لغز «الشبح» يحير اسرائيل... ونتانياهو يهدد بيروت و«اليونيفيل»
«ضوء اخضر» اميركي وتحذيرات من الهدوء الخادع في الضاحية
وطنية – كتبت صحيفة "الديار": لا جديد دبلوماسيا ولا تقدم في اتجاه وقف العدوان على لبنان والكلمة للميدان. فالولايات المتحدة تدعم سرا وعلنا خطط رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو لاتمام المهمة بالقضاء على حزب الله، ما استطاع الى ذلك سبيلا، وهي دعت رعاياها الى مغادرة لبنان فورا. ولا ضير ايضا من تأديب طهران بضربة عسكرية موجعة يتم الاعداد لها على «قدم وساق»، تساهم بها واشنطن تخطيطا وتنفيذا وتستقدم ضباطها وجنودها مع بطاريات «ثاد» لحماية كيان العدو من الصواريخ الايرانية وهو مؤشر على حجم التصعيد المرتقب.
وفي تطور لافت يعكس حجم الغليان في المنطقة، اعلنت طهران وقف الاتصالات غير المباشرة مع الولايات المتحدة الى اجل غير مسمى، فيما يدير حزب الله بكفاءة عالية المواجهة البرية على الحدود ويرفع نسق صلياته الصاروخية كما ونوعا، وهو اجبر امس مليوني اسرائيلي النزول الى الملاجىء، بصليات صاروخية مكثفة غير مسبوقة، غير عابىء بتهديدات رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بالرد بعنف في «كل مكان» في لبنان على كارثة لواء غولاني، كما حوّل حيفا ومحيطها الى كريات شمونا، حسب توصيف الاعلام الاسرائيلي الذي تحدث عن موجة نزوح كبيرة من المدينة.
تهديدات «لليونيفل»
في هذا الوقت، تتخبط القيادة العسكرية والامنية في ايجاد اجابة شافية للمستوطنين حول اسباب الفشل بعدم اكتشاف المسيرة ومنعها من تمزيق الجنود داخل القاعدة العسكرية، وكعادتها لجات قوات الاحتلال للرد بالمجازر بحق المدنيين وكان اكثرها دموية غارة استهدفت منزلا يقطنه نازحون في بلدة ايطو في قضاء زغرتا حيث استشهد 22 مدنيا وجرح 4 آخرين في المقابل احترق جنود الاحتلال في 3 دبابات ميركافا دمرت في عيتا الشعب مساء امس. اما الاخطر فكان اتهام نتانياهو حزب الله باستخدام مواقع قوات «اليونيفيل» لشن هجمات على اسرائيل، مجددا الطلب بانسحابها في المنطقة، وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة مقدمة لتبرير اعتداءات مرتقبة على هذه القوات لاجبارها على الانسحاب من الجنوب.
الهدوء الخادع
في هذا الوقت، تحذر مصادر مطلعة من الهدوء الخادع في الضاحية الجنوبية وبيروت، ولفتت الى انه في غياب الاتصالات السياسية التي يمكن من خلالها ايجاد تفاهمات ضمنية لايجاد معادلات ميدانية موضوعية، فان تراجع الاستهداف الاسرائيلي يعود الى نية مبيتة لتوجيه ضربات كبيرة يجري التمهيد لها عبر اعادة جمع المعلومات الاستخباراتية بعدما استنفد «بنك الاهداف» الموضوع مسبقا، فالهدوء يسمح لتحرك اكثر فعالية للعملاء على الارض، وكذلك فان العدو يراهن ايضا على الاسترخاء الامني المفترض للطرف الآخر، لرصد اهداف جديدة لم تعد متوفرة الآن.
صليات صاروخية..
وفي هذا السياق، نسف حزب الله عمليا بالامس كل النظريات التي تحدثت عن تلك التفاهمات الضمنية ووجه صليات صاروخية ردعية هي الاعنف منذ بداية العدوان الى نحو 194 مدينة في كيان العدو بما فيها تل ابيب حيث هرع نحو مليوني مستوطن الى الملاجىء، وقد علقت القناة 12 الاسرائيلية بالقول» من يعتقد ان حزب الله سيوقف اطلاق النار فهو مخطىء جدا، فالحزب هو الجيش الاقوى على حدود «اسرائيل» ومن الاقوى في الشرق الاوسط».
تهديدات لبيروت
في هذا الوقت هرع كل من رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، ووزير حربه يوآف غالانت، ورئيس الاركان هرتسي هاليفي الى القاعدة المنكوبة في حيفا حيث حاولوا رفع معنويات الضباط والجنود بعد كارثة استهدافهم بالمسيرة، واطلقوا تهديدات برد عنيف على لبنان، وقال نتانياهو» إننا ندفع ثمنًا مؤلمًا ولكن لدينا إنجازات هائلة وسنواصل تحقيقها» واضاف» سنواصل ضرب حزب الله بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان وفي بيروت أيضًا. وفي هذا السياق، ذكرت هيئة البث الاسرائيلية عن ما اسمته مصدر مطلع ان اسرائيل تعد لهجوم واسع في لبنان يشمل بيروت ردا على استهداف معسكر غولاني، ولفتت الى ان نتانياهو طلب الحصول على موافقته المسبقة على اي هجوم على بيروت.
2 مليون في الملاجىء
واعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ان اكثر من مليوني اسرائيلي هرعوا إلى الملاجئ، امس مع انطلاق صفارات الإنذار في وسط «إسرائيل»، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب.واشار موقع «واللا العبري» الى إن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 194 بلدة ومدينة وموقع في إسرائيل. وبالتزامن، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية وقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون. ونقلت القناة 12 العبرية أن طائرة «العال» كانت تستعد للهبوط في المطار تابعت التحليق حتى البحر الميت بسبب الصواريخ.
الورقة الرابحة
وفيما، يخوض جيش الاحتلال معارك كر وفر قاسية على الحدود، ويتكبد خلالها خسائر كبيرة، يلجأ الى الاستعراض بدل تحقيق انجازات حقيقية، ارتفعت الاصوات داخل اسرائيل تحذر من مغامرة مكلفة دون نتائج ذات قيمة. حيث بدأ التحول في اداء المقاومة يشير الى التكيف مع مناورات جيش الاحتلال وينجح المقاومون في ادارة النار والتحكم والسيطرة بمسرح العمليات العسكرية، فيما تمارس القيادتان العسكرية والسياسية الخداع والتضليل للجمهور الاسرائيلي تبيعهم وهما. ووفقا لموقع «الما» العسكري فان لدى حزب الله ورقة رابحة هي المسيرات وسيستمر باستغلالها، وهو مستعد لحرب استنزاف كان يتجهز لها ويمتلك قدرات يمكن ان تتسبب باضرار كبيرة في الارواح والممتلكات. ونشر الاعلام الحربي في «حزب الله» فاصل فيديو، بعنوان «قدراتنا بخير». وتضمن صورا للامين العام للحزب الراحل السيد حسن نصر الله والسيد فؤاد شكر، وأظهر الفيديو الترسانة التي يملكها الحزب من مسيرات وصواريخ ومقاومون يجهزون عملية الاطلاق. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي امس إصابة 125 جنديا، غالبيتهم في لبنان، خلال الساعات الـ 24 الماضية، في حصيلة هي الأعلى خلال يوم واحد بعد 7 تشرين الأول 2023.
مجزرة ايطو
ميدانيا، وفيما استمرت الغارات على مختلف المناطق، ونفذ حزب الله اكثر من 32 عملية عسكرية، شن الطيران الحربي غارة على شقة سكنية في بلدة أيطو- زغرتا، والمنزل المستهدف يعود لموريس علوان، وهو مقرب من القوات اللبنانية، ومستأجر من احمد فقيه من عيترون والمبنى يضم 4 شقق والمحصلة غير النهائية 22 شهيدا و4 جرحى. تجدر الإشارة إلى أن بلدة أيطو شهدت حركة نزوح كثيفة من الجنوب والبقاع، تعليقاً على الغارة الإسرائيليّة، وقال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إنّ «زغرتا جزء من الوطن الذي يتعرّض لحرب ابادة يقوم بها الاسرائيلي وبنيامين نتنياهو، وأضاف فرنجية أنّ «من يستثمر بموضوع النازحين ويقول إنّ هناك سلاحاً نقول له إنّ الارهاب ليس اطفالاً، ولا نساء والمقاومة ليست ارهاباً. وقال: نحن نعطي الأمان للاجئين الذين يتوجهون الى مناطقنا، فهؤلاء لبنانيون ومن يقتل اهلنا هو نتنياهو.
المسيرة الشبح
في هذا الوقت، لم تصل التحقيقات الاسرائيلية حول نجاح الطائرة المسيرة التي ضربت ثكنة لواء غولاني في حيفا الى نتائج حاسمة، وتم وصفها في وسائل الاعلام الاسرائيلية بالطائرة الشبح التي تعمل وفق نظام صواريخ كروز، وهي لم تتجاوز فقط أنظمة القبة الحديدية بل حتى رادارات المدمرات الغربية المتمركزة شرق البحر الأبيض المتوسط. ويبقى السؤال المثير كيف نجحت في تجاوز مختلف أنظمة الدفاع الجوي ونجحت في ضرب الهدف؟.
فشل اميركي – اسرائيلي
وكشفت التحقيقات العسكرية الإسرائيلية الاولية، رصد الطائرة المسيرة قرب نهاريا وتفعيل صفارات الإنذار لكنها فقدت أثرها لاحقا. وهذا يدل على فشل القبة الحديدية وكذلك فشل رادارات السفن الحربية الغربية وعلى رأسها الأمريكية المتمركزة بحريا قبالة شواطئ لبنان وفلسطين. ورغم أن الأساطيل الغربية لا تشارك في اعتراض صواريخ ومسيرات المقاومة عكس ما تفعله مع الإيرانية واليمنية، فهي على الأقل تعمل على رصدها وإخبار إسرائيل، حيث تتبادل غرف العمليات الغربية والإسرائيلية المعلومات مباشرة بهدف التنسيق لاعتراض الصواريخ والمسيرات.
اسلحة نوعية؟
ولعل المقلق في هذه العملية لإسرائيل هو أن هذه المسيرة ربما مقدمة لأسلحة نوعية قد يكون تم الشروع في استعمالها بشكل محدود وقد يتضاعف استعمالها خلال الأيام المقبلة، لا سيما وأن هجمات المقاومة بدأت تصبح نوعية في الصواريخ الموجهة لأهداف إسرائيلية أغلبها عسكرية والآن بالمسيرات.
ما اسباب الفشل؟
ويبدو أن رصد المسيرة ثم فقدان أثرها قد يكون سببه أنها مسيرة متطورة للغاية، تعتمد من جهة حمولة تفجيرية أكبر، وتتميز بالمناورة للإفلات من الرادار علاوة على سرعتها، وهذا يعني أنها تعتمد تقنية صاروخ كروز. وتكون هذه المسيرات أكثر فعالية في حالة استعمالها من طرف حزب الله بدل إيران والحوثيين نظرا للمسافة القصيرة بين كيان الاحتلال ولبنان. ولم يتوصل الاسرائيليون الى نوع المسيرة، وتعددت التحليلات فهي قد تكون شاهد 136 أو أبابيل ،وقد تكون ايضا من نوع «صياد 107» وهي من إنتاج إيراني ينتجها حزب الله أيضاً في لبنان.
ما هي «الصياد»؟
يمكن تخطيط مسار «صياد « بحيث تغير ارتفاعها واتجاهها في أحيان متواترة، فيصعب كشفها ومتابعتها. وتصل إلى مسافة مئة كيلومتر، وهي صغيرة وتصدر صدى رادارياً ضعيفاً جداً بخلاف مُسيرات كبيرة مصنوعة من المعدن. ويتاح الكشف بالحرارة التي تصدر عن المحرك، وحتى هذه صعبة على الكشف بوسائل بصرية.
التشويش الناجح
والخطير براي صحيفة «يديعوت احرنوت» نجاح حزب الله في تشويش أجهزة الكشف لدى الجيش الإسرائيلي من خلال رشقة مختلطة من الصواريخ ومُسيرتين، أطلقت باتجاه الجليل الغربي. وواصلت المُسيرات طريقها إلى منطقة البحر أمام شواطئ الشمال، اعترضت القبة الحديدية إحداها. أطلق الجيش الاسرائيلي طائرات ومروحيات قتالية لاحقت المُسيرة المتبقية لكنها فقدتها فجأة. ويحقق الجيش الاسرائيلي الآن كيف حصل أن طائرات ومروحيات قتالية التقطت المُسيرة لكنها فقدتها فجأة؟!. فربما برمجت المسيرة مسبقاً لتنكسر بحدة اتجاه الأرض أو اتجاه مياه البحر وتواصل طيرانها على ارتفاع منخفض، مستغلة مسار الشاطئ، ثم التلال في الساحل للتملص من وسائل الاعتراض.
لا حل لمعضلة المسيرات
وفيما تعمل الصناعات الأمنية والجيش الإسرائيلي على ايجاد الحلول، الا ان المُسيرات المتفجرة الذكية التي ينتجها الإيرانيون مزودة بأجهزة توجيه بالقصور الذاتي، إضافة إلى التوجيه بالقمر الصناعي، ويمكنها مواصلة مسارها وضرب هدفها بدقة حتى مع وجود مشوشات «جي بي اس» من كل الأنواع تشوش عليها وتضللها، ولهذا لا حل حتى الان لمعضلة المسيرات.
لا وجود للضغط الاميركي
سياسي، كشفت صحيفة «هآرتس» أن الولايات المتحدة لا تضغط في الوقت الحالي على إسرائيل للإسراع في إنهاء المعركة في لبنان. فالإدارة الأمريكية، استنتجت الآن بأنه من الصعب إملاء خطوة مشابهة الآن. ويبدو أن واشنطن تلاحظ إمكانية هز المنظومة السياسية في لبنان بشكل يقلص مكانة لحزب الله الثابتة، التي حظي بها في العقد الأخير في قوة ذراعه العسكرية. واشارت الصحيفة الى ان كل ذلك يخدم حلم نتنياهو في الحرب الأبدية. فبعد شهر على هجوم البيجرات في لبنان، يبدو أن وسائل الإعلام في إسرائيل طبعت تماماً وضعاً فيه يتم استهداف أراضي اسرائيل يومياً بالصواريخ والقذائف والنيران، ولا أحد ينبس ببنت شفة أو يحتج. والحكومة تنوي أن يتعود الجمهور على إطلاق الصواريخ، الذي لم يعد أحد يتساءل متى سينتهي.؟َ!
ضوء «اخضر اميركي»
وكان المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر اكد ان إدارة الرئيس جو بايدن ترى من المناسب لإسرائيل ان تواصل هجماتها البرية على حزب الله .واشار ميلر الى ان طبيعة كل الصراعات متغيرة وغير متوقعة . وبالتالي من المستحيل تحديد المدة التي تستغرقها إسرائيل لتحقيق هدفها المعلن المتمثل في تدمير البنية التحتية للحزب في جنوب لبنان .وقال «نرى من المناسب ان تقوم إسرائيل في هذه المرحلة بقتل «الإرهابيين» .
لا نزع لسلاح حزب الله
وبعد ان استعرضت فشل رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في تحقيق اجماع داخلي ضد حزب الله، لفتت صحيفة «هآرتس» الى صعوبة طرح مسالة نزع سلاح الحزب، وقالت انه» عندما طرح جعجع مجدداً المطالبة بتطبيق قرار 1559 وليس فقط قرار 1701، رد رئيس البرلمان نبيه بري وقال إن «القرار 1559 من الماضي»، أي لم تعد له صلة بالنقاشات الحالية. وبراي الصحيفة استند بري في أقواله إلى غياب الاتفاق الموجود في لبنان على مسألة تسليح حزب الله. وفي الخلاصة «إذا تبلور مشروع قرار جديد فبالإمكان التوصل إلى إجماع في لبنان على أن على قوات حزب الله الانسحاب إلى خط نهر الليطاني، لكن ليس حول نزع سلاح الحزب».
لا جديد في قطر
في هذا الوقت، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني جرى خلاله عرض لتطورات الاوضاع الراهنة لجهة اولوية الوقف الفوري لاطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي، ووفق اوساط سياسية مطلعة فان الاتصال لم يخلص الى وجود اي مبادرات ملموسة لوقف قريب للنار، الا ان الدوحة اعادت التاكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.
باسيل لا يريد عون
وفي هذا السياق، استقبل بري رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي قال بعد اللقاء: «أكدنا مع الرئيس بري العمل على اختيار إسم توافقي لرئاسة الجمهورية». مشيراً الى ان «الإجتماع لمحاولة تظهير موقف لبناني كبير حول العناوين الأساسية التي يوجد نوع من إجماع عليها واولها وقف اطلاق النار وتنفيذ الـ١٧٠١». ووفقا للمعلومات، لم يتبن باسيل اي مرشح ولكنه المح مجددا الى رفضه انتخاب قائد الجيش جوزاف عون.
====