100 قتيل وجريح في قاعدة جولاني و100 آخرون في جبهات القتال الحدودية
الخط الأمامي من كفركلا إلى عيتا الشعب والناقورة: ملاحم بطولية للمقاومة
وطنية – كتبت صحيفة "البناء": سجلت المقاومة يوماً استثنائياً مميزاً من أيام أدائها، عندما جمعت ثلاثة إنجازات نوعيّة في يوم واحد، حيث توزّعت صواريخها من الجولان إلى البحر المتوسط ومن جنوب حيفا إلى المطلة، وكان لمنطقة الكريوت في حيفا وخليج حيفا نصيب من الصواريخ التي أشعلت الحرائق ودمرت منشآت وتسببت بالعديد من الإصابات، وكان التقدير أن أكثر من ثلاثمئة صاروخ قد انطلقت أمس، من مناطق عجز طيران الاحتلال عن اكتشافها وفشلت عمليات القصف المكثف بايقافها، بينما جاءت الأنباء من جبهات القتال الحدودية بمحاولات تقدم لمئات ضباط الاحتلال وجنوده من عدة مواقع على طول الخط الحدودي، وكان أهمها عيتا الشعب في القطاع الغربي ومارون الراس في القطاع الأوسط وميس الجبل وبليدا في القطاع الشرقي، وكانت المقاومة منذ منتصف ليل أول أمس، حتى منتصف ليل أمس، قد صدّت كل هذه المحاولات المتكررة لعدة مرات على المحاور ذاتها، ودمّرت عدداً من الدبابات والآليات العسكرية زادت عن العشر، وقتلت وجرحت قرابة الـ 100، لكن الضربة الكبرى التي رفعت مرتبة يوم أمس الى مستوى استثنائيّ هي الطائرة المسيرة التي اقتحمت غرفة الطعام في قاعدة بنيامينا جنوب شرق حيفا، في موعد العشاء، حيث اجتمع ضباط كبار بينهم شخصية عسكرية مهمة وعدد من الضباط في لواء جولاني الذي يتخذ من القاعدة مقراً خلفياً لقيادته وبعض عمليات التدريب النوعية، وكانت الحصيلة 100 أخرى من القتلى والجرحى.
المقاومة ردّت الاعتبار لمعادلة السيد حسن نصرالله يوم أمس، “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، وها هي بنداء لبيك يا نصرالله دافعت عن الحدود وهاجمت بالصواريخ والطائرات المسيّرة، تقول لقائدها إنها تحمي وتعيد تثبيت معادلته التي أراد كيان الاحتلال محوها، وإثبات عدم صحتها والتعافي من أعراضها، ورمى بكل ما يملك ومعه ومَن خلفه كل إمكانات الأميركي وتقنياته ليقوم بتصديرها الى المقاومة، والقول إنها هي أوهن من بيت العنكبوت، فجاءت المقاومة أمس تقول لسيدها، إن المقاومة التي أسسها ورعاها ووثق بها عادت أقوى وأشد باساً، وهي ليست من الوهن بشيء، بل إن الكيان المتباهي بإنجازاته والمزهو بنشوة النصر وغرور القوة، يتأكد عبر هذا اليوم أنه رغم كل ما فعل فهو لا يزال أوهن من بيت العنكبوت.
وأعلن «حزب الله»، في بيان، أنه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، وفي إطار سلسلة عمليات خيبر وردًا على الاعتداءات الصهيونية وخصوصًا على أحياء النويري والبسطة في العاصمة بيروت وباقي المناطق اللبنانية، وردًا على المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني وبنداء «لبيك يا نصر الله»، نفذت المقاومة الإسلامية مساء يوم الأحد 13-10-2024، عملية إطلاق سرب من المسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا». وشدّد على أن «المقاومة الإسلامية ستبقى حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي والمظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها في ردع العدو والله على كل شيء قدير».
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن “سكاناً في حيفا أبلغوا عن سماع دوي انفجارات دون دوي صفارات الإنذار”. كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “هناك عدداً من القتلى في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي جراء انفجار طائرة بدون طيار جنوب حيفا”. وأشارت صحيفة يسرائيل هيوم إلى “إرسال مروحيات إلى الموقع المستهدف بالمسيرة في بنيامينا لإخلاء المصابين، وهناك 50 سيارة إسعاف تصل إلى مكان الحدث جنوب حيفا”. وأكد الإسعاف الإسرائيلي، “أننا تعاملنا مع 22 إصابة من بينها 3 حرجة و5 خطرة و14 متوسطة”.
وفي سياق ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن ارتفاع عدد المصابين جراء القصف بالمسيّرة في بنيامينا جنوبي حيفا إلى 67. بدورها، أفادت إذاعة جيش الاحتلال، نقلاً عن مصدر عسكري، بأن “هجوم بنيامينا (في حيفا) وقع بمسيرة أطلقها حزب الله وهو الأكثر دموية منذ بدء الحرب”. وذكرت إذاعة جيش العدو أن “منظومات الدفاع الجوي فشلت في رصد الطائرة المسيّرة”. فيما قال المراسل العسكري لموقع “والاه” العبريّ: “يجب على المسؤولين في القوات الجوية أن يضعوا غرورهم جانبًا وأن يشرحوا للجمهور ما حدث الليلة مع تسلل الطائرة بدون طيار ولماذا لم يكن هناك إنذار”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “إصابة حوالى 100 جندي إسرائيلي في معارك لبنان وانفجار بنيامينا جنوبي حيفا اليوم”.
ووصف خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية عملية حزب الله بالنوعيّة، وبالاختراق الأمني والتكنولوجي والإنجاز الاستخباري، ولفتوا لـ”البناء” الى أن استهداف معسكر بنيامينا جنوب حيفا يأتي بعد أيام من نشر الإعلام الحربي لحزب الله فيديو الهدهد عن أهداف عسكرية وحيوية ومدنية وصناعية في مدينة حيفا”، وأوضح الخبراء أن هذه العملية الناجحة والمفاجئة لـ”إسرائيل” تؤكد أن المقاومة لا تزال تملك القوة والمقدرات التي تمكّنها من الاستمرار بالردّ على الاعتداءات الإسرائيلية والتدرّج في الرد وإلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وقواعده ومعسكراته ومراكز استخباراته ومطاراته ومستوطناته ومدنه مع توسيع الاستهداف بحال تمادت “إسرائيل” بقصف المدنيين في لبنان”، ويلاحظ الخبراء التدرج المتصاعد بوتيرة عالية لقصف حزب الله ما يعني وفق هذه الوتيرة أننا سنكون مع مفاجآت كثيرة وكبيرة على غرار مفاجأة أمس، وربما أكبر وأقسى”.
وأشارت مصادر ميدانية لـ”البناء” الى أن معنويات المقاومين في جميع الوحدات مرتفعة جداً وبأعلى درجات الاستعداد والجهوزية ويعيشون حالة الروح الكربلائية الحسينية والاستشهادية ويقاتلون بشراسة ولن يسمحوا بدخول الجيش الصهيوني الى الجنوب ويرفضوا مغادرة الخطوط الأمامية إلا لأسباب تكتيكية لاستدراج العدو الى الكمائن”. وشددت المصادر على أن المقاومة تعمل وفق استراتيجيتها على أهداف محددة وهي إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية في صفوف العدو، وليس الدفاع عن منزل أو مجسّم أو ملعب ولا حتى عن قرية، ولذلك لا يعني دخول العدو بضعة أمتار أو مئات الأمتار أنه إنجاز عسكري بل لا قيمة عسكرية له طالما أن المقاومة تمنعه من البقاء في المكان الذي دخل إليه، ولا حماية فرقه ودباباته ولا الاختراق باتجاه الليطاني”.
وأثناء العملية النوعية التي نفذتها المقاومة، نشر الإعلام الحربي لحزب الله كلمة للأمين العام الشهيد الأسمى والأقدس السيد حسن نصر الله (قدّس سره الشريف) إلى المجاهدين خلال إحدى المناورات العسكرية.
وفي سياق ذلك، كشفت المقاومة الإسلامية، في سلسلة بيانات عن عمليّات نوعية على الحدود مع فلسطين المحتلة، وأكدت أنها أوقعت مجموعة تسلّل “إسرائيلية” بين قتيل وجريح، مستخدمة في الاشتباك العبوات الناسفة والأسلحة الرشاشة والسلاح المتوسط.
وكانت المقاومة الإسلامية قد قامت بِتفجير عبوة ناسفة ثم الاشتباك مع المجموعة من مسافة قريبة جدًا، حيث انتقلت المروحيات “الإسرائيلية” إلى مكان بعيد عن نقطة الاشتباك وشوهدت لاحقًا تهبط في مستشفى رمبام في حيفا، ووصفت تقارير إعلامية “إسرائيلية” الاشتباك بالحدث الأمني الصعب، وقالت إن الاشتباك جرى من مسافة صفر وفي بعض الأحيان تمّ الاشتباك بالأيدي.
وتصدّت المقاومة الإسلاميّة لجنود العدو “الإسرائيلي” عند الحدود والبلدات الجنوبية وأوقعتهم بين قتيل وجريح، كما استهدفت مواقع وتجمعات تابعة للعدو محقّقة إصابات مباشرة.
وأعاد “حزب الله” تحذير سكان المستوطنات الإسرائيلية في الشمال من التواجد قرب تجمعات عسكرية للجيش الإسرائيلي حتى إشعار آخر.
بدوره، أعلن الجيش اللبناني، في بيان، أنه “استهدف العدو الإسرائيلي في سياق اعتداءاته المتمادية آليتين عسكريتين في بلدة برج الملوك – مرجعيون، أثناء نقل جرافة بهدف استخدامها لفتح طرقات متضررة نتيجة القصف المعادي، ما أدّى إلى إصابة 3 عسكريين.
إلى ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن “المستوى السياسي أصدر تعليمات للجيش بوقف الغارات على بيروت عقب اتصال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي جو بايدن”. واشارت القناة 14 الإسرائيلية، الى ان “إسرائيل تعمل على إنشاء سياج أمني على الحدود مع سورية لمنع عمليات تسلل مسلحين”.
دبلوماسياً، أعلنت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى دعم تهدئة شاملة في الشرق الأوسط. كما كشفت أن ماكرون شدّد في حديث مع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي على “ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان دون تأخير”.
وفي خلال الاتصال شدّد ميقاتي على أن “الأساس وقف العدوان الإسرائيلي وعودة النازحين الى مناطقهم، وتطبيق القرار 1701 كاملاً وإلزام “إسرائيل” بوقف عدوانها وخروقها والتقيّد الكامل بمضمون القرار ومنع التعدّي على قوات “اليونيفيل” في الجنوب”.
وكان العدو “الإسرائيلي” واصل عدوانه الواسع على لبنان، مستهدفًا في الساعات الأخيرة قرى الجنوب والبقاع وبعلبك – الهرمل.
وفي آخر اعتداءاته، شنّ الاحتلال غارة، فجر الأحد، على أحد الأبنية السكنية في بلدة بقسطا شرقي مدينة صيدا جنوب البلاد، حيث سُمع دويّ انفجار في محيط المدينة، ويُذكَر أنّ هذا الاعتداء هو الثالث على بلدات محيطة بمدينة صيدا الجنوبية.
وفي الجنوب أيضًا، استهدفت غارة “إسرائيلية” محيط بلدة زفتا، والسوق التجاري في مدينة النبطية، كما ارتقى 15 شهيدًا في الغارات “الإسرائيلية” على مناطق لبنانية مختلفة السبت الماضي.
أمّا في البقاع، فشنّت طائرات الاحتلال غارة فجرًا استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدتي مقنة ويونين شمالي بعلبك شرقي البلاد، وقد ارتقى 321 شهيدًا منذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على مناطق البقاع.
واستهدف العدوان “الإسرائيلي” قرى في الجنوب والبقاع، إضافةً إلى قرى في جبل لبنان، وفي قضاء البترون، ما أسفر عن شهداء وجرحى.
ولا تقتصر الاعتداءات “الإسرائيلية” على المنازل السكنية، بل يعمد الاحتلال إلى استهداف مراكز الجيش اللبناني والدفاع المدني والفرق الصحية، وأيضًا يعتدي على مواقع “اليونيفيل”.
في هذا السياق، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، أنّ غارة الاحتلال “الإسرائيلي” أمس على مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية في عيتيت قضاء صور، أدت إلى إصابة شخصين بجروح.
كما أنّ الغارة على تمنين – بعلبك الهرمل، أمس، أدّت إلى إصابة 4 أشخاص بجروح، وأحدثت أضرارًا مادية في مستشفى تمنين، فيما أحدثت الغارات على البقاع الأوسط أضرارًا مادية في مستشفيي رياق وتل شيحا. وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام”، عن “قصف مدفعي إسرائيلي استهدف بلدات عيتا الشعب، راميا، القوزح، وبلدات الناقورة وشمع وطير حرفا”.
واستفاقت مدينة النبطية على هول “الإعصار” المدمر والإجرامي الذي ارتكبه العدوّ “الإسرائيلي” بعدوانه الواسع الذي نفذته طائراته المقاتلة ليل السبت واستهدفت وسط السوق التجاري في المدينة بعدد من الغارات، وحوّلته إلى كتلة من الركام والحطام.
أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن “غارات العدو الإسرائيلي يوم أمس (السبت) على لبنان أسفرت عن 14 شهيداً و63 جريحاً في جنوب لبنان، 10 شهداء و50 جريحاً في النبطية، 3 شهداء و11 جريحاً في البقاع، 13 جريحاً في بعلبك الهرمل، 22 شهيداً و33 جريحاً في جبل لبنان وشهيدين و4 جرحى في الشمال، وهو ما يؤدي إلى الحصيلة الإجمالية التالية ليوم أمس: 51 شهيداً وإصابة 174 بجروح.
====