ظهر ليسينه من بلدة عكارية منسية إلى بلدة متطورة تشهد إنماء لافتا

تحقيق ابراهيم طعمة

وطنية - تحولت بلدة ظهر ليسينه من قرية منسية، الى بلدة تشهد حالة من الانماء والتطور، بفعل الخطة التنموية التي اطلقها نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، في تسعينيات القرن الماضي، والتي اثمرت في العام 2000 انشاء اتوستراد من منطقة ضهر نصار غربا وصولا الى بلدة الدورة شرقا، مقسما ظهر ليسينه الى قسمين شمالي وجنوبي، مما جعلها مدخلا رئيسيا ثانيا لمنطقة الجومة.

أدى هذا الحدث، مترافقا مع استحداث اول مجلس بلدي فيها، الى توسع البلدة باتجاه الاتوستراد، مما دفع بالعديد من ابنائها القاطنين خارجها، الى العودة اليها، و استصلاح ارضهم وزراعتها، بعد أن شقت البلدية الطرق العامة والزراعية، كما وفرت فرص عمل للقاطنين فيها، وبدأت البلدة تشهد حركة بناء، وترميم للمنازل بعد توقف استمر سنينا طوال، بخاصة على جانبي الاتوستراد، وكان لانشاء كلية عصام فارس للتكنولوجيا - جامعة البلمند على تخوم ظهر ليسينه، دور هام في ظهور بعض الاعمال التي تلبي حاجات الجامعة من الطلاب والموظفين فيها، وهنا ظهر التحول التاريخي الكبير في حياة ظهر ليسينه من قرية مهمشة الى بلدة واعدة.

التسمية
تسمية ظهر ليسينه قد تكون من ضهر قرص عجين، او قطعة قماش قطنية توضع في المحبرة (الليسينه)، وقد يكون اسم علم، او خيوط حريرية وهذا احتمال كبير لأن البلدة قديما كانت تنتشر فيها تربية دود الحرير.

الموقع
تنفرد بلدة ظهر ليسينه، بموقعها الجغرافي على التلال الشمالية لمنطقة الجومة في عكار، بحيث تنال حصة كاملة من اشعة الشمس في اليوم، وعلى مدارالفصول الاربعة.

ترتفع البلدة 500 متر عن سطح البحر، تبعد عن العاصمة بيروت 110 كلم، وعن حلبا 10 كلم، والوصول اليها عبر الطريق العام لمنطقة الجومة باتجاه جبرائيل او الطريق الحديث باتجاه بينو، ويحدها من الغرب جبرائيل، من الشرق بينو وبيت ملات، من الشمال حيزوق ومشحا، من الجنوب، جبرائيل وتكريت.

الوضع السكاني
يبلغ عدد سكان ظهر ليسينه، 860 نسمة منهم 110 مقيمين، والموقتين 190 والمغتربين 560 ينتشرون في بلدان البرازيل وفنزويلا واستراليا، ويتوزع هؤلاء على عائلات مكاري، ابراهيم، حبيب، طنوس، ساسين، ميخائيل، سمعان، نقولا، اسحق، جرجس، حنا، راشد، نعمة، مخول.

وأوضح المختار موريس ابراهيم أنه "مع بداية الحرب الاهلية شهدت البلدة هجرة كثيفة لأبنائها باتجاه العاصمة بيروت وباقي المناطق، وصلت الى حدود الثمانين في المئة من عدد السكان، وعند اندلاع حرب الالغاء، اوائل التسعينيات، حصلت هجرة معاكسة الى البلدة، وللأسف كانت موقتة، لأنه مع استتباب الاوضاع، عاد هؤلاء الى منازلهم واعمالهم التي اسسوها في أماكن اقامتهم، لكنهم يترددون باستمرار الى بلدتهم، في الاعطال والمناسبات، معربا عن الأمل، بأنه كلما تحسنت الاحوال العامة في البلاد وعلى كافة المستويات من استحداث اتوسترادات تختصر المسافات، وحركة استثمارية واسعة في المنطقة، يمكن ان نشهد عودة مكثفة لأبناء البلدة والاستقرار فيها، خاصة بعد الفرص الكبيرة التي ظهرت بعد انشاء اتوستراد عصام فارس".

الحال الاقتصادية
اعتمد ابناء ظهر ليسينه في مورد رزقهم، على الوظيفة العامة في السلكين العسكري والمدني، وظهرت فيها منذ اكثر من ثلاثين عاما مؤسسة مكاري للدواجن التي تعتبر الأهم في عكار، وحاليا انتشرت عدد من المؤسسات الخدمية والسياحية مثل محطة مونتانا للمحروقات ومعمل ساسين للحلويات وعدد من المطاعم والكافيتريا، اضافة الى التجارة العامة والمهن الحرة. اما الزراعة فقد تركزت قديما على زراعة القمح والحبوب والكرمة وحاليا انتشرت بساتين لوز وزيتون، وانتاج هذه الزراعات كان للاستهلاك المنزلي عموما.

وقديما عرفت البلدة انتشارا واسعا لمهنتين، صناعة الكلس و تسميتها "اتون الكلس"، وشكلت مدخولا هاما موسميا لعائلات كثيرة في البلدة، ونظرا لأهمية هذا المدخول أطلق مثل يقول:"ما بيحضر الفلس إلا ما نبيع الكلس ياستي..."،هذا ما نقله الشاعر المغترب ميلاد نقولا عن جدته، الذي اضاء على جوانب هامة من حياة ضهر الليسنة شعرا ونثرا، فقد اشار نقولا الى ان ظهرليسينه كانت تتميز بجودة كلسها عن غيرها، وذلك لوفرة الحجر الأبيض المفضل لصناعة الكلس، ويسمى الحجر الجيري. أما المهنة الثانية في البلدة فهي مهنة قلع وتقصيب الحجارة للبناء، وقد توقفت نهائيا هاتان الحرفتان.

البلدية
اذا كان انشاء اتوستراد عصام فارس قد شكل ارضا خصبة لاحداث نقل نوعية في بلدة ظهر ليسينه، فان تشكيل أول مجلس بلدي فيها في العام 2004 جاء ليتلقف هذا التطور الهام في حياة البلدة، ويتحدث رئيس البلدية الحالي المهندس ربيع مكاري عن ذلك، معتبرا ان أهم انجاز للبلدية هو ابراز اسم البلدة والتعريف بها، كونها بلدة صغيرة ومحرومة ومهمشة.

أضاف: "أود بداية أن أتوجه بجزيل الشكر والامتنان الى دولة نائب رئيس الحكومة عصام فارس، الذي بخطته التنموية التي اطلقها، قد احدثت نقلة نوعية وتاريخية في الجومة خاصة وعكار عامة، وكان لظهر ليسينه حصة وافرة منها، على مستويات متعددة، ابرزها انشاء الاوتوستراد الرئيسي، ونأمل ان يعود دولته الى هذه المنطقة التى احبها، واعطاها بكل صدق واخلاص، ما عجزت الدولة عن تقديمه لها".

تابع: "أعطى وجود البلدية، والمشاريع الكبيرة التي نفذتها وطالت كل المواطنين، نوعا من الثقة، وبخاصة أن حال الانسجام الجيدة داخل المجلس البلدي، كان لها اثر ايجابي وهام في عمل البلدية، ودفعها لإطلاق ورشة عمل كبرى، وضعت ظهر ليسينه امام نقلة نوعية وتاريخية، على سكة التنمية الفعلية".

وعدد مكاري ابرز المشاريع التي نفذتها البلدية، معتبرا ان "بداية التنمية الفعلية، تبدأ بشق الطرق الى كامل العقارات في البلدة، مما يسمح للمواطنين باستثمار املاكهم ورفع اسعارها، لذلك سعت البلدية وبدعم كبير وأساسي من مدير اعمال عصام فارس في لبنان المهندس سجيع عطية، الى رفع نسبة الاستثمار على جوانب الاتوستراد من 5% الى 10 و 20، ثم من 20 الى 40 سكن وسياحي وغيره، الى ان وصلت هذه النسبة الى 60 في المئة في العام الفائت، وهذا ما ساعد على تطور حركة البناء التي وصلت حاليا الى نسبة تترواح بين 10 و15 في المئة".

تابع: "قدمت البلدية قطعة ارض مساحتها 20 الف متر مربع الى الجيش اللبناني، هذا العام، حيث اقام مركزا كبيرا له، على الاتوستراد الرئيسي، وسجلت هذه الخطوة ارتياحا كبيرا عند المواطنين، تجلى بازدياد الطلبات على رخص البناء في هذه المنطقة".

اضاف :"استكمالا لعملية تسهيل التواصل داخل منطقة الجومة وخارجها، نفذت البلدية وصلة طريق هامة بدعم من دولة الرئيس عصام فارس، وفي عقار يملكه، قد ادت الى اختصار المسافة بين وسط الجومة والاتوستراد بنسبة جيدة، وبات وصول الطلاب من مناطق الجرد، ووسط الجومة الى كلية عصام فارس للتنولوجيا - جامعة البلمند، اسهل بكثير، كذلك امنت التواصل السهل والسريع للمواطنين بين منطقتي الجرد والجومة ومنطقة الدريب عبر بلدة دير جنين. وقامت البلدية بانشاء جدران الدعم وتلبيس جانبي هذه الوصلة بحجر الموزاييك، وايضا تعبيدها بالزفت وباتت مفتوحة امام حركة السير، وهناك مسعى لتأمين الانارة لها، ونأمل أن يقوم دولة الرئيس عصام فارس بتدشينها خلال قدومه المنتظرالى لبنان، كما تستكمل البلدية انشاء جدران الدعم وتلبيسها بحجر الزينة، وتعمل ايضا الى ايصال الطرقات الى كامل المنطقة العقارية للبلدة، وتم ايضا توسيع طريق كنيسة القديس مخائيل شفيع البلدة. البناء البلدي من اهم المشاريع التي نفذتها البلدية والذي يضم قاعة للمناسبات الاجتماعية والترفيهية لشباب البلدة".

وأوضح أن "البلدية اشترت مولدا كهربائيا كبيرا، بالاضافة الى استبدال رئيس البلدية السابق الياس مكاري، المولد الصغير الذي تبرع به الى البلدية ، بمولد اكبر، مما وفر التيارالكهربائي البديل للمواطنين 24/24 ساعة، وتولت البلدية تأمين الشبكة الخاصة به وكذلك العدادات، على أن يدفع المواطن ما قيمته 220 ليرة لبنانية بدل الكيلو واط الواحد من الكهرباء، وهو ادنى سعر عرفته المنطقة، كما تمت انارة الشارع العام بواسطة هذا المولد عند انقطاع التيار الكهربائي".

وعلى الصعيد الخدماتي أوضح أنه "تم انشاء شبكة مياه شفة للمنطقة الجديدة من محطة مياه العيون، بالاضافة الى انارة الاتوستراد، وغرس حوالي 1500 شتلة صنوبر جوي على جوانب الطرق، وكذلك تشجير أرض جمهورية مساحتها 20 ألف متر مربع بأشجار الخرنوب والصنوبر الجوي.

وعلى الصعيد الاجتماعي "باشرت البلدية بانشاء ملعب رياضي لكرة السلة والكرة الطائرة والميني فوتبول، على امل ان يتم استخدامه في الصيف القادم، في حين تبقى بعض الانشاءات التابعة له، الى مرحلة لاحقة، حتى تأمين الاعتمادات اللازمة. كما تقدم البلدية مساعدات الى المدرسة الرسمية الابتدائية، والى عائلات محتاجة، من وزارة الشؤون الاجتماعية، وتساهم ايضا في نشاطات الأعياد خاصة احتفالات القديس مخائيل شفيع البلدة بالتعاون مع مجلس الرعية الارثوذكسي".

 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب