النصب التذكاري لشهداء الجيش الايرلندي على تلة الحصن قبالة قلعة تبنين يقال إن السيدة العذراء نزلت فيها وزير خارجية ايرلندا: اسم لبنان حفر في قلوبنا

تحقيق ابراهيم حمزة

وطنية - تبنين - على تلة الحصن قبالة قلعة تبنين الأثرية، لجهة الغرب، بحانب كنيسة البلدة، يقع النصب التذكاري لشهداء الكتائب الإيرلندية التي خدمت في جنوب لبنان ضمن قوات حفظ السلام ("اليونيفيل" منذ عام 1978 في اعلى نقطة في بلدة تبنين.
 
لم يعد هذا النصب مجرد رخام أسود منقوشة عليه اسماء الشهداء الـ47 من الضباط والجنود الايرلنديين الذين رووا ارض الجنوب بدمائهم، وتاريخ سقوطهم، بل أصبح روضة تعشش فيها أرواح الشهداء. 
ووفق الباحث في تاريخ جبل عامل موسى ياسين فإن السيدة مريم العذراء مكثت في هذه البقعة فترة من الزمن.
 
النصب أصبح مزارا لكبار المسؤولين الايرلنديين 
هذا النصب اصبح مزارا لكبار المسؤولين الايرلنديين الذين كانوا يأتون خصيصا من ايرلندا ليزوروه بعد تفقد جنود كتيبتهم وعلى راسهم رئيس الدولة، رئيس الوزراء، ووزراء الدفاع، وقائد الجيش ورئيس الاركان واهالي الشهداء.
هؤلاء الشهداء سقطوا جراء الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان منذ سبعينات القرن الماضي وعددهم 47 بين ضابط ورتيب وجندي. فالكتيبة الايرلندية شاركت في نطاق قوات حفظ السلام الدولية منذ 1978، وغادرت عام 2002 وعادت في 2011،
وهي ما زالت متمركزة في بلدة الطيري قضاء بنت جبيل.
 
قداس شهري
دأبت الكتائب الايرلندية التي تتبدل كل 6 اشهر في اقامة قداس احتفالي لراحة أنفس هؤلاء الشهداء الذين سقطوا على أرض الجنوب منهم 3  سقطوا شهداء عند جسر عين المزراب على مدخل بلدة تبنين بحادث تصادم آليتين لليونيفيل خلال قصف اسرائيلي للمنطقة. اما الحادثة التي تستحق الذكر فهي قتل متعاملين مع العدو بايعاز من الاسرائيليين أنفسهنم جنديين من الكتيبة الايرلندية بدم بارد في بنت جبيل في العام 1980 بعد ان انزلوهما من آلية مصفحة واقتادوهما الى مكان منعزل واعدموهما رميا بالرصاص ، وهما كانا في طريقهما الى مارون الراس لايصال المؤن الى رفاقهما في الكتيبة .
 
ومع ان جثامينهم دفنت في مدافن بلادهم، يقام قداس شهري لراحة أنفسهم، يشارك فيه قائد الكتيبة وبعض الضباط والجنود والفرقة الموسيقية وقسيس الكتيبة، بمشاركة بلدية تبنين وشخصيات اجتماعية وضباط وعناصر من الكتيبة الماليزية العاملة ضمن "اليونيفيل"، وضباط وعسكريون من الجيش وأمن الدولة والأمن العام. وتقدم ثلة من الجنود التحية الى أرواح الشهداء على إيقاع النشيد الوطني الايرلندي خلال رفع علم بلادهم، ثم يتلو ضابط الإعلام في الكتيبة اسماء الشهداء الذين سقطوا في مثل الشهر الذي تقام فيه الذكرى، وتعزف الفرقة الموسيقية لحن الشهداء ولحن الموتى والأحزان، ويلقي قائد  الكتيبة كلمة يشكر فيها بلدية تبنين والفرقة الماليزية التي تقع تبنين اليوم ضمن نطاق عملها، وتواكب هذا الاحتفال على الدوام، وجميع المشاركين من عسكريين ومدنيين في هذه المناسبة.
 
تاريخ النصب التذكاري ومكانه 
أقيم هذا النصب في في 30/6/2001، زمن اتشار كتيبة المشاة الأيرلندية 89 بطلب من قائدها المقدم ج. هيجارتي، وبتسهيل من رئيس بلدية تبنين المرحوم اسعد محمد فواز  وبمباركة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
 
وأقم النصب على تلة الحصن الأثري قرب  كنيسة تبنين وصار تقليدا شهريا ويحتفى فيه بذكرى الشهداء والصلاة لراحة أرواحهم وتخليدا لذكراهم، واستمر هذا التقليد مع نجل رئيس بلدية تبنين المهندس نبيل فواز. 
 
أبرز زوار النصب
من أبرز زوار هذا النصب في الفترات السابقة: رئيس الجمهورية الايرلندية مايكل د. هيجنز الذي أبدى سروره بإقامة هذا النصب واهتمام بلدية تبنين به وأثنى على "حسن استقبال أهالي بلدة تبنين وضيافتهم"، رئيس مجلس الوزراء الايرلندي السابق ليو فاراداكار الذي قال عند سؤاله عن شعوره وهو يزور هذا النصب: "أنا مسرور جدا وأفخر بأنني قرب النصب التذكاري لجنود بلادي الذين ضحوا واستشهدوا من أجل السلام هنا في لبنان. لذلك فإن هذا الاسم، أي لبنان، حفر في قلوبنا وأتمنى أن اعود مرة أخرى وأقضي وقتا اكثر في زيارة هذا النصب". 
 
كذلك زاره رئيس الوزراء الحالي ميخائيل مارتن ووزير الدفاع السابق بول كيو على رأس وفد عسكري ضم قائد الجيش الايرلندي ورئيس الاركان ونائبه، وزاره ايضا وزير الخارجية سايمون كوفينب في 19/12/2001، ووزير الدفاع الحالي سايمون كويتي على رأس وفد عسكري رفيع، وسفير ايرلندا في الشرق الأوسط جون اوريغان مرات عدة، وكذلك أهالي الشهداء وزوار من مختلف أنحاء ايرلندا. 


                                   ======= م.ع.      

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب