شيا في لقاء فني في السفارة الاميركية : سأكون سفيرة للبنان في بلادي 

رامي عياش: علينا أن نعطي بلدنا وليس فقط أن نأخذ منه

وطنية - نظم القسم الثقافي في السفارة الأميركية في بيروت لقاء في مقر السفارة في عوكر، مع الفنان رامي عياش صاحب مؤسسة "عياش - الطفولة" التي تعنى بتعليم 2000 طفل، في إطار برنامج "Meet the Artist"، تحدث فيه عن تجربته الفنية الشاملة ونشاطاته الإنسانية في حضور السفيرة دوروثي شيا، المسوولة عن مكتب الديبلوماسية العامة كريستينا هايدن، الملحقة الثقافية هرميلا يفتر، الملحق الصحافي مايكل بونفيلد وعدد من طاقم السفارة الدبلوماسي ومن الموظفين اللبنانيين في السفارة ومن المواهب الشابة والإعلاميين. 

أدارت اللقاء المسؤولة عن البرنامج جولي مراد.   

عياش 

بداية، أثنى عياش على الدعوة معربا عن "افتخاره بها وعلى نوعية اللقاء الذي نظمه القسم الثقافي في السفارة ويأتي من خلفيتين إحداهما إنسانية إجتماعية والأخرى ثقافية فنية". وقال: "تندر رؤيتنا للقاءات من هذا النوع في السفارات وأنا ممتن وفخور بوجودي معكم اليوم ومع السفيرة شيا. يندرج هذا اللقاء في إطار النشاطات التي ستحول الأنماط المعتمدة في الفن ولاسيما في المجتمع وفي صفوف الأجيال الفنية الصاعدة". 

  

وعبر عن يقينه بأن "الموسيقى كانت ولا تزال مفتاح نجاح وطن إسمه لبنان" مستشهدا "بفيروز والأخوين رحباني وبنيانهم للبنان الجميل في وجدان أبنائه وتحت أنظار العالم" ومشددا على "دور الفن في تفعيل السياحة وليس السياسة"، وقال: "الثقافة هي مفتاح نجاح لبنان"، مشيرا الى أن الفن هو الذي سيحيي صورة لبنان الكبير من جديد". 

  ورد عياش على أسئلة الحضور من النجوم الصاعدة متحدثا عن "المصاعب التي تعترض مسيرة الفنان في لبنان حيث أن الفنان اللبناني لا يتلقى الدعم من أي جهة وعليه بالتالي الأتكال على جهوده الخاصة". وعن النصائح التي يسديها للفنانين الشباب شدد على "ضرورة التحلي بالثقة بالنفس وبالموهبة التي حباهم إياها الله والذهاب فيها الى الأخير وعدم الإنجرار بالتيارات الآنية العابرة والتمسك بالهوية الخاصة". 

 وعن التحديات في مسيرته الفنية قال: "إنها موجودة في جميع المجالات وعلى الإنسان أن يتمسك بالثقة والطموح فيتخطاها جميعها".  

واعتبر ردا على سؤال أن "الموسيقى ينبغي أن تلبي كل الأذواق"، وقال: "أنا أحترم كل أنواع الموسيقى علما أني أتيت الى الفن من خلفية الرحابنة وأعمالهم العظيمة والعيب ليس في تعدد الأذواق الفنية بل في محطات "الأف أم" التي تقبض من اجل نشر الأغاني الهابطة. إذن هو ذنب الإعلام في نشر الأغاني التي هي دون المستوى". 

وعن اعتماده في اختيار الأغاني إن كان على الموسيقى أو على الكلام، أكد على أن "الموسيقى أهم بالنسبة له" وقال: "أنا موسيقي في الأساس لذلك أركز على اللحن لأن الموسيقى لغة عالمية يفهمها الجميع ويأتي الكلام في مرحلة ثانوية"، مشددا على "وجوب أن تحضر هوية الفنان في أغنيته". وانتقد "شراء الأغاني عبر واتساب كي لا تتحول صناعة الأغنية الى مسألة تجارية بحتة، حيث يجب الحفاظ على الصدق والهوية فيها". 

  وأشار الى أنه كان "أول المتعاونين مع فنان عالمي (Belly the Rapper) لكنه لم يكن معروفا آنذاك بل كانت شهرتي أكبر من شهرته"، معربا عن اعتقاده بأنه "بات من نجوم الصف الأول لحظة حلوله في السفارة الأميركية حيث يتم اللقاء" وعزا نجاحه الى "أمه التي رافقته بالصلاة والدعاء دون سواها"، معتبرا أن "المخرج الراحل سيمون أسمر صاحب فضل على غالبية النجوم اللبنانيين"، وقال: "لم أتلق منه الدعم بعد مرحلة ستوديو الفن، بل المحاربة بعد فسخي المبكر للعقد بيننا". 

وشدد على "دور العائلة والزوجة والمحيط الضيق المساعد في مسيرته الفنية "، معتبرا أن "الوقت لا يزال مبكرا للتحدث عن انخراط ولديه في المجال الفني وقال: "سأترك لهما حرية القرار". 

وعن إمكان اعتزاله العمل الفني قريبا قال: "المسألة مطروحة كل يوم لأن المصاعب كثيرة، ولكني أقوم بفني بحب وشغف ولا بد من الإشارة الى أن تمويل عملي الإنساني يأتي من أنتاجاتي الفنية فأنا لا أعتمد على جهات مانحة إنما على عملي الفني من اجل المضي قدما في هذا المجال، فالتزام العمل الإنساني يفرض علي الإستمرار في هذا المجال وليس بهدف الربح أو التجارة، وأنا أصر على هذا الهدف السامي وأحتفظ فيه قريبا جدا من قلبي وهو مدعاة فخري". 

  

وعن اختياره تعليم الأولاد للإستثمار في المجال الإنساني تحدث عن المشقات التي اعترضت والده في تعليمه وأشقائه أثناء الحرب كاشفا أن "أمنيتي في ذلك الوقت بأن يتلقى والدي المساعدة والتي لم تكن متوافرة"، وقال: "لقد احتفظت بهذه الرغبة في قلبي وأردت أن ألبيها في مساعدة الأولاد الذين يفتقرون الى التمويل في تعلمهم"، معربا عن إيمانه بأن "إعادة لم شمل لبنان واللبنانيين وتنقية ذاكرتهم تكمن في التربية والتعليم بالدرجة الأولى" ،وقال: "شعار مؤسستي: فليكن العلم سلاحهم". 

وأعرب عياش عن سروره باللقاء الذي "اتسم بالعفوية حيث أنه يخرج عن المألوف"، وقال: "أنا أجهد في الحفاظ على العفوية على المسرح كما في اللقاءات العامة". 

وشدد على "تجذره في لبنان مع أنه يستثمر في الخارج"، وقال: "أريد أن أعيد كل شيء وكل أحد الى ربوع لبنان، ولا أريد أن أخرج منه شيئا فوطننا بحاجة الى جميع أبنائه المهاجرين، من الأختصاصات كافة ولا سيما الفنانين منهم. بحاجة الى الأدمغة اللبنانية التي انتشرت في بلاد الإغتراب. لا يمكنني أن أتصور نفسي بعيدا عن وطني، أنا رجل جبلي، متعلق بالأرض فهي أثمن ممتلكات الإنسان، وكل امرئ سيعود الى أرضه في أحد الأيام. وأنا أصلي من اجل أن يعود كل لبناني الى أرض الوطن قريبا جدا، وكل نشاطي الأنساني يصب في هذا الأتجاه". 

 وختم: "علينا أن نعطي لبنان وليس فقط أن نأخذ منه". 

  

شيا 

أما السفيرة شيا فردت بدورها على أسئلة الحاضرين متطرقة الى المصاعب التي اعترضت مسيرتها الدبلوماسية فاعتبرت أن "الأمر يختلف عن كون المرء فنانا". وقالت: "القاسم المشترك بيننا هو الرغبة في استخدام مواهبنا وطموحنا وثقتنا بانفسنا وإقتناعنا بانه ليس علينا بالضرورة اتباع الطريق الذي سلكه غيرنا، وعدم التسرع في تحقيق الهدف والإستثمار في الذات بهدف إستخراج الأفضل منا". 

  

وعن التوازن بين الحياة الخاصة والصورة العامة قالت السفيرة شيا : "لا أزال في طور التعلم لأن هذه الأمور لا تحصل خلال الدراسة والتخصص في الدبلوماسية". وقالت: "أنا احيانا السفيرة، الرئيسة، وأحيانا الصديقة أو الجارة، فلكي أنجح في لعب كل هذه الأدوار أحتاج الى أن اكون حقيقية، طبيعية وصادقة مع نفسي". 

وإذ أشارت الى أنها لا تملك مؤسسة خيرية "كالفنان رامي عياش" إلا أن لها "اهتمامات عديدة في هذا المجال"، وقالت: "إن كنت أريد الإختيار الآن فانا أوافق ضيفنا المحترم رامي عياش على أن الإستثمار في التربية والتعليم هو أفضل ما يمكن أن نقوم به اليوم من أجل لبنان". 

ولفتت الى أن الفنانين اللبنانيين الذين ستحملهم معها في عودتها الى بلادها تأتي "فيروز المعروفة جدا في الولايات المتحدة وفي العالم في الطليعة"، كاشفة عن شغفها "في سماع واكتشاف المواهب الجديدة في الملاهي والحانات الليلية الصغيرة". 

 وختمت شيا: "سأشتاق الى لبنان ولكني سأكون في الوقت نفسه سفيرة للبنان في بلادي وسأحمل إليها الثقافة اللبنانية". 

  

وتخلل اللقاء أغنيتان قدمهما عياش كما قدم لشيا هدية تذكارية هي عبارة عن طاولة زهر تحمل صورتها. 

وأخيرا، أشار القسم الثقافي في بيان، الى أن اللقاء "هو الرابع من نوعه بعد استضافة الفنان التشكيلي رؤوف رفاعي والمخرجة والناشطة زينة دكاش والمؤلف وعازف البيانو جورج طنب بعيدا عن السياسة، والهدف منه دعم المساحة الفنية والثقافية في لبنان وتعريف السفيرة الأميركية الى مواهب لبنان وعمالقته وتعزيز أواصر العلاقة بين الشعبين اللبناني والأميركي". 

  

                           ==============إ.غ. 

 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب