حوش تل صفية بلدة بقاعية قديمة تحتضن مقاما دينيا وتميزها الصناعات الغذائية

تحقيق أمينة التويني

وطنية - مباركة هي تلك البلدة التي تحفظ التاريخ، تزدان بروائع الطبيعة، تشمخ بمقاماتها الدينية، وتتميز بأهلها الاكارم ومحبتهم لبعضهم البعض محافظين على وحدة العيش.

هي الهادئة الفناء الوادعة، هي بلدة حوش تل صفية، احدى بلدات سهل البقاع الخصيب، حوت بين حناياها جسد السيدة صفية، ابنة الامام الحسين حفيدة رسول الله محمد والتي سميت البلدة باسمها.

من اجمل قرى محافظة الخير والخيرات القريبة لشمس المدن بعلبك، تبعد عن مركز المحافظة بعلبك حوالى 10 كلم، وعن العاصمة بيروت نحو 80 كلم، لترتفع عن سطح البحر حوالى 1100 م.

بلدة ساهمت بازدهار حركة السياحة الدينية في محافظة بعلبك - الهرمل لوجود ذلك المقام فيها، كما قربها من مدينة الشمس بعلبك حفز كل زائر يزور معالم بعلبك الدينية، يزور البلدة للتبرك من ذلك المقام المقدس.

تتربع بلدة "حوش تل صفية" وسط سهل فسيح معطاء، مزروع بسنابل القمح الذهبية، محاطة بقرى عدة: إيعات شمالا، العلاق وبوداي غربا، مجدلون وحوش بردى جنوبا وشرقا مدينة الشمس بعلبك لتبلغ مساحتها الاجمالية حوالى 5 هكتارات.

اهلها من الطائفتين المسيحية والاسلامية، اهم عائلاتها: معاوية، روحانا، فرج، الفوعاني، الحنش، الفيتروني، البرجي، نادر، كرم والبعينو.

يبلغ عدد سكانها حوالى 3500 نسمة، ألفان منهم مقيمون. أما النازحون الى المدن طلبا للعلم والعمل فيشكلون حوالى 1300 نسمة، اما المهاجرون الى عالم الاغتراب حوالى 200 نسمة منتشرين ما بين الولايات المتحدة الاميركية وكندا والبلدان الاوروبية ودول الخليج.

عدد الناخبين حوالى 750 ناخبا، معظم عائلات البلدة من المثقفين الحائزين على الشهادات الجامعية العليا، اضافة الى عدد كبير من المحامين،المهندسين، الضباط ، الشعراء، علماء دين مسلمين ومسيحيين. كما برز اسم السفير جعفر محمد معاوية في عدة دول عربية واسلامية.


اشتهرت بلدة "حوش تل صفية" بسهلها الواسع وتربتها الصالحة للزراعة. من اهم زراعاتها: الحبوب على انواعها كالقمح والعدس والشعير وفيها ايضا اشجار مثمرة مثل التفاح، الدراق، الخوخ، اضافة الى زراعة الكرمة والتبغ والاشجار غير مثمرة مثل الصنوبر والسرو التي تزين مدخل البلدة وطرقاتها.

في البلدة عيون وينابيع عدة اهمها نبع عدوس، جفت بمعظمها وفيها عين ماء اثرية من العهد الروماني تحت ضريح السيدة صفية.

الصناعة الغذائية
تميزت بلدة حوش تل صفية عن غيرها من البلدات بالصناعات الغذائية، إذ تجد في خراجها ثلاث مصانع غذائية تعتمد على تصنيع الحليب وتحويله الى منتجات غذائية، من ألبان وأجبان على انواعها بأحدث الآلات المتطورة، كما تخضع تلك المنتوجات للفحص المخبري الدقيق قبل التعليب. اضافة الى تميزها بالجودة العالية في عملية التصنيع. اما كمية الانتاج لتلك المصانع فهي اكبر من حاجة النطاق الجغرافي، حيث يتم توزيع المنتجات على الاراضي اللبنانية كافة.

يوجد في البلدة أيضا مزارع للدواجن يتم فيها رعاية الدواجن على احدث الطرق التكنولوجية، مما ساهم في جودة الانتاج الصحية من البيضة الى الدجاجة.

مقاماتها الدينية
مقام السيدة صفية ابنة الامام الحسين والتي توفيت من جراء العطش والجوع والتعب اثناء رحلة السبي التي تعرض لها اهل بيت النبوة خلال رحلتهم الطويلة من الكوفة الى دمشق فبعلبك والقرى المجاورة. فكان لترى بلدة حوش تل صفية شرف احتضان ذلك الضريح الشريف. يشكل هذا المقام معلما للسياحة الدينية، تبقى أبواب المزار مفتوحة امام الزائرين لاستقبالهم على مدار السنة، لا سيما في أربعينية الامام الحسين، حيث يستقطب المؤمنين بأعداد كبيرة من كافة أنحاء العالم، تتعدد الالسن باللغات واللهجات المتنوعة، وترتفع الاصوات بالادعية والصلاة لقضاء الحوائج وشفاء المرضى واستغاثة الملهوف. وقد وجدت في هذا المقام كرامات عدة تحدث عنها زوارها من الطوائف المسيحية والاسلامية على السواء، مما تدلل على عظمة وكرامة صاحبة المقام عند رب العالمين. وفي البلدة ايضا كنيسة القديس مار يوحنا.

اقتصاد البلدة يعتمد بالدرجة الاولى على الزراعة، يليها الوظائف الرسمية من جيش، قوى امن داخلي ونسبة قليلة جدا من اصحاب المهن الحرة.

مؤسساتها الرسمية
متوسطة حوش تل صفية الرسمية، مبنى القصر البلدي، كما يوجد فيها جمعية انماء الريف والجمعية الخيرية الاجتماعية.

بلديتها التي تأسست في الستينات من القرن المنصرم، والتي يترأسها اليوم الاستاذ عباس خليل معاوية، كان للوطنية لقاء معه تحدث باسهاب عن انجازات المجلس البلدي العديدة ومن اهمها "مشروع الطاقة الشمسية" والذي ينفذ بالتعاون مع البنك الدولي واتحاد بلديات بعلبك، ويهدف هذا المشروع استخراج المياه عبر الطاقة الشمسية.

وعدد معاوية ابرز المشاريع الانمائية التي انجزتها البلدية منها: تأمين التيار الكهربائي للبلدة بواسطة اشتراك شهري رمزي بدعم من البلدية، تجميل مداخل البلدة، تغيير كافة الطرق الداخلية، تأمين بئر ارتوازي، تأهيل خزان مياه للبلدة وشبكة لتوزع المياه، تشغيل بئر البلدة عبر الطاقة الشمسية، تأمين محطة كهرباء اضافية، بناء القصر البلدي، انجاز الوصلات المنزلية للصرف الصحي، تأهيل محطة تكرير لمياه الشرب، انشاء خيمة قرميد في الحديقة العامة وتأمين ألعاب رياضية لها.

وأوضح أن المجلس البلدي وضع خططا مستقبلية من شأنها انماء البلدة منها: إعداد دراسة MRR بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الامم المتحدة للتنمية UNDP حيث نتج عنها خطة عمل مستقبلية تم فيها تحديد الاحتياجات وفق الاولويات. تم إعداد دراسة مع لجنة ادارة الكوارث والازمات المنبثقة عن مجلس الوزراء اللبناني، بالتعاون مع لجنة ادارة الكوارث في الصليب الاحمر اللبناني ، نتج عنها لائحة بالمخاطر المحتملة وكيفية التصدي لها وذلك وفق خطة مبرمجة.

كما ذكر رئيس بلديتها المشاكل التي تعترض المجلس أهمها: المبالغ العائدة للبلدية والتي تدفع من الصندوق البلدي المستقل، لا تكفي البلدية لناحية الرواتب والاجور، تعاني البلدة من وجود مكب للنفايات ضمن نطاقها البلدي، قريب من المباني السكنية مما شكل خطرا على السكان لناحية انتشار الامراض والاوبئة وتلوث للمياه، وذلك بسبب عدم وجود آليات لنقل النفايات الى معمل الفرز في مدينة بعلبك خارج النطاق البلدي، النزوح السوري الذي يشكل عبئا ثقيلا على المجلس البلدي.

أضاف: "هناك عدد من المطالب للمجلس البلدي منها: تأمين سيارة لنقل النفايات، استكمال شبكة الصرف الصحي للاحياء الجديدة، انشاء محطة تكرير لمياه الشرب جديدة وبمواصفات حديثة وذلك لعدم قدرة المحطة الحالية على تأمين الكميات اللازمة، وخاصة بعد ارتفاع عدد النازحين السوريين، استكمال مشروع الحديقة العامة.

وختم حديثه منوها بالدور الايجابي الذي قدمه ابناء البلدة عبر تعاونهم مع المجلس البلدي للنهوض بها نحو الافضل على كافة الصعد.

==================ج/س

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب