الأربعاء 30 تشرين الأول 2024

10:21 am

الزوار:
متصل:

عبرين البترونية تحتضن إرثا روحيا وأثريا أبناؤها يتطلعون الى مستقبل سياحي وبيئي وعمراني

 

 
عبرين بلدة بترونية، تحتضن إرثا روحيا وأثريا، وتشهد إقامة حديقة عامة نباتية دولية. فقد حملت سراج المعرفة، وسوقها التجاري مقصد لكل زائر. تنطلق البلدة سياحيا بعمارات فخمة تشيد على تلالها الست، وتطل منها على جبال الارز وصنين وتشرف على الشاطىء اللبناني امتدادا من بيروت بحيث تتمكن من رؤية المنارة في رأس بيروت تشع ليلا.
 
الموقع والحدود 
 
تبعد البلدة 7 كيلومترات عن البترون مركز القضاء عبر بلدة اجدبرا . تشهد حاليا استكمال وصلة طريق من البلدة الى منطقة الروابي في البترون وهي بطول كيلومتر واحد والبلدة على مساحة 60 كيلومترا من العاصمة بيروت و34 كيلومترا عن طرابلس، وتعلو 450 مترا عن سطح البحر، يحدها شرقا راشكيدا، جنوبا اجدبرا، وتنحدر هضابها شمالا وصولا الى مجرى نهر الجوز حيث قلعة المسيلحة الاثرية.
 
يوجد في البلدة طريق قدم يصلها بالقاطع الثاني لمجرى نهر الجوز عبر محلة عباقة وقرنعون. وكانت قوافل المكارية تعبر الطريق باتجاه طرابلس كممر وحيد على مسافة من القلعة وكان يستخدمه الرومان للعبور كموقع استراتيجي يحميهم من قراصنة المسيلحة. من هنا اتخذت البلدة اسما لها عبرين اي العبور والاجتياز. وكان سكان البلدة يمضون الوقت ليلا مع الرومان يشربون الخمرة واصلين الليل بالنهار متغلبين على النعاس خوفا من قطاع الطرق، ومن هنا تميز ابناء البلدة بحب الخمرة عن محيطهم، كما يتميزون بكرمهم وحسن ضيافتهم ، وما زالوا يحافظون على تراثهم وزراعة كروم العنب، واحتفاء بزيارة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي بلدتهم عبرين خلال تفقده رعيته في قضاء البترون قدموا له "غالون" عرق مقطرا من كرومهم وفاء لتراثهم وتقاليدهم.
 
 
 
 
 
الاسم ومعناه 
 
الاسم من السريانية Ebra جمع Ebrin وتعني العبر والساحل والمعبر والقاطع اي الجانب الثاني ، والاسم من جذر عبر " العبور والاجتياز" ويذكر المؤرخ انيس فريحة ان عبر بالآرامية والسريانية لها ايضا معنى الحد والفاصل: مثل تحوما او العبر بمعنى الجسر. يذكر أن موقع عبرين في الطرف الشمالي من منطقة البترون والكتابة اللاتينية المكتشفة في عبرين والتي تتحدث عن الحد الفاصل بين اهل عرقة واهل جيغرتا لم يتمكن الباحثون من تحديده.
 
قرنعون
 
توجد في البلدة مزرعة تعرف بقرنعون وهي وفق احصاء الارشيف العثماني الاول للعام 1519 والثاني 1571 مفصل لبعض نواحي لواء طرابلس، يفيد بأن هذه المزرعة أصبحت جزءا من خراج قرية عبرين، وكانت تقدم ضريبة في الاحصاء الاول 200 اقجة لتيمار حيدر. وفي الاحصاء الثاني أصبحت هذه المزرعة خاصة، ولحظ الدفتر بأنها بيد أهالي عبرين وكانت تؤمن 300 اقجة ضريبة. واسم قرنعون يرجع الى تحريف المعوج والملتوي وقد اصبحت موقع سياحي، زائرها كما زائر عبرين يبلغ منهما الراحة من سكون الطبيعة الهادئة. وتجد كنيسة اثرية على اسم القديس شينا مرممة كما تجاور قرنعون ضهر بغالا او غالا مزار على اسم مار القديس غالا، وتعرف بالسيدة المرضعة سيدة البزاز.
 
يصف البلدة كاهن رعيتها الخوري طانيوس خشان رحمه الله في مذكرات خوري الضيعة يقول: "على التلال الست تنتشر بيوتها، متدانية الاطراف، متباعدة الاوساط مساحتها كبيرة جدا، خلعت عليها يد المبدع أجمل مطارف الجمال الطبيعي، وعلى كل تلة، منظر رائع من وديان قدميك الى جيل بين يديك. كيفما سرحت الطرف، فإنك حر طليق من عبودية الجيال الحجاجة.العاصمة هناك والفيحاء هنا من مينائها الجميل المنبسط يدغدغ موج الازرق المتوسط. ويعدد التلال الست: القاطع "قاطعان" حي الضيعة، الزوباعة، المعاصر،الضهر،الشميس. أما هذه التسميات فأطلقها الأهالي وفقا لترتيبات الموقع والتقليد.
 
 
 
 
 
دور العبادة
 
تحتضن البلدة الدير الأم لراهبات العائلة المقدسة المارونيات وقد أنشىء في العام 1895 على يد البطريرك الياس الحويك بهدف تعليم البنات، وللجمعية مدارس وجامعة ومستشفيات ومستوصفات ومآوى ومشاغل. كما يحتضن الدير ضريح البطريرك الياس الحويك باني استقلال لبنان وصاحب شعار "ديني الانسان وطائفتي لبنان". وشهدت البلدة في العام 1995 الذكرى المئوية لتأسيس الدير في قداس احتفالي ترأسه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير بحضور رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي. ويوجد في الدير كنيسة على اسم البطريرك الياس الحويك (كنيسة مار الياس).
 
نذكر من دور العبادة، كنيسة مار يوحنا المعمدان، شفيع البلدة بنيت في العام 1876. دير القديس شربل الرهاوي وأخته القديسة بربيا أثرية ترجع الى العام 202، سيدة البيدر، سيدة غالا أثرية تحتاج الى ترميم، كنيسة مار جرجس أثرية تجاورها قلاية المطران وعرفت المحلة بالعفريت. محبسة مار زخيا أثرية تجاورها خمس غرف للنساك ومنبر منحوت في الصخر للوعظ، والمحبسة تحتاج الى ترميم. كنيسة مار انطانيوس خاصة آل لحود ، كنيسة القديسة تريز (كابيلا) خاصة آل خشان.
 
وتفيد نواويس واجران وآبار وفخاريات بأن الانسان سكن البلدة منذ زمن بعيد. ومن معالم البلدة الرامية، والمغاريف تلتصقان تقعان في وسط البلدة وهما بمثابة بحيرة، أرضهما خصبة لزراعة الخضار وبخاصة المقتي التي تنمو سريعا. وفي البلدة عين عباقة وعين الجديدة ومغارة الغندول ومنارة الجدرين.
 
 
 
 
 
حديقة عامة نباتية دولية
 
وتشهد البلدة إقامة حديقة عامة نباتية دولية بموجب علم وخبر صادر عن وزارة الداخلية تحت الرقم 1085 تاريخ 16/9/ 2008 (جمعية لبنان الاخضر) على عقار مساحته 271,000 مترا سريعا، خصصتها جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات لزرع أنواع من النباتات النامية في الدول المشابهة مناخيا للبنان. وكان قد أطلق مشروع الجنة النباتية الدولية في العام الماضي 2010 خلال مؤتمر صحافي عقد في الدير في حضور رئيس مؤسسة لبنان الاخضر الدكتور مالك بصبوص رحمه الله وان المشروع كما وصفه الدكتور بصبوص آنذاك يتألف من عشر حدائق، وان كل حديقة هي بمثابة حديقة متوسطية، فيها نباتات البحر المتوسط وأوروبا والمغرب وحدائق لأفريقيا الجنوبية وكاليفورونيا، والمكسيك وتشيلي ومحطها الاوسترالي والهند واليابان والصين، فضلا عن حديقة كبيرة للشرق الاوسط. وستحتضن هذه الحدائق النباتات المميزة في كل بلد لاكتشاف النبتة التي تنجح في لبنان والعمل على تكاثرها. والمشروع هو بالتعاون مع منظمات الامم المتحدة والدول الصديقة.
 
 
 
 
 
سوق تجاري
 
وتعرف البلدة بسوقها التجاري الذي يشهد حركة ناشطة على جميع ايام السنة، وكما تشهد ابنية ترتفع على تلالها.
 
 
البلدية 
 
تأسست في العام 1965 بلدية مؤلفة من 12 عضوا، رئيسها ساسين الياس فارس وبعد مضي سنة ونصف السنة على انتخابه واعضاء المجلس البلدي يعرض في حديث له عن نشاطات البلدية المنجزة والتي هي على قيد الانجاز والتطلعات وفق التالي: 
1 - استحداث طريق خاص مدرج للمسنين من الطريق العام الى كنيسة مار يوحنا المعمدان شفيع البلدة ليكون بمثابة حزام امان يسهل عليهم المشي بمفردهم في الوصول الى الكنيسة. 
2 - استحداث استراحة على مدخل البلدة لجهة البحر هي بمثابة غرفة انتظار تقي الركاب الذين ينتظرون السيارات لتقلهم باتجاه البترون .
3 - شق طريق من مدخل عبرين - الجهة الشرقية انطلاقا من الخط العام منزل عميد الجامعة اللبنانية الدكتور ساسين عساف وصولا الى منزل المحامي انطوان كيوان، طول الطريق 180 مترا بعرض 10 امتار، ان الورشة مستمرة والمنجز مئة مترا يصار بعد تأهليه، مده بالاسفلت مع لحظ مد قساطل مياه الشفة وقساطل صحية وانارة والعمل جار بمساهمة من اتحاد بلديات البترون.
4 - العمل على تنفيذ استكمال مشروع طريق يصل كاتدرائية مار شربل الحديثة باتجاه مدينة البترون (منطقة الروابي) طول الطريق حوالي الالف مترا بعرض 10 امتار ، وان المشروع لجهة وضع الخرائط هو في مسودته النهائية يرافق ذلك استكمال شق الطريق.
5 - تنفيذ بناء جدران كمرحلة أولى على جوانب الطرق داخل البلدة هو بطول 750 مترا، وتتبعها خطوات لاحقة.
6 - باشرت البلدية باقامة حديقة الى جانب مبنى البلدية مساحتها 1500 مترا. وتعمل على تعزيز المكتبة العامة التي تحمل اسم ابن البلدة الراحل الدكتور يوسف فرحات، وعلى تشجيع المثقفين وتكريم الفائزين من طلاب البلدة.
7 - تتابع البلدية مع مجلس الاتحاد والاعمار مشروع توسيع الطريق العام الداخلي للبلدة انطلاقا من بلدة بجدرفل مفترق الطريق الواسع (اوتوستراد البترون - تنورين) الواصلة الثالثة، وقد أنجزت البلدية المشروع منذ حوالي الثلاثة أشهر مع موافقتها النهائية مع بعض التعديلات المطلوبة. كما تسعى البلدية في هذا السياق العمل على توسيع الطريق الذي يصل مدخل البلدة لجهة الشرق باتجاه الدير الام لراهبات العائلة المقدسة المارونيات وهو بطول سبعمئة متر تقريبا.
 
8 - المباشرة باستحداث ملعب رياضي مخصص لكرة القدم.
 
 
 
 
 
 
سكان البلدة 
 
من أبناء البلدة جرجس المكنى بأبي عساف، قدم من ترغايا الشام الى قرية قنات في اوائل القرن السادس عشر ، وكان له عشرة اولاد ذكور، وقد عرفوا بالنخوة والفروسية، وبولايتهم للامير حسن ابن الامير عساف التركماني كافأهم ، باعطائهم عبرين لاخلاصهم له. نزح بعض من هذه العائلة الى عين كفاع (جبيل) والى كهف الملول (الضنية) والى بسوس (بعبدا ) ومنهم من هاجر الى مصر.
 
واشتهر من عائلة جرجس المكنى بابي عساف، طانيوس حنا ابي فارس حنا وقد ولجه الامير حسن الشهابي امر تدبير الحكم في بلاد البترون والكورة سنة 1795. وسجل تاريخ وفاته على هامش شحيم خطي قديم لا يزال محفوظا حتى الآن في كنيسة مار يوحنا المعمدان في عبرين.
 
 
 
 
 
منحة تعليم 
 
يروى عن طانيوس انه فيما كان يتوسط لدى والي طرابلس للافراج عن احد الامراء الايوبيين المدعو عوض، قال له الوالي "على عوض ان يدفع ثلاثين كيسا اي بما يعادل 60 الف قرش، فهل تستطيع دفعها؟ أجابه طانيوس بالايجاب. فقال الوالي للترجمان: سله عن دينه. ولما عرف انه نصراني قال متعجبا:" نصراني يتشفع بمسلم". وأضاف:"ليدفع 15 كيسا". وعندما دفع طانيوس المبلغ افرج عن الامير عوض. فما كان من الاخير ولدى وصوله الى بيته طوبه بستانا في مزرعة عابا - الكورة التي كان يملكها طانيوس ابي فارس فوهبها الى مدرسة مار يوحنا مارون كفرحي مشترطا على ادارة المدرسة أن تعلم ولدا من ابناء بلدة عبرين مجانا.
 
 
 
 
 
مشاهير البلدة
 
حملت عبرين سراج المعرفة دينا ودنيا، وقد تميزت بعدد رهبانها وكهنها وراهباتها بأسماء سطعت في الحقلين الرسمي والخاص في التربية والاقتصاد والطب وغيرهما. وقد نالوا أعلى المراتب. وتجدر الاشارة أن أهالي البلدة كانت تربطهم صداقة مع يوسف بك كرم وكان يزورهم كما كان له فيها مناصرون قاتلوا بجانبه ضد العثمانيين. وكان للشاعر الفرنسي لامارتين صداقات ايضا بحيث كان يمضي أياما في ضيافة شكري لحود.
 
الخوري طانيوس ضرغام
 
سنتوقف في حديثنا عن عبرين مع احد ابنائها الخوري طانيوس ضرغام من مواليد البلدة في العام 1884، شاعر، لغوي، مرجع وجليس الشعراء والكتاب. لقد نظم الخوري ضرغام الشعر قبل ان يصير كاهنا. خدم في فلسطين حيث أصبح صديقا للامير عبدالله ابن الحسين امير شرق الاردن وشاعره المقرب فذاع صيته شاعر البيت الهاشمي. نال عدة اوسمة من الملك عبدالله جد الملك حسين.
 
تلقى الخوري طانيوس دراسته الابتدائية في مدرسة البلدة المتاخمة لكنيسة مار يوحنا المعمدان ، وكان اضافة الى دراسة الدروس الادبية والعلمية كان يخدم القداس صغيرا ويصلي لامه العذراء سيدة البيدر شفيعة عبرين. ثم انتقل الى مدرسة مار يوحنا مارون في كفرحي حيث تابع العلوم والدروس العلمية واللاهوتية. سيم كاهنا في العام 1912 فخدم رعية مار اسطفان في البترون حوالى العشر سنوات ومدرسا للغة العربية في مدرسة الاخوة المريميين. انتقل بعدها الى مدرسة آل العلم في داريا والى فلسطين والى رعايا عدة نذكر منها:بيت الدين والجية ومزرعة الشوف وقرنة شهوان. اشتهر بالوعظ فطلبه مطران طرابلس آنذاك انطوان العبد وكلفه مرارا بوعظ اسبوع الآلام في اكثر من رعية في ابرشية طرابلس المارونية.
 
له قصائد عدة أكثر ما نظمها في مدرسة آل العلم وفي شرق الاردن، تدور حول المدح والفخر والتأريخ في مناسبات وطنية دينية واجتماعية الى رسائل لابناء له. ان قصائده التي لم تجمع بعد كان يتناقلها عارفوه نجدها في لبنان وفي جريدة صدى الشمال لصاحبها المحامي فريد انطون وفي فلسطين وشرق الاردن وفي صحيفتي الاردن ورقيب صهيون.
 
 
 
 
 
كان الخوري ضرغام حلو المعشر وصاحب نكتة لا تزال تردادها في مجالسنا اليوم. لما عاد الى بلدته عبرين للاستراحة في ربوعها كان يردد "يا بيتي يا بويتاتي، لقد تحول محجا لابناء بلدته وبخاصة للشباب المثقف لسماع الشعر والزجل ولتعلم البلاغة، وللتمتع بالحديث الراقي والنكتة الذكية الى جانب تمضية الوقت في لعب الورق ومنها لعبة الطرنيب المفضلة لديه.
 
لقد أمضى الخوري ضرغام حياته محاطا بين اهله وابناء بلدته بكل اكرام وتقدير، وكان صديق الكبار والصغار، متواضعا، لطيف المحضر وحاضر البديهة. توفي في العام 1967.
 
نقتطف من قصائده التي تحمل اسم الضرغام قصيدة يصف فيها قصر رغدان الذي أنشأه صاحب السمو الامير عبدالله ابن الحسين امير شرق الاردن.
 
نقتطف من جريدة الاردن عمان في 23 آذار سنة 1930 تستهل: رغدان معنى وما الدنيا وما جمعت حسنا سوى الجزء مما ضم رغدان تفتخر الاردن بنشر هذه الجريدة الحسناء لناظم عقدها شاعر أرز لبنان المبدع الخوري طانيوس ضرغام يصف فيها قصر رغدان العامر وقد نظمها بناء على اقتراح صاحب الجريدة اثناء زيارته للكرك وهي اول قصيدة من نوعها نظمت خصيصا للقصر الذي نشأه صاحب السمو الامير عبدالله بن الحسين امير شرق الاردن رمز استقلال العرب وحجر الزاوية لبناء مجدهم العتيد.
 
قال الشاعر: 
 
رغدان معنى وما الدنيا وما جمعت حسنا سوى الجزء مما ضم رغدان 
اليمن حليته والفضل زينته والسعد قبته والجاه اركان 
***********
مملك الشرق بي نفس فداك ولي مال وآل واحباب واوطان 
بهم افديك ايضا ما اردت فمر يلب امرك اسياخ وشبان 
واسلم فتى مثلما شاءت خلائقه لا العزم واه ولا الموعود لبان
يقب ما قلت صدر الدهر مرتويا كأن ما قلت " انجيل وقرآن" 
وابق الشريف أبا وابنا رقى ورقوا كما ترقت الى الهامات تيجان 
وليبق ـ رغدان ـ صنو الشمس ناشرة في الافق انوارها والشرق جذلان 
 
ونقلا عن صحيفة رقيب صهيون في 13 أيار 1932
العنوان مديح العذراء مريم
 
 
 
 
 
نقتطف:
 
انا لو كنت في الورى سلطانا ذكره العذب يملأ الاكوانا
لتركت القصور والتيجانا ولبعت العروش والصولجانا
كل هذا بنظرة من مريم 
 
لبنان في قطار
 
يعود الخوري ضرغام الى لبنان بعد غياب طويل في فلسطين وشرقي الاردن ضيفا على الامير عبدالله ابن الحسين . يصف رحلته في القطار قصيدة بعنوان : لبنان في قطار (بين حيفا واورشليم ) 
نقتطف:
فمن لي ان ارى في الارز شعبا لغير الله لا يحني رقابا 
ومن لي ان ارى تلك المغاني بواسم والزمان لهن طابا 
وانظر مرقد الكحلا شهبا كما قد كان قبلا مستطابا 
فيا وطني عليك سلام ناء تعود من صباه الاغترابا
يريدك راقيا حرا عزيزا وقد يهواك انقاضا خرابا 
 
ونقتطف من قصيدة وجهها الخوري ضرغام الى الآباتي اغناطيوس التنوري لدى عودته من روما ظافرا بدعوى عبيد الله : شربل والحرديني ورفقا سنة 1928. 
نحن قوم لبناننا كان للد ين مزرا وسوق يبقى مزرا 
ربي الله انت وحدك اسمى بعميم الافضال من ان تجاري
كن "لشيخ الديمان يا رب جارا وابق شيخ الديمان للأرز جارا
ولاغناطيوس الحبيب يمينا ولرهبانه الكرام يسارا
فهو رأس وفيه تعلو رؤوس فليعش حلف غبطته ادهارا
 
 
 
 
 
ونقتطف من قصيدة ارتجلها في مصر في حفلة ادبية اقيمت على شرف الشاعر الكبير شبلي الملاط ، وكان الخوري ضرغام من مرافقي ملاط في رحلته . 
 
نسر القريض على ربى لبناننا جدد شبابك والتقي الازمانا 
وابسط جناحك دون عنك آمنا وأحم الفراخ ونفر العقبانا
الشعر كان لعازرا واقمته نفض التراب ومزق الاكفانا 
ولك اليراع اذا بصر بحاوي يرضي الاله ويغضب الشيطانا 
سبقته اقلام واقبل خلفها كعصا الكليم تسفه الكهانا 
سر كالنسيم الى الكنانة حاملا اشواقنا وقلوبنا وهوانا 
وكن الرسول الى رسول الشعر في وادي القرافة ناشرا ريانا 
وهلم معطاءا الى من ألقوا فيك القلوب ووحدوا الاديانا
يا شاعر الوحي الكبير وبلبل الحفلات أنى كنت تسمو شانا 
في النيل في بردى اذا ذكروا أبا شوقي قاديشا زادهم فيضانا 
 
بعد القاء القصيدة ، قام الشاعر النيل حافظ ابراهيم يقول في الشاعر الخوري ضرغام 
 
صعد الزئير من العرين فقلت ما هذا الضجيج دون له الاهرام 
فاجبت هذا شاعر الارز الذي ألف الزئير لانه ضرغام 
 
هذه هي بلدة عبرين البترونية التي تحتضن إرثا اجتماعيا وعراقة تاريخ هي اليوم تنشط سياحيا واقتصاديا وعمرانيا وتستعد لمواكبة اوتوستراد البترون - تنورين في وصلته الثانية بتوسيع مداخلها والطريق العام الرئيسي.
 
 
 
 
© NNA 2011 All rights reserved

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب