من امراء امبيلو، البنديكتاني، لما كان رئيسا لدير الصليب في منطقة ساسوفيغو بالقرب من فولينيو، ذهب سنة 1130 لزيارة الاراضي المقدسة وحصل بنعمة خاصة من الرهبان الذين كانوا ويحرسون دير رأس مارون على هامة القديس وحملها ووضعها في كنيسة ديره وجرت بشفاعته عجائب وشفاءات.
 
وعام 1490، أمر مطران فولينيو بنقل الذخيرة الى كاتدرائية فولينيو مريم الملائكية، وتعرض كل سنة في العاشر من آذار على المؤمنين لتكرم بتطواف في شوارع المدينة.
 
وعام 1998، اتصل راعي ابرشية البترون المطران بولس اميل سعاده بمطران فولينيواردينو برتولدو، ليخبره عن رغبته في استعادة ذخيرة مار مارون، فوافق بعد استشارة الكرسي الرسولي وارسل الذخيرة الى لبنان في الحقيبة الديبلوماسية الفاتيكانية.
 
 
 
 
 
وفي 8 كانون الثاني 2000، نقلت الذخيرة الى كرسي مطرانية البترون في كفرحي، وأقيم احتفال رسمي وشعبي ترأسه البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير واودعت في كنيسة مار يوحنا مارون.
 
والقديس يوحنا مارون تعيد له الكنيسة في 2 آذار من كل عام. وبعد انتخابه بطريركا (685ـ707) أقام في الدير، وأحيانا في انطاكية، وكان يتردد الى سوريا ويقيم في دير مار مارون.
 
وفي البلدة كنيسة القديس سابا، شفيع البلدة، وقد شيدت على أنقاض هيكل وثني على اسم آلهة الحكمة اتينا او على اسم مينرفا. وهناك أيضا كتابة على حجر عند مدخل الكنيسة مضمونها رجلان، يدعى احدهما مونيوس والآخر سيناس، أقاما هذا المذبح لاحد الآلهة. وفي باحة الكنيسة اكليل منحوت على حجر يرجع الى ايام نشأة الهيكل.
دير مار سركيس وباخوس تحول الى أطلال، من بقاياه آثار غرفتين، واحدة لاستقبال الوثنيين قبل اعتناقهم المسيحية، وتعرف بغرفة الموعوظين، والثانية ضمن الكنيسة للمؤمنين، ويقصده المؤمنون في 7 تشرين الاول من كل عام. ويرجح بناء هذا الدير الى القرن الرابع ميلادي.
 
كنيسة القديسة بربارة يقصدها المؤمنون في يوم عيدها، وقد تحولت الى بقايا.
وفي البلدة أيضا عيون، نذكر منها عين العوينات، عين السفلي، عين سريا، عين نوف، عين الناعوجة، عين غرموش...
وفي البلدة قرية الاطفال SOS تأسست عام 1994.
 
منح مدرسية
تعتبر مدرسة مار يوحنا مارون من اولى مدارس لبنان، وقد خرجت رعيلا لمعت اسماؤهم على الصعيدين الوطني والديني. كما قدمت للطلاب منحا مدرسية في عهد المطران فريفر. ومن سجلات المدرسة عام 1882 نذكر لائحة باسماء الطلاب وفق الآتي: رشيد بن الياس طرابلس من البترون، كيريللس بن بطرس الخوري سليمان من كور، عبد الاحد بن حنا طنوس من عين كفاع، بربر ابن الياس البدوي نعمة الشدراوي من اهدن، يوسف ابن الشيخ ابي صعب من المزرعة، يوسف ابن فارس الخوري طربيه من تنورين، قيصر بن جرجي من طرابلس، جرجس سمعان البدوي من اهدن، ناصيف بن مخايل بطرس طربيه من ايطو، حنا جرجس سمعان البدوي.
 
خريجو المدرسة
اما الذين خرجتهم المدرسة دينا ودنيا، فنذكر منهم في الدين: البطريرك الياس الحويك، البطريرك انطوان عريضة، المطارنة يوسف فريفر، عمانوئيل فارس، الياس شديد، الياس شاهين ويوحنا شديد، الخوري يوسف الحداد، والخوري يوحنا طنوس.
 
 
 
 
أما رجال الدنيا فنذكر منهم: أعضاء مجلس ادارة ونواب ، سعدالله الحويك من حلتا، عقل ابي صعب من المزرعة، مسعود يونس من تنورين، يواكيم البيطار من كفيفان، الشيخ جان الخوري حرب من تنورين.
ومن المدراء: ناهية جرجس ابي صعب، قبلان ابي صعب من المزرعة، ضاهر الضاهر من الزاوية، اسعد ضو، ابراهيم عقل وهبه راجي نصور من البترون، يوسف فريفر، فرنسيس فريفر من كفرحي، انطوان طربيه، بطرس طربيه، جرجس الخوري يونس من تنورين.
محامون: ضومط الخوري تنورين، اسعد داغر تنورين ، شبل مسعود بشري، يوسف فرنسيس ابي صعب المزرعة، خليل ابراهيم عقل ، رشيد الياس طرابلسي ، اسعد ضو ، حنا ساره البترون ، نسيب الخوري فرج طنوس (بجه) ، عيسى الفرخ (صورات)، انطون سليمان(بشعله) ، سليمان داود (حلتا) ،حنا طنوس (شبطين)، امين الحكيم (الفتاحات) ، نعمة الله عون (تحوم)، الياس العشي(بشعله) ، شكري لحود (عبرين). 
 
قاض وقائمقام: انطوان الخوري حرب (تنورين)، شارل الخوري حرب (تنورين)، عساف البيطار (كفيفان) جرجس عساف البيطار (كفيفان).
 
رجال سياسة وفكر وفن وصحافة ورجال اعمال: خيرالله خيرالله (جران) اسعد داغر (تنورين)، سعدالله الحويك ، يوسف سعدالله الحويك ، الياس لاوون الحويك (حلتا)، شربل فرحات(عبرين) ، الخوري يوحنا طنوس (غوما)، مارون عبود (عين كفاع )، جرجس عساف (شبطين) ، بطرس حنا(رشكده)، يوسف الحداد (عين كفاع )، فارس سمعان (شبطين) ، الخوري بولس نعمه (كور)، موسى العريان(طرابلس)، فؤاد البدوي (شبطين)، مسك الخوري(بقسميا).
 
أطباء: يوسف روحانا (قرطبا) انطوان خيرالله (جران) سليمان داود (صورات) الامير نايف ملحم شهاب، نجيب رشيد الخوري (اهمج)، رشيد بدوره (حمانا)، بولس بدوره (حمانا)، يوسف الخوري (عمشيت)، طانيوس يوسف يزبك (كور)، حنا داود (صورات) مسعود يونس ونعمة الله يونس (تنورين) جرجس نجم (شبطين)، حبيب حنا (عبدللي)، نجم الخوري (لحفد)، سليم بشير (دوما) روز اليان (عبدللي)، داود حنا داود (صورات)، قبلان العويط (بزيزا)، يوسف روز (البترون)، هارون داود (صورات) يوسف جبور (بقسميا).
 
صيادلة: بولس سعاده (اهدن)، نهرا يوسف (سلعاتا)، مجيد منصور (بشري)، جرجس الخوري (معاد) سعد كيوان (عبرين) ، يوسف يعقوب ضاهر (كفرحي) .
 
 
 
 
 
البلدية
عرفت كفرحي بلدية عام 1912، وتأسست برئاسة سمعان بك فريفر، وكانت تضم بلدتي بقسميا وجبلا. ويذكر أن شرطي البلدية آنذاك الذي شغل هذا المنصب هو طنوس قبريانوس خضاع من بقسميا. وعام 2004 تأسست بلدية، رئيسها الحالي هو المهندس جورج عقل، ونائب الرئيس المحامي جورج فريفر، وقد أوجزا حاجات البلدة وتطلعاتها والاعمال المنجزة التي يقوم بها المجلس البلدي.
وأعطت البلدية الاولوية لتوسيع الطريق من مفرق كفرحي الاوتوستراد (أكواع كفرحي) الى البلدة، لكونها الطريق الرئيسي الذي يصل بالبلدة وبالصرح البطريركي الاول دير مار يوحنا مارون، والطريق خطر، ضيق، كثير الالتواءات، ولا يصلح لمرور سيارة واحدة، ويستخدم لسباق الرالي. وقد تسبب بحوادث سير مؤلمة، وفي المقابل ان البلدة تحتضن قرية الاطفال أس.أو.أس الى كونها ارض مارون ومار يوحنا مارون وفيها معالم اثرية ودينية يرجع بعضها الى القرن الرابع (دير ما سركيس وباخوس).
 
وتتطلع البلدية الى ابراز معالم البلدة الاثرية السياحية واقامة حديقة خاصة بالاطفال، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، بعدما أنجزت بالتعاون مع الوزارة حديقة عامة على مدخل دير مار يوحنا مارون، وكانت البلدية قد أقامت مخيما تطوعيا مع الوزارة الصيف الماضي، واستمر شهرا.
 
 
 
 
 
وبعد استحداث طريق داخلي في البلدة مع البنى التحتية، ستتابع عملها بتوسيع الطرق الداخلية وشق طرق زراعية وتوسيع طريق كنيسة القديس سابا شفيع البلدة. وقد اهلت البلدية النادي والملعب والمدارج وقامت بإنارة البلدة وكرمت المغتربين.
 
 
© NNA 2012 All rights reserved

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب