تحقيق جمال الساحلي
الكواخ قرية بقاعية هادئة، نائية، تسكن سفحا جبليا في الوجه الشرقي لسلسلة جبال لبنان الغربية في أقصى البقاع الشمالي، بعيدة عن هموم المدنية، تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 170 كلم وعن مدينة الهرمل حوالى 15 كلم.
منازل الكواخ متواضعة ما زالت تحافظ على طابعها التراثي ينبسط أمامها سهل فسيح أخضر يمثل لوحة هادئة تبعث الطمأنينة والسكينة. ويعتمد أهلها بشكل رئيسي على الزراعة وتربية المواشي وتجارة المنتجات المحلية كمصدر للعيش.
عدد سكانها المقيمين حوالي 1500 نسمة، ومن أبرز عائلاتها: الهق، جلوس وناصر الدين.
مجلسها البلدي يتألف من 12 عضوا وقد استحدث في العام 2004 وهو يعمل على تحسين البنى التحتية من طرق وشبكة مياه، إضافة الى تحسين الأوضاع الإجتماعية للسكان كونها تفتقر الى الإهتمام الرسمي وخصوصا في القطاع الصحي والإجتماعي.
نفذت البلدية عددا من الإنجازات في ميدان تحسين مدخل البلدة وإنارته وإنشاء أرصفة وجدران دعم من الحجر المحلي وملاعب. فيها مدرسة ابتدائية و ناد حسيني ومسجد، إضافة الى جمعيات وعدد من التعاونيات الزراعية التي تهتم بالزراعة وتربية المواشي.
تعاونية السنديان
في البلدة الكثير من الأندية والجمعيات التي تهتم بتحسين أوضاع البلدة والعمل على تطويرها على الأصعدة الزراعية والتنموية، وقد سجل نشاط نسائي لافت تمثل بجمعية (تعاونية السنديان) التي حملت على عاتقها مسؤولية تطوير المرأة وتحسين أوضاعها وتأمين فرص عمل جديدة وتنمية أوضاع الأسرة من خلال الإهتمام بالصناعات الغذائية المحلية التي ترتكز على المنتجات الزراعية الطبيعية. وبرز ذلك الدور بعد القيام بنشاط (المطبخ الصحي) بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، وكانت لها مشاركة في العديد من المعارض المحلية والدولية وحصلت على مراتب متقدمة. وقد أنشأت هذه الجمعية مبنى حديث ولائق.
شهدت الكواخ نشاطات متنوعة بالتعاون مع سفارات عدة بعناوين كان أبرزها "السياحة البيئية"، تحويل بعض البيوت التراثية الى مضافات بعد تزويدها بكل الإنارة عبر الطاقة الشمسية والمرافق الصحية وكل لوازم الراحة لضيوف البلدة واستحداث أكواخ سياحية جديدة.
تشهد البلدة مؤخرا حركة امتداد عمراني تجاه السهل المواجه للبلدة مما يصل البلدة بالطريق الرئيسي والبلدات المجاورة (القصر و سهلات الماء).
تنتمي البلدة في علاقاتها الى نسيج إجتماعي يتميز بالكرم والبساطة والعونة، كما تحكمها طيبة الانسان القروي بانتمائه للارض وارتباطه فيها، لانها رمز لكرامته وشموخه.
يوم سياحي بيئي
الكواخ القرية البقاعية التراثية ، تشهد يوما سياحيا اعلاميا ينظمه المركز العربي للاعلام السياحي يوم الجمعة في 21 الحالي، في اطار مؤتمره السياحي الاول الذي يعقده في لبنان ، بعنوان "سياحتنا ثقافتنا ملء عين الزمن" ويستمر من 19 الحالي الى 23 منه، على ان يكون حفل الافتتاح في السابعة من مساء الاربعاء في 19 الحالي في فندق مونرو في بيروت.
يشارك في اليوم السياحي البيئي العشرات من الاعلاميين اللبنانيين والعرب، بما يتيح الفرصة للاطلاع على البلدة وما تحفل به من مقدمات سياحية بيئية نجح الاهالي والبلدية والهيئات المحلية في المحافظة عليها والنهوض بها، حيث تم انجاز العديد من المشاريع التنموية مع الحفاظ على الطابع التراثي القروي بعيدا عن مظاهر التلوث.
رئيس البلدية
رئيس بلدية الكواخ نصري الهق تحدث بعفوية القروي، منوها بروح المحبة والطيبة التي يتميز به الاهالي. ورأى في اليوم السياحي "فرصة حقيقية للاطلاع على تجربة هذه البلدة لتكون نموذجا لسائر القرى للنهوض بالسياحة البيئية لتحسين الاوضاع المعيشية وايجاد مصادر دخل جديد بالتعاون مع المجتمع المحلي صاحب الدور الاساسي وخصوصا القطاع النسائي الذي واكب العملية من خلال استغلال طبيعة البلدة وما تحفل به من منتجات زراعية طبيعية واعشاب طبية". ونوه "بالدعم والتعاون مع العديد من الهيئات والمنظمات العربية والدولية التي ساهمت ودعمت وقدمت المساعدات في سائر المجالات".
السنديان
رئيسة الجمعية التعاونية (السنديان ) صفاء الهق، اكدت الدور المميز الذي تلعبه المرأة في بلدة الكواخ حيث نجحت في العديد من النشاطات الاقتصادية في مجال المونة القروية والاشغال اليدوية والحرفية والتصنيع الغذائي، مشيرة الى ان تعاونية "السنديان" حصلت على مراتب متقدمة في المعارض المحلية والدولية ونفذت نشاطات عديدة في مجال المطبخ الصحي بالتعاون مع الجامعة الاميركية وتأسيس بيوت الضيافة، كما تم استضافة العديد من الوفود والسياح لقضاء بضعة ايام في اجواء الطبيعة بعيدا عن مظاهر الضجيج والتلوث وسط طبيعة نظيفة".
ولفتت الى ان الكواخ قد فازت بجائزة "نوارة" لافضل مبادرة اقتصادية للمرأة في الريف اللبناني في ميدان السياحة البيئية، آملة ان يكون "اليوم السياحي الاعلامي" الذي ينظمه المركز العربي للاعلام السياحي المقبل "يوما مميزا حافلا بالنشاطات التراثية والقروية".
© NNA 2011 All rights reserved