القصر الحدودية أصلها فينيقي وطبيعتها خلابة والورش المستحدثة أعطت دفعا للحركة التجارية فيها

تحقيق جمال الساحلي

وطنية - تقع بلدة القصر أقصى شمال شرق لبنان عند الحدود السورية اللبنانية، تبعد عن الهرمل 12 كيلومترا وعن العاصمة بيروت 160 كيلومترا، وترتفع عن سطح البحر 650 مترا. البلدة التي يقطنها حوالي 10 الاف نسمة، تمتد بمساحة ما يقارب ال 50 كيلومترا مربعا، تبدأ من الحدود السورية اللبنانية الفاصلة شمالا، والمتصلة بسفوح السلسلة الغربية وبلدة سهلات الماء ومشاريع الكواخ غربا، وسهول بلدة حوش السيد علي شرقا وهي تحاذي مرافق حيوية سوريا ومتداخلة مع لبنان، منها معبر مطربا المؤدي الى قرى ريف القصير السوري ذات الاغلبية السكانية اللبنانية، وسد مطربا المجاور والذي استحدث بجوار البلدة من الجانب السوري أضفى على القصر عوامل طبيعية جديدة إضافة لما تحفل به البلدة من عيون وينابيع وهناك طاحونة قديمة ما زالت تعمل دليلا على عراقة كونها تعود لحوالي خمسمائة سنة لتكون خير دليل ان العمران في القصر يرجع لقرون بالاضافة لوجود مجموعة من العيون والينابيع المتداخلة مع سوريا، وتعود تسمية البلدة نسبة إلى المعلم الأثري راس القصر والذي يعود تاريخه للعهد الروماني، وتفيد الدراسات التاريخية ان البلدة يعود تاريخها للعهد الفينيقي، ويشير إلى ذلك وجود مغاور وقبور محفورة في الصخر تنتشر على جانبي الوادي الذي يقسم البلدة، ويسمى وادي المنقطع نسبة لنبع يتدفق لفترة تصل إلى ثلاثة أشهر سنويا.

تعتبر القصر عقدة وصل بين محافظة البقاع وبعلبك الهرمل بمحافظتي عكار والشمال، عبر جرود ال جعفر وصولا إلى القبيات وقرى وادي خالد التى تربطها مع المنطقة علاقات تاريخية وعشائرية وتقاليد اجتماعية ما زالت قائمة منذ القرن الماضي.

وتتصل الهرمل بالقصر خدماتيا، حيث اعتماد سكانها الاكبر في التنقلات اليومية على طريق حيوي، أنجز منذ سنوات مجهز بشبكة حديثة من الانارة الشمسية.

تمتد أراضي البلدة ذو التربة الحمراء المميزة، على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتكثر فيها زراعة البطاطا والحبوب والخضار من بتنجان وفليفلة والبندورة، بالاضافة الى الزيتون الذي يأخذ حيزا كبيرا من اهتمام المزارعين حيث استحدثت جمعيات تعاونية عدة ومعصرة حديثة حتى أصبح يقام أخيرا مهرجان الزيتون والمونة السنوي.

شهدت البلدة توسعا عمرانيا بخاصة في السنوات الأخيرة حيث نشطت الحركة التجارية والتبادلية نسبة لموقعها المحاذي للأراضي السورية والذي يحوي معابر غير شرعية مراقبة من الجهتين اللبنانية والسورية تسمح بحركة دخول للسكان اللبنانيين بالاتجاهين بحكم جغرافيا الواقع. اكسبها وجودها عند السفح الشرقي لسلسلة جبال لبنان الغربية والبركة المستحدثة عند الحدود السورية طبيعة خلابة، فيما عمد العشرات من المتمولين إلى تأسيس ورش مصالح جديدة أعطت دفعا للحركة التجارية.

وتعتبر القرى المنتشرة في الداخل السوري المجاور بأغلبية سكانها وعائلاتهم الموزعة في الطرفين جزءا من البلدة يتردد إليها الاهالي عبر طرق فرعية لإنجاز المعاملات الرسمية وخصوصا الأحوال الشخصية، إذ ان سجلات نفوس البلدة تضم مئات العائلات المقيمة داخل الأراضي السورية في عدد من القرى المجاورة أبرزها زيتا وحاويك والسماقيات وبلوزة والسكمانية يمارسون حياتهم اليومية ومعظمهم يعمل بالزراعة وينتقل الاهالي عبر معبر مطربة المجاور سيرا نظرا لعدم توفر معابر رسمية والتي كانت مطلبا دائما للاهالي الذين تتوزع املاكهم وأعمالهم على جانبي الحدود وقسم منهم من أبناء القرى المجاورة داخل سوريا من اللبنانيين يشغل وظائف في القطاع الرسمي والامني، فينتقل يوميا العشرات من الموظفين والمدرسين والعسكريين. فيما تعتمد الغالبية من الاهالي على الزراعة والتجارة الحدودية وتبادل السلع مع قرى الجوار.

ويعود تاريخ العمل البلدي في القصر الى الستينات حيث كانت تشكل مع فيسان المجاورة بلدية واحدة حتى جاءت اول بلدية منفصلة للبلدة في التسعينات ترأسها الدكتور علي زعيتر الذي سعى منذ الأشهر الأولى من عمر المجلس البلدي للنهوض بالبلدة حيث حقق إنجازات نوعية في سائر الجوانب الصحية والاجتماعية والبنى التحتية من طرق وشوارع وأرصفة وتم استحداث جسر يربط احياء البلدة ولتشهد مع المجلس الذي لحقه برئاسة زعيتر نهضة من خلال بناء قصر بلدي والمساعدة في استحداث ثانوية واضافة غرف لمدرسة البلدة وتزيين واجهات المحال التجارية بالحجر الصخري.

فيما ينشط المجلس البلدي الحالي لاستحداث شبكة للصرف الصحي تربط مع المشروع الذي انطلق لمعالجة مشكلة الصرف الصحي في الهرمل وقرى القضاء بالتعاون مع مجلس الإنماء والأعمار والجهات الدولية المانحة.

في البلدة مخفر لقوى الأمن الداخلي ومدرسة رسمية وثانوية ومهنية و مدرسة خاصة. ومركز للشؤون الاجتماعية ومراكز ومستوصفات صحية تقدم الخدمات للبلدة والجوار. برز اسماء من بلدة القصر في سائر المجالات ومنها ظهر كفاءة سياسية وعلمية وقيادية من أبنائها الوزير غازي زعيتر ابن البيت السياسي العريق في لبنان وسوريا وأطباء ورجال علم وادب ومنها الشاعر الراحل رفعت مبارك الذي طالما شهدت له منابر الزجل وحفلات الشعر الشعبي.


================= ج.س

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب